أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأعيان يصادق على تمديد اتفاقية تشغيل المطار الأونروا: الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين السجن لأردني عبأ فلتر السيارة بالمخدرات الساكت: اعتماد كبير على المنتجات الأردنية في رمضان من قبل المستهلكين المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب سوء التغذية غرف الصناعة تطالب بربط شمول الشيكات بالعفو العام بإسقاط الحق الشخصي التنمية: عقوبات لمخالفي جمع التبرعات 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع إسرائيل تغلق معبر الكرامة الحدودي مع الأردن بنك الإسكان يواصل دعمه لبرامج تكية أم علي بمشاركة واسعة من موظفيه في أنشطة شهر رمضان 32552 شهيدا و74980 مصابا من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة مركز الفلك: الأربعاء 10 نيسان عيد الفطر الإفتاء الأردنية توضح حكم تناول أدوية سد الشهية في رمضان أهالي الاسرى الاسرائيليين يجتمعون مع نتنياهو اسعار الخضار والفواكهة في السوق المركزي اليوم. بوتين: لن نهاجم "الناتو" لكن سنسقط طائرات «إف-16» إذا تلقتها أوكرانيا
الصفحة الرئيسية أردنيات بين الاعلام .. والسياسة .. من الذاكرة .....

بين الاعلام .... والسياسة.. من الذاكرة... يوميات اعلامي وسياسي اردني

بين الاعلام .. والسياسة .. من الذاكرة .. يوميات اعلامي وسياسي اردني

23-10-2017 01:51 PM

زاد الاردن الاخباري -

زهير العزة - منذ سنوات وانا اسأل نفسي هل حان وقت نشر مذكراتي وخاصة تلك المتعلقة بالحوارت والاحداث او تلك التي رافقت مسيرتي الاعلامية والسياسية وما اطلعت عليه من امور وقعت خلال هذه المسيرة ....
كان دائما الجواب ان الظروف غير مؤاتية خاصة وان بعض هذه الاحداث قد تؤثر عليَّ شخصيا نظرا لحساسيتها او انها قد تضر بصناع هذه الاحداث ممن اطلعوني او شاركتهم في صناعة بعض الاحداث .... ولذلك آليت على نفسي التريث في نشر المذكرات الخاصة بي .....!، ولكن وبعد هذه السنوات ... وبعد ان رأيت بعض الاشخاص من غير الفاعلين يتنطحون لصناعة القرار ويأخذون امكنة هي ليست لهم او ينسبون لانفسهم صناعة احداث او التأثير بها وهم كانوا في الحقيقة ابعد ما يكونون عنها ، لذلك قررت ان انشر بعض ما في مذكراتي تحت عنوان " من الذاكرة .... "من يوميات اعلامي وسياسي اردني " ومن هنا جاء هذا الكتاب ... " بين الاعلام والسياسة " .
راجيا ان اكون قد وفقت في ايصال الافكار الى القارئ الكريم ... بما يخدم الرسالة التي نذرت نفسي لها.

زهير العزة

الحكومات الاردنية ... وازمة الثقة مع الشعب ... من المسؤول ؟
اندلاع شرارة احداث ما سمي بـ " الربيع العربي " من مدينة في تونس تدعى سيدي بو زيد ، وانتقال هذه الشرارة الى مصر ومن ثم الى ليبيا وبسرعة منقطعة النظير ، ومن ثم اعلان مجموعة سورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية العام 2010 عن التحضير " لثورة سلمية " في سوريا مع تحديدها 18/3/2011 موعدا لاطلاق شرارة ما تعارف عليه " بالثورة السورية " جعلني ومنذ البداية اشكك في نوايا القائمين على هذه التحركات " خاصة مع اندلاع الاحداث في مصر, وما رافق ذلك من حملة اعلامية شرسة ضد الحكومة المصرية والجيش المصري ، وكذلك الحملة التي رأيت انها منظمة لاستهداف ليبيا, وذلك من خلال ما وصل الى المناطق الليبية الحدودية مع مصر ، حيث كانت المعلومات تشير الى ان رجالا وعتادا عسكريا يتم ادخاله الى ليبيا في ظل انعدام الامن في مصر بعد اندلاع ما سمي "بالحراك الشعبي المصري, " الذي وصل ذروته الى التجمع بساحة" ميدان التحرير" وسط القاهرة ، وكان انشغال الجيش المصري بما يجري في مصر وخاصة في العاصمة القاهرة ، دافعا لتهريب اسلحة الى ليبيا ، بل وصل الامر الى ادخال مجموعات من " القاعدة " التنظيم المتشدد الى مدينة بنغازي الليبية ، كل ذلك جعلني اشكك في ما يجري تحت عنوان " حرية وديمقراطية " وغيرها من عناوين " السلمية " لذلك اتخذت موقفا منذ البداية ان هناك مؤامرة تحاك ضد الامة ، وان الجيوش العربية مستهدفة ، وقد عبرت عن ذلك من خلال الكتابات او من خلال البرنامج الذي اقدمه على شاشة قناة سفن ستارز والمعروف بـ " بين اتجاهين "
ولذلك ونتيجة هذا الموقف الشخصي ، ونتيجة لما آلت اليه الامور في الداخل الاردني. من اطلاق " الحراك الشعبي " للمطالبة بإصلاحات دستورية ،" او اصلاح النظام / او اقالة الحكومة" او حل البرلمان المعروف ببرلمان (111 ثقة ونص) ، "والشعب يريد محاكمة الفاسدين" ،وغيرها من شعارات ، كنت اسعى الى دعم هذا التوجه الشعبي مع عدم موافقتي على بعض الشعارات المرفوعة ، لكن وفي نفس الوقت الى عدم تطور الامور الى صدام مسلح, او عنفي مع اجهزة الدولة ، كما طالبت العديد من القوى السياسية والنقابية ان يتم التنبه الى المؤامرات التي يقودها الصهيوني" برنار هنري ليفي " الذي بدأ يظهر في القاهرة, ثم فيما بعد في ليبيا ، مدعيا دعمه للثورات العربية ......!

ومع تقديم رئيس الحكومة, سمير الرفاعي استقالة حكومته لجلالة الملك ، وتكليف الملك الدكتور معروف البخيت بتشكيل حكومة جديدة, وذلك بتاريخ 1/2/2011 ، شعرت ان الدكتور معروف البخيت, قد يحمل مفتاحا للحل حتى وان كان الحل لا يرضى جميع ابناء الشعب ، لكنه قد يكون بداية للتغير السلمي .لواقع القرار في الاردن دون احداث نقلة فجائية او قفزة في الهواء, تؤدي الى تدمير الوطن ....
كما كان عليه المشهد في دولة أخرى ...!

لماذا التفاؤل بالدكتور معروف البخيت ...؟

تعود علاقتي الوطيدة بالدكتور معروف البخيت الى سنوات خلت ، لكنها توطدت بعد ان حدثت في العام 2006 مشادة بيني وبين احد النافذين " ...." والذي حاول جاهدا ان يفرض علي سياسة تناول الاخبار في صحيفة الانباط اليومية, والتي كنت قد بدأت العمل بها حديثا وبعد عودتي من لبنان في العام 2005 ، الا ان تدخل الرئيس الدكتور معروف البخيت لمنع المتنفذ " ....... " من فرض ارادته عليّ وذلك بعد ان اتصل الدكتور رياض الحروب ناشر صحيفة الانباط, بالرئيس الدكتور معروف البخيت وتقديمه شكوى ضد ذلك المتنفذ، ثم قيام الدكتور معروف بالاتصال بي شخصيا وقوله لي " اعتذر منك واعدك انها لن تتكرر" جعلني اثق ان الدكتور معروف البخيت يملك الولاية الدستورية, كما نص عليه الدستور, ويمارس صلاحياته الدستورية بعيدا عن التدخلات, التي تتم دائما من جهات عديدة في الدولة ....! وهذا عزز من احترامي وثقتي بالدكتور البخيت وحكومته ....

المهم ان الدكتور معروف الذي كلف بتشكيل الحكومة بعد التكليف في 1/2/2011 ، بدأ اجراء مشاورات لتشكيل الحكومة, من بيته ، وبالعودة الى سبب التفاؤل بالدكتور معروف البخيت وبقدرته على التعاطي مع بذور الازمة التي بدأت تطل برأسها داخل البلاد ، فان الاسباب تنقسم الى عدة نقاط وميزات رأيتها عند الدكتور البخيت :

اولا : ان الدكتور معروف البخيت نظيف الكف ,ولم تسجل ضده او ضد افراد اسرته اية ملاحظات او شبهات تتعلق باستغلال النفوذ او السلطة لتحقيق مكاسب شخصية .

ثانيا : ان الدكتور معروف البخيت ,هو من ابناء الطبقة الوسطى ، فبالرغم من وصوله الى مراتب عليها بالدولة ,اهمها موقع رئيس الوزراء, الا انه ظل منحازا للطبقة الوسطى وتلك المعروفة بالطبقة الفقيرة ، بل ان من المأخد عليه عند بعض طبقة المتنفذين, او السلطويين التقليديين انه لم يكن يستقبل رجال الاعمال ,او المتمولين بل كان يطلب من وزراء حكومته مقابلتهم .... .
ثالثا : ان الدكتور معروف البخيت يمتلك القدرة على محاورة الجميع من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ، وكذلك هو يمتلك ادوات تدوير الزوايا مع اي مواطن عادي, وفي اي مكان يلتقيه ، ولعل عمله في السلك العسكري, ومن ثم في الجامعة كمدرس ، وصعوده المتدرج في الوظيفة دون قفزات بالهواء, وكواحد من ابناء الطبقة الوسطى شكلت لديه هذه الشخصية .

رابعا : ان الدكتور معروف البخيت, وبالرغم انه من ابناء السلك العسكري, فهو لم يكن لديه مشكلة مع التيارات السياسية الاردنية المختلفة، الشيوعين او البعثيين او القوميين او الاسلاميين ، من حيث السماح لها بالتعبير عن ارائها واستعداده للحوار معها, ولكن في اطار القوانين التي تمنع الارتباط بجهات خارج المملكة كما كان يقول ...
خامسا : وبالرغم من هذه الميزات التي تمتع بها الدكتور البخيت الا انه كانت لديه " حسرة " او مشكلة تتعلق به شخصيا وذاق مرارتها بحيث انها اقلقته كثيرا ، وهذه " الحسرة " تتعلق بالاتهام الذي وصمت به حكومته وهو شخصيا والمعروفة بازمة " رخصة الكازينو " وما شابها من هجوم طاله شخصيا وطال بعض وزراء حكومته ....

ورخصة الكازينو التي اقلقت الدكتور معروف البخيت خاصة بعد ان قام احد المسؤولين النافذين " ......... " بتسليم ملف مجهز للنشر الى احد العاملين في صحيفة العرب اليوم, ليقوم الثاني بنشره مع مرفقات تؤكد صحته وذلك بعد اشهر من استقالة الدكتور معروف البخيت وتكليف المهندس نادر الذهبي بتاريخ 25/11/2007 , تشكيل حكومة جديدة .

وكما قلت فان هذه القضية والتي تم تفجيرها كقنبلة موقوتة بوجه الدكتور معروف البخيت وبعد خروجه من الحكم , اقلقته كثيرا وقد عبر ليَّ عن ذلك عندما التقيته على هامش مؤتمر عقد في دولة الدومينيكان وبحضور دولة طاهر المصري ، حيث قال ان حكومته صحيح وقعت الاتفاقية ولكنها قامت بإلغائها في 6/11/2017 ، وذلك بعد ان طلب من المستشارين القانونيين دراسة امكانية الالغاء, دون ان يتحقق على الاردن ايه تبعات مالية ، واشار الى ان قراره بالغاء الاتفاقية جاء بعد ان كان يقوم بواجب العزاء في منطقة ماحص " بلدته "وسمع هناك بعض الاحاديث حول مشاكل المواطنين, وقوة الحركة الاسلامية بالاردن ، ومطالبها حيث قال " واثناء عودتي كنت افكر بالانتخابات البرلمانية القادمة وامكانية استغلال " الاخوان " قضية رخصة الكازنو وبالتالي الهجوم على الحكومة ..... وهذه ما جعلني اطلب من الوزراء المعنيين الغائها .

وباعتقادي ان هذه القضية ، والتي اوقعت ظلما على الدكتور معروف البخيت, جعلتني اعتقد انه سيعمل على كشف الحقائق وتوضيح الملابسات, فيما لو وصل لموقع رئاسة الحكومة ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ستجعله يدافع عن المظلومين اينما كانوا بصورة اشد واقوى مما كان الحال عليه في حكومته السابقة ، والتي تعرضت لهجوم مبرمج ، وهذا ما اكدته ليَّ الدكتورة سناء قمو عماري ,مديرة مختبرات الغذاء والدواء سابقا ، وكيف طلب مدير عام المؤسسة انذاك الدكتور صلاح المواجدة منها ومن ثم احد النافذين " ........ " تغيير احد التقارير الصادرة عن المختبرات, لتحمل بعد التغيير ادانة واضحة بالاهمال لحكومة الدكتور معروف البخيت, وذلك من خلال حادث التسمم في منطقة جرش, او من خلال قضية المياه في محافظة المفرق, والتي حركت الرأي العام ضد الحكومة, ما شوّه صورة الرئيس البخيت وحكومته عند جلالة الملك .
وقد جرى نشر حديثها عبر قناة سفن ستارز وفي برنامج (على المكشوف) الذي كنت اقدمه على القناة وتم ايقافه بعد حلقة الدكتورة سناء قموه عماري مباشرة, بعد ان تم التحايل ومن ثم الضغط على مالك القناة قاسم ارشيد ، حيث طلب وقف البرنامج نهائياً، "وسنعود لمؤامرة ايقاف هذه البرنامج وسنعرض تفاصيل المؤامرة التي قام بها أشخاص من العاملين في القناة وأشخاص من خارج القناة" .... .

لقد شكلت تلك النقاط لدي قناعتة, بأن اختيار جلالة الملك للدكتور معروف البخيت لتشكيل حكومة,هو افضل خيار يمكن ان يتم في تلك المرحلة ، وبالتالي عندما ذهبت اليه مباركا ثقة الملك به وجلست معه في بيته قبل الانتقال الى" بيت الشعر " الذي بني بجانب البيت ، حيث دار حديث بيننا وذكرته بما قاله ليَّ في "الدومينيكان "عن نظرته لمستقبل الاردن ,وانه لا بد ما اشراك القوى الفاعلة في صناعة القرار, وهذا كان قبل بداية " الربيع العربي " بأشهر عديدة ، حيث لم تكن هناك مؤشرات لانطلاق مثل هذا الحراك الشعبي ، ولذلك كنت ارى ان قناعة الدكتور معروف البخيت قد حان اوان تنفيذها لان الظروف مواتية لذلك ، وعندما ذكرته بما دار بيننا في "الدومينيكان" فقال "ان ما يفكر به الان ان تضم حكومته شخصيات لها ثقل سياسي او قريبة من الاحزاب او حتى حزبية او نقابية ، وهنا اقترحت عليه ان يستقبل قادة الاحزاب والنقابات والشخصيات القريبة منها, ليتم اجراء المشاورات معها وبعيدا عن الاعلام ، فقال هل تستطيع القيام بهذه المهمة ، فقلت على الفور ، قال اعلم ان علاقتك بالاحزاب وبالنقابات قوية وتربطك صداقات مع الجميع ، ارجو ان تساعدنا في هذه المهمة ، فقلت له بالعكس ارى ان ذلك من واجبي خاصة في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد .

الاتصالات مع النقابات والاحزاب

وبعد ان انهيت الحديث مع دولة الدكتور معروف البخيت في مكتبه الخاص في منزله ، وبعد الاتفاق على ترتيب لقاءات مع الاحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية وبتكليف رسمي منه ، حضر الى المكتب الاستاذ عبدالله ابو رمان وكان برفقته الاستاذ ضيغم خريسات .
وقد دار بينهم حديث لم تتجاوز مدته خمسة دقائق ، وبعدها خرجت مع الرئيس والاستاذان ابو رمان وخريسات الى " بيت الشعر " المقام بجانب منزل الدكتور البخيت ...

واثناء تواجدي في " بيت الشعر " شعرت ان امرا ما يدفعني للتحرك فورا ، خاصة وان بعض الامور اثارت لدي احساسا بأن هناك من يحاول افشال مهمتي قبل ان تنطلق ، لذلك قررت ان اغادر " بيت الشعر " فورا والعمل وبصمت على اجراء الاتصالات مع النقباء ومع قادة الاحزاب ....

وفيما يتعلق بشعوري انه قد تقع محاولة لافشال مهمتي ، فاسذكر فصلا كاملا عنها ، حيث اعتقد جازما ان الدكتور معروف لا يعرف عنها حتى كتابة هذه السطور ، وما يجعلني اعتقد ذلك هو انني تعرضت في العام " 2000 " الى نفس التجربة حينما طلب مني صديقي عصام محمد خلف رحمه الله " والمتوفى حديثا "2017 " الاجتماع مع شخصين امريكين من اصل عربي كانا يسعيان الى وقف التصعيد بين الادارة الامريكية وبين العراق بقيادة الرئيس صدام حسين ، حيث نقلت الرسالة الى وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي وبحضور مستشاره الاعلامي " الراوي " ... وكان ذلك في مبنى وزارة الخارجية العراقية ... الا ان العراق رفض المطالب الامريكية التي نقلتها لان احد اهم المطالب كان يتعلق بقيام العراق بالاعتراف بدولة اسرائيل حتى وان كان عبر اتصالات سرية .... "وهذا موضح في تجربتي في العراق السياسية والاعلامية " ، الا ان اشخاصا نافذين في الاردن والعراق عملوا على افشال مهمتي بسبب قيامي بالحديث عن المهمة لمجموعة من الاشخاص ...

ومن هنا قررت العمل بصمت, بالرغم أنني ادرك انه بمجرد اجراء الاتصالات مع الاحزاب والنقابات سيتم فضح المهمة ، ومع ذلك قررت ان اكثف الاتصالات, لذلك قمت فورا وفي نفس الليلة التي كلفت من الدكتور البخيت بالاتصال بالصديق المهندس بادي الرفايعة, وهو احد الكوادر المتقدمين حينها في جماعة الاخوان المسلمين ،كما انه يشغل موقعا في حزب جبهة العمل الاسلامي ، حيث اعلمته بمهمتي وطلبت مساعدته ، وفعلا قال سأقوم الان بالاتصال بالمهندس عبد الهادي الفلاحات نقيب المهندسيين الزراعيين ورئيس مجلس النقباء ،وبعد دقائق اتصل بي ليقول المهندس عبد الهادي ينتظر اتصالك ... وبعدها قمت بالاتصال بالمهندس فلاحات حيث اتفقنا على اللقاء في اليوم التالي في نقابة المهندسين الزراعيين .

كما تابعت الاتصالات مع القيادات الحزبية ,حيث اتصلت مع امين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب ، وامين عام حزب الشعب الديمقراطي " الحشد " السيدة عبلة او علبة وامين عام الحزب الشيوعي الدكتور منير الحمارنة وامين عام حزب البعث العربي الاستاذ المحامي احمد النجداوي وامين عام حزب البعث التقدمي الاستاذ فؤاد دبور ومع امين عام الحركة القومية الديمقراطية المباشرة السيدة نشأت احمد,واما بالنسبة لحزب جبهة العمل الاسلامي, فقد اجريت الاتصالات مع السيد زكي بني ارشيد ,الذي استقبلني في بيته وطلب امهاله يومين لبحث الموضوع مع قيادة الحزب وعلى رأسها رئيس الحزب الاستاذ حمزة منصور مع ترحيبه بعقد حوار حول تشكيلة الحكومة وبرنامج الحكومة ومستقبل الاردن .

كانت الساعات التي مرت منذ ان خرجت من منزل الدكتور معروف البخيت تمر بسرعة ، وكنت عازما على النجاح في المهمة ، كما كنت حريصا على ان لا يدخل اي شخص من اي جهة على خط الاتصالات ، وخاصة بعض الاشخاص من المقربين من الدكتور البخيت ، لذلك وعندما كنت انسق لترتيب مواعيد اقوم بالاتصال بمرافق الدكتور البخيت السيد " محمد علميات " ليبلغ رسائلي الى الدكتور معروف البخيت ، ولذلك اعتقد ان نجاح المهمة بدأ من هنا .

في صباح اليوم الثاني لتكليفي بالمهمة ، ذهبت الى موعدي الذي كان بحدود الساعة العاشرة صباحا مع المهندس عبد الهادي الفلاحات رئيس مجلس النقباء ونقيب المهندسين الزراعيين ، طرحت عليه رؤية الدكتور معروف البخيت للمرحلة المقبلة ثم رغبته بالاستماع الى ما يدور في اذهان اعضاء النقابات المهنية, وايضا المطالب التي يودون ايصالها للحكومة الجديدة ، وهنا طلب المهندس عبد الهادي الفلاحات مهلة حتى المساء او للغد حيث سيدعو الى اجتماع او سيقوم بالاتصال مع نقباء النقابات المهنية الـ "12 " لاطلاعهم على ما جاء في رسالتي ، ثم يبلغني بالموقف .

وبينما كنت اتابع زياراتي الى قيادات احزاب المعارضة الاردنية ، اتصل بي المهندس عبد الهادي الفلاحات ليبلغني اخذه الموافقة من النقباء على الحوار مع رئيس الحكومة الجديد دولة الدكتور معروف البخيت ، وهنا قمت بالاتصال مع السيد " محمد عليمات " وطلبت منه ابلاغ دولة الرئيس البخيت بالموضوع وليتم تحديد موعد لحضور النقباء الى منزل الدكتور البخيت ، وفعلا في اليوم التالي وفي تمام الساعة السادسة مساءا ، ذهبت الى مجمع النقابات المهنية والتقيت بالنقباء وذهبنا جميعا الى منزل الدكتور معروف البخيت حيث دار حوار بين رؤساء النقابات الـ 13" والدكتور البخيت .

وهنا اعتقدت جازما ان نصف المهمة نجحت, لكن وكما كان لدي تخوف من محاولة البعض افشال مهمتي ، فقد جاء موقف لاحد النقباء ، ليؤكد ذلك ,عندما قام النقيب دون ان ينتبه لوجودي خلفه ، في القاعة التي جلسنا بها بانتظار خروج وفد المتقاعدين العسكريين بقيادة اللواء المتقاعد علي فهيم الحباشنة, من جلستهم مع دولة الدكتور معروف البخيت ، حيث كانوا يجلسون في الصالون الرئيسي ، اقول ان هذا الشخص والذي كان يشغل موقع نقيب لنقابة هامة ، التفت الى السيد عبدالله ابو رمان ,الذي كان موجودا في منزل الدكتور البخيت وهو مقرب منه ، ليقول كيف تكلفون " هذا " بالمهمة وهو يقصدني شعرت بالغضب وكنت انوي الرد عليه بقسوة حيث هو اجبن من ان يواجهني, لكن ايضا لم تكن اجابة السيد ابو رمان واضحة ... وهذا ما سأتناوله في مكان اخر ... لكن وكما قلت ايضا ان احساسي بوجود بعض الاشخاص الذين قد يحاولون افشال مهمتي سيكون مطروحا بقوة ، ولذلك قررت بعد اللقاء العمل على حسم لقاء الاحزاب المعارضة مع الدكتور معروف البخيت ، وبالتالي وما ان انتهى اجتماع النقابات مع دولة الرئيس البخيت والذي كان ايجابيا من حيث طروحات النقابات ومن حيث الوعود التي قدمها الدكتور البخيت قمت بمتابعة الاتصالات مع امناء احزاب المعارضة " 6 " ومع السيد زكي بني ارشيد عن حزب جبهة العمل الاسلامي وقد وعد الجميع بان يكون صباح اليوم التالي موعدا لتحديد موقفهم من اللقاء .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع