ما حدث فى انتخابات اليونسكو فضيحة عالمية يندى له الجبين و تكتب كلمة النهاية للمنظمة الدولية المعنية بالعلوم والثقافة، تجعلنا نتساءل عن جدوى الاستمرار فى عضوية تلك المنظمة التى تديرها إسرائيل من الباطن بالتنسيق مع واشنطن وباريس دولة المقر.
بداية الفضيحة فى مفاجأة باريس بترشيح إحدى وزيراتها للمنصب، رغم المخالفة البروتوكولية فى هذا الإجراء وساعتها ذهب كثير من المحللين إلى أن باريس تعهدت لتل أبيب بعدم وصول مرشح قومى عربى وخصوصا من مصر لتولى هذا المنصب حتى لا يفتح ملف الآثار والممتلكات الفلسطينية فى القدس وتعديات دولة الاحتلال عليها وكذلك الحرم القدسى والمسجد الإبراهيمى فى الخليل.
وحتى يتم تمرير المرشحة الفرنسية فى تلك الانتخابات المشبوهة، كان لابد من سيناريو محكم يجعل من أودرى أزولاى الخيار الأقل مرارة فى نهاية جولات التصويت، وتم الاتفاق بين باريس وواشنطن وتل أبيب على دعم حمد الكوارى مرشح قطر
، فى الجولات الأولى من التصويت حتى يصل مع مرشحة فرنسا إلى جولة التصويت الثنائية فى النهاية ويكون الدول الأعضاء بين خيارين إما التصويت لمرشح مجهول من قطر لا علاقة لها بالثقافة وبلا تاريخ وتدعم الإرهاب وبين مرشحة فرنسا إحدى الدول العظمى ثقافيا، فيكون الفوز من نصيب المرشحة الفرنسية لتضمن باريس عدم إثارة الملفات التى تزعج تل أبيب.
السؤال هنا:
كيف تم إقناع الدول الأعضاء وعددها ثمان وخمسون دولة بالعدوان الثلاثى الجديد الإسرائيلى الفرنسى الأمريكى رغم وجود مرشحين أقوياء فى مقدمتهم المرشحة المصرية مشيرة خطاب والمرشح الصينى كيان تانج،
هنا دخل المال السياسى المشبوه وبرعت قطر فى دور الدولة الوظيفية الذى تجيده، وكما وزعت «الرشاوى» بالملايين فى فضيحة استضافة مونديال 2022 تحرك الدبلوماسيون القطريون بين العواصم الأفريقية والآسيوية يشترون أصوات الدول التى لم تتقدم بمرشحين، وفاحت رائحة الفضيحة حتى التقطتها الصحف ووسائل الإعلام العالمية.
الدوحة كانت تعلم أنها لن تفوز بالمنصب، لكنهبذلت الغالى والنفيس لتنال الرضا الإسرائيلى وتقدم نفسها كدولة تستطيع لعب أدوار كثيرة ضمن المشروعات الاستعمارية الجديدة التى تستهدف المنطقة العربية، وبالفعل نجحت فى الجولات التصويتية الأولى فى شراء عشرين صوتا ليكون المرشح القطرى الذى تصدر التصويت وفق السيناريو المحكم وحتى يضطر الأعضاء إلى اختيار المرشحة الفرنسية فى الجولة النهائية.
هكذاكبرت الفضيحة فى انتخابات اليونسكو، وجعلت من المنظمة المعنية بالعلوم والثقافة والآثار فى العالم مجرد ألعوبة سياسية تخضع لأهواء الدول الكبرى، وتضعنا من جديد أمام سؤال الجدوى، لماذا نستمر فى دعم تلك المنظمة الخاوية