بقلم : شحاده أبو بقر
نتفاءل كثيرا وتفاؤلنا في محله الصحيح بالقمة الأردنية السعودية الوشيكة , وبالذات في هذا الوقت الذي يشهد ربيعا عربيا حقيقيا يستحق بأن يسمى " ربيع القدس " , وقد فجره " مشكورا " ! , الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقراره الفاجر , ظانا هو وغيره في الإقليم أن العرب قد ماتوا ولن تقوم لهم بعد اليوم قائمة ! .
لا , العرب ما زالوا أحياء يرزقون , وهنا , نخشى ونتمنى أن لا يكون بعضنا من أصحاب الرؤوس الحامية وسواهم من المشككين التقليديين سببا بوعي أو بغير وعي , في إفساد هذا الربيع العظيم كما أسهموا في إفساد سابقه وتحويله نقمة بدلا من أن يكون نعمة ! .
قلنا مرارا وتكرار ونجدد القول اليوم , بأن أشقاءنا في السعودية وسائر دول الخليج العربي ومصر , هم حلفاء الأردن الأقرب عبر التاريخ , فما قصروا معنا أبدا وما قصرنا نحن في المقابل معهم , وكنا وإياهم دوما في مركب واحد , وبالذات عندما يتعلق الأمر بفلسطين والقدس تحديدا , ويظلم حظه كثيرا من ينكر نصرتهم للقضية ودعمهم لنا ولها على مر زمانها الذي نسأل الله أن يتبدد ظلامه ويبزغ فجره عما قريب بعونه تعالى ! .
تسرنا كثيرا القمة الأردنية السعودية الوشيكة , ونرى فيها قطعا خيرا لكل العرب ولقضيتهم المركزية , ولا يمكن للقاء جلالة الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف, وأخيه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز , إلا أن يكون لقاء نصرة للقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين!
ننصح والنصيحة خالصة لوجه الله , لا بل نطالب كل مشكك بموقف أي عربي من القدس وفلسطين وقضيتها العادلة , أن يتقي الله في ما يقول , فلكل بلد عربي ظروفه ومصالحه التي تملي عليه مراعاتها , ولكن دون التخلي عن دوره المشرف نحو فلسطين والقدس .
المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية الشقيقة , تخوضان حربا في اليمن دفاعا عن عروبتها , ولكل منهما ظروفه الداخلية الخاصة , ومع ذلك فلا يملك أحد حق إثارة رد فعل سلبي لدى شعبيهما الشقيقين عبر التشكيك والإتهام الذي لطاما أفسد علاقات العرب بالعرب , عندما يجري التنكر لكل الماضي بعيده وقريبه , والإنتقاص من الدور الشريف في نصرة قضايا العرب وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس الشريف ! .
على كل من يريد للعرب خيرا , ومن يتمنى لم شمل العرب حول القدس وقضيتها , أن يقول خيرا أو فليصمت فاسحا المجال لربيع القدس أن يتفجر أكثر فأكثر, كي تعود قضية فلسطين عربية كما كانت , ولدينا اليوم فرصة تاريخية على هذا الدرب الذي تتفجر فيه مشاعر العرب والمسلمين نحوها في مشارق الأرض ومغاربها ! .
نعم , الأردن والسعودية صنوان لا يفترقان وفي خندق واحد مع سائر دول العرب شاء من شاء وأبى من أبى ! , وهما وبقيادتيهما الراشدتين العربيتين , الأقدر على تقدير المواقف وإتخاذها بكل إخلاص في مواجهة الشر والأشرار وكل طامع وطامح بمقدرات العرب وأرض العرب , وما على الجميع من شعوبنا العربية غير إخلاص النية والصدق مع الله ثم مع النفس , إن أرادوا للعرب خيرا , وللقدس أن تصان عروبتها , ولفلسطين وكل أرض عربية محتلة أن تعود عربية ! .
نحيي القيادتين الأردنية والسعودية وسائر قيادات العرب وشعوبهم الناهضة اليوم في وجه كل واهم على هذا الكوكب مستخف بالعرب وبكرامتهم وبقدسهم ومقدساتهم , ويقينا فإن ربيع القدس سيزهر خيرا بإذن الله إن لم يفسده بعضنا بالتشكيك والإتهام والتبرع بالغث من القول المؤذي والمحبط والمبدد للجمع العربي الواحد الموحد , لا قدر الله . وهو سبحانه من وراء القصد .