أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس لونين: كرة يامال لم تدخل المرمى مجلس حرب الاحتلال يناقش غدا أفكارا جديدة بشأن صفقة التبادل اميركا : لم نمنح الضوء الأخضر لعملية عسكرية برفح نهاية قاسية لأردني تعرف على فتاة عبر إنستغرام قانون التنمية الاجتماعية يدخل حيز التنفيذ. الجهاد الاسلامي : رفح لن تختلف عن خان يونس مسؤولون إسرائيليون: حملة تجفيف تمويل الأونروا فشلت الملك ينبه من خطورة التصعيد في المنطقة صحيفة : الأمم المتحدة رفضت التنسيق مع إسرائيل حول رفح التربية: العملية التعليمية تشهد تطورا بجميع المسارات إسرائيل تؤكد أنها قضت على نصف قادة حزب الله هجوم إسرائيلي على عالم مصري مشهور بايدن يوقع قانوناً ينص على تقديم مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل النائب العياصرة: إجراء الانتخابات في هذا الوقت قوة للأردن القسام تنشر فيديو أسير إسرائيلي يندد بتعامل نتنياهو مع ملف الأسرى
شيخٌ من ذاكَ الزمان ..!!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة شيخٌ من ذاكَ الزمان .. !!

شيخٌ من ذاكَ الزمان .. !!

17-03-2018 11:40 AM

ما شاهدته ظهر أول أمس الخميس في مقبرة إربد الإسلامية شيء يُثلج الصدر رغم رائحة الموت التي تعم المكان والعبرات التي غمرت وجوه ذوي الراحلين \" يرحمهم الله \" ، وعلى الرغم من وحشة المكان ، إلاّ أن هناك مآثر وعبر لا زالت تغمر قلب إنسان ، ليس له مع الراحلين صلةً غير أنه يبحث عن الأجر والثواب من الرب الرحمن ..!!
ليست قصة من الخيال ، بل واقع عايشته يوم أول أمس الخميس ونسيت دون إدراكٍ الأموات والدفان ، حيث كنت وشقيقي أول الواصلين للمكان للمشاركة بعزاء احد الأصدقاء توفت والدته يرحمها الله ، وبينما كنا ننتظر وصول الجثمان إذ بشيخ جليل ذو هيبة ووقار وجهه يُشعُ نوراً ، يخرج من سيارته التي أوقفها بعيداً ويحملُ بكلتا يديه صندوقان مليئان بـ \" كاسات ماء \" ، شدّ انتباهي كثيراً ولم أعي لماذا .؟؟
للوهلة الأولى اعتقدت أنه قد يكون من أهل المرحومين أو من الجيران ، أخذت عيناي ترقبه من بعيد وتسترق النظر لتحركاته خِلسةً لترى ماذا يدور بخلد هذا الشيخ الذي عمّ عِطره الطيب أرجاء المكان ..!!
وصلت الجثامين وكانت ثلاثة ، ومصادفةً عرفت أن الجثامين تعود لثلاثة نساء كلُ واحدة منهن تحمل جنسية مختلفة عن الأخرى \" أردنية ولبنانية وسورية \" حينها استذكرت الآية الكريمة التي قال فيها رب العزة ( وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تَموتُُ ) صدق الله العظيم ...!!
وبينما كان المشيعون يهمون برفع النعوش على الأكتاف ، حمِلَ الشيخ الجليل صاحب الهيبة و الوقار واحدة من الصناديق وبدا يوزع الماء على المكلومين والمجبورين والمشيعيين والمواسين ذهاباً وإياباً رغم شيخوخته ليروي ضمأهم كنوع من المواساة بأسلوب اجلُّ وأرفع مما يقوم به أولئك الذين يقدمون الطعام للمفاخرة والمباهاة على أعين الناس ..!!
وللغرابة في مكان أنه لم يكن بين المشيعين من يقوم بالتلقين فوق رأس الميت ، فاستنجدَ أهل المتوفى بهذا الشيخ الذي لم يتوانى عن الإستجابة لمطلبهم ، وبصوتٍ خافت جميل ثمَّ علا ذهبَ يقرأ بعضاً من آياتِ الله الكريمة يُذكر بها الأحياء بمواعظ الموت قبل أن يدعُ للمتوفى بكلماتٍ رجت الأرض تحت أقدام المشيعين وأجهشت قلوب المجبورين بالبكاء ..!!
لله درك أيها الشيخ الجليل ، لقد قدمت أجمل صور المواساة وأنبل شعور ثمَّ غادرت مسرعاً حتى لا نتمكن من معرفة اسمك أو كنيتك واحتفظت لنفسك بما قدمته يداك الطاهرة طيّ الكتمان وكيّ لا تدري يُسراك ما قدمت يُمناك مبتغياً بذلك الأجر والثواب من عند الله جل وعلا ، ولم يكن إطراء البشر من أولوياتك ولا غايتك بل مرضاة الله كانت مسعاك ومُبتغاك ..!!
ندعوا الله سبحانه وتعالى جميعاً أن يُمتعك ايها الفاضل بدوام الصحة والعافية وأن يهبنا بعضاً من حُسنُك وطيبك وبعضاً من جميل صنعك حتى نلقى به وجه الله الكريم ..!!

سالم عكور





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع