لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني الأخير بقادة الدين المسيحي في المغطس هو تجديد ثالث للبيعة التاريخية التي مُنحتْ للهاشميين خلال الأعوام 1924 و 2013 .
فقد أعطت البيعة الأولى الشريف الحسين بن علي الدور في حماية ورعاية الأماكن المقدسة في القدس وإعمارها ، في حين أعادت البيعة الثانية التي وقعها جلالته والرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أربعة أعوام التأكيد المطلق لجلالته في الوصاية على القدس وحماية ممتلكاتها الوقفية .
وخلال لقاء المغطس ، جدّد المسيحيون البيعة لجلالته ، حامياً للمقدسات ومفوضاً للحديث باسم مسيحيّي المشرق ومدافعا عن القدس ومآذنها وأجراسها ، واعتبروا الهاشميين أوصياء أمناء على مقدساتهم ، وفي كلماتهم ناشدوا الملك أن يخاطب المجتمع الدولي من أجل رفع الظلم عن القدس وحماية المقدسات ، معربين عن تقديرهم لجهود جلالته في الدفاع عن المدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها بصفته صاحب الوصاية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية ، مؤيدين موقف الملك بأن حق المسلمين والمسيحيين في القدس أبدي وخالد ، وأن مسيحيّي الشرق باقون في المشرق العربي وستظل القدس قبلتهم الوحيدة .
وأكد القادة المسيحيون في حديثهم أن جلالته هو الأعدل والأوفى في حمل قضيتهم وصون مقدساتهم ، حيث يرون فيه تجليا واضحا لصورة المحبة والسلام وصوتا لهم لدى كل الهيئات وحكومات العالم ، وأشاروا في كلماتهم الى أن جلالة الملك بمواقفه المشرّفة سيمدّهم عزما وقوة لأجل أن يصمدوا على تراب القدس ويحافظوا على عروبتها على الرغم من جميع التحديات التي يواجهونها ، مطالبين جلالته بتكثيف الجهود بالدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في كافة المحافل الدولية من أجل حماية الأقصى والكنائس المسيحية ، خصوصا في هذا الوقت الذي تواجه فيه المقدسات مضايقات لا حصر لها ، وبيّنوا أنهم يستحضرون في اجتماع المغطس اللقاء التاريخي العظيم الذي توج بالعهدة العمرية بدخول الخليفة عمر بن الخطاب القدس ليتسلم مفاتيحها من البطريرك العربي صفرونيوس ، لينعم العرب جميعا بعد ذلك ، مسلمين ومسيحيين بالعدل والسلام ، وتنتقل الشعلة إلى الحفيد من بني هاشم صاحب الوصاية الهاشمية ، وارث المجد المتجدد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، الذي لم يألو جهدا أو همة إلا كرّسها للقدس وعروبة القدس لتكون عاصمة لفلسطين ، وقال علماء المسلمين خلال لقاء المغطس ، إننا يا صاحب الجلالة لنجدد - نحن أهل القدس - البيعة لكم بأن نضحي بأجسادنا وأرواحنا وأبنائنا وأموالنا دفاعا عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى جدكم الأكرم النبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي الأمانة التي تحملونها يا صاحب الجلالة باسم كل الأمة الإسلامية ، مستندين إلى الدين والنبوة والتاريخ ودماء شهداء جيشكم العربي على أسوار الأقصى .
ويرى الأخوة المسيحيون في الضفتين الشرقية والغربية أنّ الدور الأردني في حمايتهم واضح للعيان ولا يستطيع أحد أن ينكره ، كما يؤكد الفلسطينيون في كلّ مكان أن جلالته وفي جميع المحافل الدولية يضع القضية الفلسطينية في الصدارة ويعطيها الأولوية ، إذ هو يؤكد للعالم على الدوام أنّ المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر ولن يسمح بتجاوزه ، وأنّ الأردن مستمر بالقيام بمسئولياته الدينية والتاريخية تجاه كامل المقدسات بمنتهى الالتزام والجديّة ، كما أن للعائلة الهاشمية وعبر مسيرتها التاريخية المجيدة دور فريد وبصمة واضحة في الحفاظ على الكنائس والمقدسات المسيحية والاسلامية ، وهذا ما جعل الفلسطينيين يؤكدون في كل وقت أنّ المقدسات في القدس لن تكون سوى تحت الوصاية الأردنية الهاشمية .