نثرية "رحلت عيناك "
د. سلطان الخضور
حين يأتي طيف ابتسامتك الأولى
تستحضر الذكرى شهقتي الأولى
وتسقط من جديد
دمعتي الأولى
تبتل أوراقي
ينحني شرياني بصمت
ويطبق صمتي على الشريان
فتهتز أشعاري
وترتعش أوهامي
وتعود ابتسامتك الأولى
تسترق السمع
على نبضات زماني
ففي كل سطر من قصتنا
فلاح يحصد نفحات العشق فينا
وينثرها في خصب أحلامي .
أواه على يوم مضى
أواه على عهد قضى
أواه على لقاء أربكه الخوف
أواه على قصاصة بللتها خفقات قلبي
تنهيدتي تسكنني
تعيش رعشة الخوف
حين كان الخوف يغلف أحلامي .
وبقيت طريد مستقبل مجهول
وعشت حاضرا مهزوم
أبحث في مقلتيك عن بر الأمان
رحلت عيناك
وبقيت تائها ،حائرا
أبحث عن سر الوجود
عن أسراري
فقيس أنا
وأنت ليلاي
أنت ليلاي
في صحوتي وفي منامي
أواه على حلم
كما الريح
يمر عل عجل
يقبض أنفاسي
يفترش أفكاري
يروى بالوهم مساحات جنوني
يرسم أقداري
ويبقى عل نفحات الهوى
تصارع آهاتي
تستفز سكون أفكاري
سكن الحلم أحلامي
وبات الغيث ينبت أقلامي
فكتبت على رقاع الذكرى
حبا وحنين
وذكرى وأنين .
وأضأت الشموع
وعشت الثواني والسنين
أبحث عن طيفك الممتد عبر زماني
أرقب الغيم
أرقب الغيث
لعل مطرا يبللني
يغسل دمعي
فجاء الغيث دمعا فوق دمعي
ابتلت الأرض من دمعك ودمعي
وتصلب الدمع من جديد
صار الدمع كالحديد
حين يطرق بلا ألم
لكنه يسترق السمع
على أناتي
رمقتني بسهمك المجروح
وهمست في أذني
وقبضت على يدي
وارتويت من كفي
ماءا وحبا
وشيئا من أوهام الخلود
وعلى وقع أنفاسك المتعبة
تقطرت حبات الندى
تبحث عن قصيدة يتيمة
خطها الزمان لتؤرخ اللقاء
حين كنا أنت وأنا
نتوارى خلف صحيفتنا
عن قبطان سفينتنا
نقلب الأوراق بأدينا
عل الشعر يحمينا
من قبطان سفينتنا
كنا نبحث في ثنايا حكايتنا
عن قيس وليلى
عل الزمان يسقينا
سفرا من أسفار الوفاء