زاد الاردن الاخباري -
م. عرفات يوسف الشديفات
صدر البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب غير العادي والذي ناقش بطلب من المملكة الأردنية الهاشمية موضوع نقل السفارة الأمريكية لدى الكيان الصهيوني إلى القدس في اعتراف ضمني بالقدس عاصمة لهذا الكيان وبالتالي عدم التزام الإدارة الأمريكية بقرارات الأمم المتحدة وبنود اتفاقيات السلام التي اعتبرت القدس من قضايا الحل النهائي أو مفاوضات الحل النهائي ، صدر البيان على شكل عبارات انشائية سمعتها الشعوب العربية على مدى عقود من القمم والاجتماعات الوزارية العادية وغير العادية ولم يرقى هذا الاجتماع لجسامة الوضع القائم حيث القدس مفتاح الحل والسلام يُعترف بها من قِبل راعي السلام كعاصمة للكيان الصهيوني بشكل منحاز لأحد طرفي النزاع ضارباً عرض الحائط قرارات الشرعية الدولية التي تنص على أن القدس جزء من الأرض المحتلة عام 1967 ومفاوضات السلام التي تنص على انسحاب الكيان الصهيوني من الأراضي المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967بما فيها القدس.
يطالب البيان أمريكا بالتقيد بقرارات الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة التي أخذت بعد حرب 67 أي قبل حوالي سبعون عاماً ولم تلزم الدول العربية نفسها بقرار عربي اتخذته الدول العربية بنفسها في قمة عمان في 28 آذار عام 2001 والذي ينص على قطع جميع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها للقدس او تعترف بها عاصمة لإسرائيل.
لم يلتزم العرب بما كتبوه على أنفسهم فكيف يطلبون من دول العالم الالتزام بقرارات الأمم المتحدة.
والمضحك إصرار بعض الدول على الإبقاء على ما سمي مبادرة السلام العربية التي رفضها ويرفضها على مدار خمس عشرة سنة، والقمم العربية تُضمنها قراراتها بالإبقاء عليها وكأن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني أبقى للسلام مكان ومع أن وزير خارجية السعودية في مؤتمر إعادة اعمار غزة المنعقد في القاهرة تحت رئاسة الأمم المتحدة قال بالحرف مستشهداً بحديث للملك عبدالله بن عبدالعزيز إن الخيار بين الحرب والسلام لن يبقى للأبد والمبادرة العربية لن تبقى على الطاولة للأبد ، فمتى ستسحب عن الطاولة إن لم يكن في هكذا موقف.
لقد جاء هذا الاجتماع لرمي الكرة أمام العرب الذين تعاملوا مع قضية القدس وكأنها شأن داخلي أردني فلسطيني وأكتفوا بتشكيل لجنة من ركاب الطائرات للتوجه لدول العالم لشرح الوضع القائم ومخاطرهُ على الأمن والسلم الدوليين وكأن دول العالم لا تعلم بما يحصل.
لم يُفعِّل العرب قرار قمة عمان 2001 بقطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها للقدس ولم تصل حتى لمرحلة استدعاء سفراء أمريكا في دولهم لإبلاغهم رفض دولهم بقرار نقل السفارة حتى نحن في عمان للآن لم يتم استدعاء السفير الأمريكي من قبل الخارجية الأردنية لتبليغه رفضنا للخطوة الامريكية واكتفينا بالخطابات ومواقع التواصل والصحف.
ولم تبلغ حكومتنا حكومة الكيان الصهيوني للآن بأنها أخلَّت ببنود اتفاقية وادي عربة وخصوصاً البند التاسع منها مما يعني أنها خرقت الاتفاقية من طرفها.