قيل في زمن سابق ان الاردني صاحب كشره تتكسر امامها كل امواج الحياة ، وهناك من جعل من تلك الكشرة شعارا للشعب وحاول ان يستغلها للاستدلال على الرجولة والحشمة وبقية لوازم تقطيب الجبين وجلافة السلوك .
اليوم وكما يقول المثل " ان كبر همك غني له " ؛ اصبحنا الشعب ابو ابتسامة ، همنا كبر واصبح بحجم الوطن ككل ، واصبحنا اهل النكتة السياسية الشعبية مستخدمين كل وسائل التعبير ، الواتس اب والفيسبوك وزجاج سياراتنا الخلفي وطمبوناتها ، كل ذلك تعبيرا عن كبر الهم الذي كسر ظهورنا .
والغريب هنا ان الجهات ذات العلاقة في السيطرة على محتوى الانترنت بقيت صامته ، ولم تمارس سلطتها بملاحقة ناشري تلك الرسائل ، والذي يتابع محتوى تلك الرسائل يجد بها الفيديو والاغاني والكتابات المختصرة ، وكذلك يجد بها كل رموز تجاوزات سقف الاخلاق الاجتماعية والتشهير برموز سياسية ، وهنا ربما يكون هذا الصمت الرقابي من باب " خليهم يفشوا غلهم ".
اذا سمح لنا ان " نفش غلنا " وبموافقة امنية وعلى اعلى مستوى ، ونحن كشعب من حقنا ان نغني لهمنا الكبير وهذا افضل من ان نكبت ما في نفوسنا من قهر ، لان الوطن بحاجة لنا كي يستمر بالبقاء " ماليا " ومن باب الفقر مع الابتسامة والسعادة افضل من الغنى مع التعاسة ، واعتقد هنا اننا كاردنيون نجحنا بصنع السعادة دون وجود وزارة للسعادة امولها خزينة الدولة .