مع الاعلان عن اطلاق التحالف المدني كحزب سياسي يقوده الوزير الاسبق مروان المعشر وتحت سقف الشبهات التي تحوم حول اهداف هذا المشروع او حول شخصية الوزير المعشر التي عملت على تأمين غطاء لممارسات كادت ان تؤدي بحق العودة الى غياهب النسيان ، اضافة الى كونه احد اهم الذين اقاموا علاقات مع الكيان الصهيوني , او مع شخصيات صهيونية , من وجهة نظر العديد من النشطاء السياسين, وايضا لكونه واحد من منظري العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة الامريكية التي لا تكن للعرب والمسلمين الا العداء من خلال دعمها للكيان الصهيوني وحمايته والدفاع عنه وتوفير السبل اللوجستية لااستمراريته على حساب شعب فلسطين ومن خلفه الامة العربية .
الوزير الاسبق مروان المعشر ، الناطق الرسمي باسم وفد المفاوضات مع الكيان الصهيوني وسفير الاردن السابق لدى الكيان ، يبدو انه لم يكتفي بهذا العبء الذي يهرب منه كل انسان وطني ، بل كان احد اهم وزراء الخارجية العرب الذين حاولوا اقناع الرئيس اللبناني السابق اميل لحود من اجل عدم ادراج حق العودة في البيان الختامي لقمة بيروت ، حيث لم يدرج حق العودة في المبادرة التي قدمها ولي عهد السعودية انذاك الامير عبدالله بن عبد العزيز " الملك فيما بعد " ما ادى الى غضب الرئيس اللبناني اميل لحود ، وهذا ورد اكثر من مرة في احاديث اعلامية للرئيس لحود.
ان من لا يغضب من اجل حق عودة الفلسطنيين الى بلادهم لا يمكن ان يعطي الطمأنينة فيما يطرحه حول العدالة والمساواة والمواطنة والحقوق المدنية وغيرها من شعارات ، ولا يمكن ان يقنع المتلقي ان لا اجندات خارجية وراء هذا الطرح .
لقد حاولت شخصيات عديدة قبل مروان المعشر طرح شعارات ظاهرها يتعلق بحقوق المواطنة والمساواه على قاعدة مبهمة وليس فيها اية اشارات للوضوح او الانحياز للقضية الوطنية الاولى قضية فلسطين .
ومن الملفت هنا ان الحزب لم يفصح عن وجهة نظره او عن اية عقيدة سياسية واضحة باستثناء حديث الشباب عن المجتمع وعن اوضاع الداخل الاردني من حيث" الحال والاحوال" ، وهو ما جعل البعض يشكك في نظرة الحزب الى قضية هامة كقضية فلسطين وحق العودة الى فلسطين كل فلسطين وفق القرارات الشرعية الدولية .
ان وجود مثل هذا الحزب بدون موقف واضح من قضايا عديدة اهمها قضية فلسطين يجعلنا نشكك في من وقفوا ويقفون خلف فكرة بناء حزب على قاعدة الادعاء بضرورة الحصول على الحقوق " المنقوصة " لكل الاردنيين وعلى اهميتها , ما يزيد الشك لدينا بأن هذا الحزب سيكون خنجر في الخاصرة الاردنية والفلسطينية , الا اذا اوضح هذا الحزب موقفه من القضية الفلسطينية والمقاومة وحق العودة الى فلسطين كل فلسطيني ، فنحن لا نحتاج في الاردن لاحزاب تجمل الحالة السياسية الاردنية من خلال " ديكور " جديد ، بل ما يهمنا داخليا اشياء اكبر وخارجيا يهمنا الحالة الفلسطينية والموقف منها .