زاد الاردن الاخباري -
ريما أحمد أبوريشة
(( إتهمت الخارجية الروسية رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما بالسعي لإقامة ألبانيا كبرى في البلقان . وقالت في بيان لها إن تصريحاته التي أدلى بها يوم الراع عشر من يناير الجاري والتي أكد فيها على دور حزبه الإشتراكي في تأسيس جيش تحرير كوسوفا ودور بلاده في تثبيت اللغة الألبانية لغة رسمية ثانية في مقدونيا إنما تؤكد سعيه لهذا الهدف . وهددت في بيانها بالرد المناسب )) .
لكن يكون الرد الروسي سهلاً قط . لأن صمتها يعني شطب روسيا وجعلها مستعمرة غربية . وها هي بلدان الغرب الأوروبي بدأت تعاني جراء التدخلات الروسية فيها التي تظهر في محاولات جرها لمواجهة عسكرية في البلقان ترى فيها روسيا مسبقاً انتصاراً ساحقاً لقواتها التي تبلغ ضعفي قوة الناتو .
ولأن صربيا هي القوة التي تستند إليها روسيا إستراتيجياً في البلقان فإن الحرب لن تتوقف عند بؤرة واحدة . فبالإضافة إلى البوسنة والهرسك التي تعني حرباً روسية ألمانية باعتبار الأخيرة تدعم كرواتيا . فإن روسيا وصربيا ستدخلان كوسوفا ومونتينيغرو " الجبل الأسود " وستتمددان نحو مقدونيا . وستتقلب التحالفات إذ أن اليونان وهي حليفة صربيا ستجد نفسها ضد الغرب والناتو لمصلحتها في ضرب عدوتها ألبانيا .
ولا يستبعد المراقبون حدوث هذا قريباً فمع ازدياد التدخل الغربي في أوكرانيا ومواصلة ترقب اللحظة التي يتمكن فيها الناتو من ضم جورجيا وأوكرانيا لصفوفه فإن ذلك سيشعل الحرب البلقانية فوراً وقد تحدث المعركة خلال السنة الحالية بحسب بعضهم .
إلى ذلك عززت حكومة المجر بزعامة فكتور أوربان المعادي للهجرة بزعم أسلمة أوروبا قدراتها في مواجهة تدخلات الملياردير اليهودي الأمريكي من أصل مجري جورج سوروس الذي تتهمه بدعم الهجرة لزعزعة استقرار أوروبا . وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة زولتان كوفاتش يوم أمس 17 / 1 إن على الهيئات التي تتلقى تمويلاً منه دفع ضريبة 25% من مقدار دخلها وأكد إن الحكومة ستحد من نشاطات أعضاء هذه الجمعيات على الحدود التي أصبحت جدراناً شائكة بعد موجات تدفق اللاجئين المهجرين عبر البلقان سنة 2015 . وحذر من حملة الحكومة " أوقفوا سوروس " ستضع العمل السري لأي هيئة تحت طائلة المسؤولية مشيراً إلى أنه غير مرغوب به في البلاد .
إستطاع جور سوروس إسقاط حكومة مقدونيا السابقة القومية بزعامة نيكولا غرويفسكي والتي حاربته وأعلن عن نيته إسقاط حكومة المجر بزعامة فكتور أوربان . لكن الخبراء يتوقعون بفوز أوربان في نيسان المقبل ليوجه لكمة - وهو المفتون بالرئيس الروسي فلاديميربوتين - جديدة لسوروس الذي آلم إمبراطوريته خروج بريطانيا من مشروعه للإتحاد الأوروبي .
ومثلما جاء اغتيال زعيم صرب كوسوفا أوليفير إفانوفيتش بعد أقل من يومين على تحذير البيت الأبيض للرعايا الأمريكيين من الذهاب لمنطقة الإغتيال , ها هو يحذر الأمريكيين من السفر إلى البوسنة والهرسك ويقول إنها معرضة لهجمات إرهابية محتملة .
حادثة الإغتيال هذه جعلت صربيا تعلق محادثاتها البروكسلية مع كوسوفا والعالم ينادي الطرفين لضبط النفس وإلا فرصاصة الإغتيال قد تشعل حرباً إقليمية – عالمية مثلما حذر رئيس الحكومة البلغارية بويكو بوريسوف من تداعياتها في حديثه أمام البرلمان الأوروبي يوم أمس 17 يناير الجاري .