أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طبيب أردني يغامر بحياته لإصلاح جهاز طبي في غزة .. وهذه ما قام به 'شباب حي الطفايلة' خلال 48 ساعة فقط ! هذا ما قدمته دبي للمسافرين خلال الظروف الجوية عباس: سنراجع علاقاتنا مع واشنطن (الأنونيموس) يخترقون قواعد لجيش الاحتلال حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية إصابة 23 سائحا في انقلاب حافلة سياحية بتونس. إصابة 8 جنود من جيش الاحتلال في طولكرم قادة الاحتلال يواجهون شبح مذكرات الاعتقال الدولية "امنعوه ولا ترخصوه" يتصدر منصات التواصل الاجتماعي في الأردن .. وهذه قصته!! وفاة إثر اصطدام مركبة بعامود بإربد لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة أخطر صراع بالنسبة للصحفيين تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية. نادي الأسير الفلسطيني: 30 معتقلا بالضفة منذ أمس ماذا ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي؟ الجيش الإسرائيلي: نخوض معارك وجها لوجه وسط غزة. الصحة العالمية تُجيز لقاحا ضد الكوليرا. هنية يلتقي أردوغان اليوم السبت توقع تحسن حركة السياحة على البترا شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمنعنا من إسعاف المصابين بمخيم طولكرم
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة سهير جرادات تكتب لـ"زاد الأردن" :...

سهير جرادات تكتب لـ"زاد الأردن" : تغيير الخريطة

سهير جرادات تكتب لـ"زاد الأردن" : تغيير الخريطة

30-12-2017 10:11 PM

زاد الاردن الاخباري -

قديما ، كانت تعد في موسم العودة إلى المدارس قوائم المستلزمات المدرسية ، وفي مقدمتها دفتر الطباعة بأوراقه الشفافة، التي تمكن الطلبة من رسم وطباعة الخرائط الجغرافية.

تحديدا ، وفي مادة الجغرافيا ، كان السؤال الأصعب : أرسم خارطة الوطن العربي الكبير ، وحدد عليها أسماء الدول ، وما يحدها من الشمال والجنوب والشرق والغرب ، ولون كل دولة بلون مختلف ، بعد تحديد البحار والأنهار والسهول والوديان ؟.

قد لا تكون الحدود تغيرت على الورق ، إلا أنها تمزقت داخليا بين الطوائف والملل، وبين توزيع مناطق الإرهاب والإرهابيين ، منها من بقي داخل الخط الحدودي للدولة ، إلا أنها لا تتبع لها ، بعد أن سيطر عليها متمردون ، أو فصائل من الجيوش التي انسلخت وتمردت على نظام الحكم ، وبعض الدول أضعفت بفصل جنوبها عنها ، وغيرها ممن طالها التغيير بأسمائها .

اليوم ، لو طلب من الطلبة رسم التغييرات التي طرأت ، وستطرأ على خارطة الوطن العربي الكبير، الذي ما عاد كبيرا ؛ إلا في فرقته وانقساماته الداخلية وانفصاله ، سيجد الطلبة صعوبة في رسم الحدود ، في حال لجأت كل دولة إلى رسم حدودها بمعاونة جيوشها ، أو بالاتفاق مع شركائهم بالحدود على التنازل عن أجزاء من أراضيها ، واقتطاعها لتخصيصها لآخرين، لتلغى عن الخارطة مدن دينية وتاريخية ،وبأسماء جديدة، بعد منحها هدية وقربانا لمالكين جدد ،لا يملكونها أصلا ، وعلى مرآى من عيون أصحاب الأرض الاصليين.

ولا نستغرب أن نرى خارطة جغرافية أيضا تظهر فيها بحار وأنهار ومحيطات بأسماء جديدة ، بعد أن سحبت المياه العربية من تحت الأرض لخدمة مصالح ذلك المغتصب .

هذا إلى جانب الصعوبة في تثبيت أسماء بعض الدول التي غيرها الثوار ، لكن الأمر الذي لن يحير الطلبة ، هو تلوين الخارطة ، لأنهم لن يجدوا سوى اللون الأحمر الذي يرمز إلى الدم، الذي أصبح ينتشر على امتداد سطحها .

أما الصعوبة الحقيقية فهي في "خارطة الزعماء " ، فيما لو طلب تثبيت أسماء الحكام والزعماء الجدد إلى جانب القدماء على كل دولة على الخارطة ، خاصة بعد أن تغير معظمهم ، بفضل التغييرات المتسارعة بالجملة ، فكانت نهاية بعضهم بالوفاة المفاجئة ، أو الاصابة بمرض، والبعض ذهب بطريقة وحشية ، فمنهم من سحل ، أو قتل ، أو خلع ، أو شنق في صباحية عيد الأضحى ، ومنهم من مثل في جثته ، ووضع على " الخازوق " ، ومنهم من كان نصيبه بالغدر من الأقربين ، فذهب ضحية انقلاب أبيض من الابن على أبيه أو الأخ على أخيه .

أن فكرة تغيير أو تعديل مناهجنا المدرسية في وقتنا الحاضر ، فكرة ليست موفقة ، خاصة في ظل ما تشهده منطقتنا من تغيرات متسارعة ، وأحداث غير مفهومة ، وتطورات ربما تشهد ازاحة رئيس يتم حاليا البحث عن بديل له ، وبروز أسماء يتم تداولها بمساعدة قوى عالمية ، بعد أن يتم اقصاء آخرين فور انتهاء الدور المطلوب منهم ، الى جانب اقتطاع مساحات من دول وضمها إلى آخرى ، على مبدأ خذ مني لأعطيك ، أو من باب تقاسم حل المشكلات والأزمات بطريقة تحفظ حقوق اللعيبة الاساسيين في " لعبة الكراسي " ، للحفاظ على كراسيهم ، وعدم خسارتها .

ودمتم ودامت خارطة الوطن العربي ، بحدود وهمية ، وزعامات متغيرة ، وشعوب مقهورة ..

Jaradat63@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع