زاد الاردن الاخباري -
اضطرت التونسية رحاب مستور (21 عاما) إلى مزاولة مهنة شاقة كانت فيما مضى حكرا على الرجال، بهدف تأمين مورد رزق لعائلتها، رغم أنها تتقاضى أجرا يوميا هزيلا لا يساوى نصف الأجر العادي لنظرائها من الرجال.
واقتحمت رحاب مبكرا ميدان العمل في البناء أو ما يسمى “المرمّة” في تونس، كي تتمكن من إعالة عائلتها في منطقة “السبيخة” التابعة لولاية القيروان وسط البلاد، بعدما اضطرتها ظروفها الاجتماعية القاسية إلى الانقطاع مبكرا عن الدراسة.
وأمام ضغط الحاجة وغياب فرص العمل في القطاع العام والخاص، اختارت رحاب عملا شاقا لا يتناسب مع بنيتها الجسدية كفتاة، كما أن أصحاب العمل لم يقدروا هذا الأمر، حيث تم منحها أجرا يوميا لا يتجاوز 10 دينارات (4 دولارات) أي أقل من نصف أجر العامل اليومي والذي يتجاوز 25 دينارا.
وشغلت قصة رحاب الرأي العام التونسي، وتعاطف معها عشرات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب حمة الطاهري “هؤلاء بنات تونس الاحرار كم احترمهن. هذه الفتاة اضطرت أن تعمل في المرمة كي لا تمد يدها أو تبيع شرفها. إنها تمثل المرأة التونسية بأجمل معانيها”، وأضاف محمد “ثمة الكثير من الفتيات والشباب التونسيين تخرجوا من الجامعة ولديهم شهادات عالية ومع ذلك فهم عاطلون عن العمل”، وأضاف عبد الرزاق “تحية تقدير لهذه المناضلة. امرأة بألف رجل”.
وتقدر الإحصائيات الرسمية بوجود أكثر من 600 ألف شاب عاطل عن العمل في تونس، نصفهم تقريبا من حاملي الشهادات العليا، في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات المطالبة بالعمل والتنمية في المناطق المهمشة وخاصة في ولايات الشمال الغربي والجنوب .