من الذي وضعَ في " خانة اليك " الأن بعد أن تم توجيه دعوة من الرئيس الفرنسي " ماكرون " إلى رئيس وزراء لبنان " الحريري ؛ السعودية أم الحريري نفسه ؟ ، إنتهت المهلة الذاتية التي منحها الرئيس اللبناني لنفسه بعد لقاءه المتلفز على قناة الجديد ، وهي المقابلة التي أوخضعت للتحليل السياسي والنفسي من قبل العديد من المحللين بغية الوصول الى وصف صريح للحالة النفسية والمكانية التي يقع بها الرئيس اللبناني ، إلى درجة أن هناك من قام بتعداد كم مرة شرب بها الرئيس الحرير من كأس الماء الذي وضع أمامه من باب التحليل النفسي ، وهناك من أخذ من جملة " النأي بالنفس " مفتاحا للتحليل السياسي .
وبدون مقدمات ومحاولات البحث عن صليب البطريرك الماروني " الراعي " ؛ جاءت الدعوة من الرئيس الفرنسي " ماكرون " الى رئيس الوزراء " الحريري كي توقف كل المحاولات السابقة وتستبدلها بسؤال بسيط ؛ هل تسمح السعودية للحريري بمغادرة الرياض الى باريس ؟ ، وهنا تأتي كلمات كثيرة عابرة للعواصم العربية ذات العلاقة تطرح أسئلة من باب إنهاء الآزمة السياسية الإقتصادية التي أوقعت السعودية نفسها بها ، ومن تلك الكلمات ؛ إذ ما حط الحرير ركابه في باريس هل تمنحه فرنسا جنسيتها ؟ ، وهنا تنتهي الإشكالية التي بها الحريري كونه يحمل الجنسية السعودية بالاضافة الى الجنسية اللبنانية " رغم أن ذلك مخالف لقوانين جامعة الدول العربية " ، وعندها لايحق لأي دولة في العالم أن تحتجز أو تقيد حركة المواطن الفرنسي " الحريري" ، ومن تلك الكلمات ؛ من سيرافق الحريري في رحلة الاعودة الى باريس تلك ؟ ، وهل ستلعبها السعودية بطريقة استخباراتية حرفية بحيث تضمن عودة الحريري الى الرياض كمواطن سعودي .
وكل ما يجري الأن من محاولات دبلوماسية لإخراج كل من السعودية والحريري من خانة اليك تلك ؛ قد تكون بعيدة كل البعد عن أصل الخلاف الذي يعود الى محاولة الرياض تنظيف تراكمات عشرات السنين من التجاوزات المالية للمجموعة المالية الخاصة بأل الحريري والقضايا التي رفعت عليها مؤخرا من قبل مواطنين سعوديين ولبنانيين للمطالبة بحقوقهم العمالية ، والتي هي مبالغ مالية ضخمة وبالإضافة لما على مجموعة الحريري من مستحقات لصالح الحكومة السعودية ، وسنبقى بإنتظار هبوط الرئيس اللبناني في مطار باريس كما إنتظرنا هبوطه في مطار والده في بيروت .