زاد الاردن الاخباري -
أين حق المواطن ، عندما ينجز معاملات المطلوب فيها غير واضح !. ويمضي سحابة يومه متنقلا بين الطوابق ، بحثا في المكاتب على الموظف المسؤول عن أنجاز معاملتة ، وبعد أن يحمد الله في أنه عثرت على الشخص المطلوب حتى تبدأ معاناته في البحث عن اجابه سؤاله الوحيد : ما هي الأوراق المطلوبه ؟ ، حتى يبدأ الموظف بممارسة أحقاده على ضئالة راتبه ، وسخطة على شبكة المواصلات التي ليست فقط لا تلبي الاحتياجات لضعفها ، لا بل \"مخزية \" ، ويصب جام غضبة جراء حقه الوظيفي المهضوم من قبل تفشي الشللية والمحسوبية ، وغضبة الناتج عن حيرته من أين سيدبر ايجار المنزل ، و مصاريف المدارس وتوفير الأقساط الجامعية الباهضة لأبنائه الذين جدوا واجتهدوا ولم يفلحوا بالحصول على مقعد جامعي الا موازي ، الى جانب توفير تكاليف العلاج للزوجة والأبناء ، أو للساعات الطويلة التي يمضيها في مراجعة المراكز الطبية والمستشفيات بحثا عن العلاج الذي اما غير متوفر ، أو شبه مجاني.
أين حق المواطن ، وهو بعد أن يحصل بشق الأنفس على اجابة شبه واضحة لسؤالة ، وبأسلوب استفزازي ، وبكل حدية ، حتى يتنفس الصعداء ، للبدء في تجهيز الأوراق المطلوبه ، وفي الغالب ما تكون بحاجة الى مسلسلات من المراجعات المكتبية للعديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات المختلفة ، حتى يجهز المطلوب منه قبل أن تجهز عليه .
أي حق المواطن ، وهو يحمل المطلوب منه من أوراق ، وكأنه يحمل مفاتيح النصر ، وما أن يلج الى الدائرة المعنية حتى يعود الى نفس الدوامة ، وذات المعانه ، وهو يبحث عن اسماء اشخاص لا عن مسميات وظيفية ، والبحث فى جميع المكاتب عن موظف لعدم وجود لوحة ترقيم المكاتب ، أو أسماء الموظفين ، ويبدأ الموظفين بتقاذفه بين المكاتب : شوف فلان .. وأبحث عن فلان بين المكاتب ، ويبدا بمرحلة تلقي الأسئلة : من قال لك أحضر هذه الورقة ؟!، لماذا لم تحضر الورقة الفلانية ؟ وأين توقيع الجهة الفلانية ؟ ، ومعاملتك اوراقها ناقصة !.
أين حق المواطن ، وهو يقع ضحية مزاجية الموظف ، بعد أن يتنقل بين المكاتب ، بحثا عن الموظف المعني بين الطوابق ، منهم من يطلب منه احضار ورقة ، والآخر يقول : لالا ..لا ترد ، أسمع مني ، هو شو بفهمة !.من الذي يفهم ؟ ، اذا كان الموظفين غير مستوعبين لطبيعة عملهم ، وما أن تدور الدنيا بالمواطن سبع دورات ، وتخور قواه ، وكان محظوظا ، والتقى بأحد الموظفين وكان من أحد اقاربة او أنسبائه ، أو صادف أحد المراجعين المليئين ليقدمة للموظف المسؤول المعني ، حتى تتغير حياته ، وتتلون بأجمل لون ، وتبدا التلفونات بين الموظفين : له يا زلمة هذا قرابه ، مشيها يا شيخ ، بتصير ، هونها يله عاد ، أحسبها علي وحدة!.
أين حق المواطن ، من أن تكون هناك تعليمات مكتوبه ومطبوعة على المواقع الالكترونية لتلك الوزارات والدوائر والشركات التي تقدم خدمات للمواطنين ، وأن تكون الأمور واضحة مثل وضوح الشمس ، أو أن تكون مطبوعة في مطوية أو منشورة توزع في تلك الجهات المعنية ذات العلاقة ، أو على أقل تعديل أن توضع على لوحة الاعلانات في واجهة كل دائرة تسهلات على المواطنين ، ووقتها لا يكون هناك أي مجال للخطا والوقوع ضحية مزاجية الموظف ، كل حسب نفسيته أو عدم تمكنة من عملة ، او حالة نسيان قد تلازمة لظرف ما.
أين حقي كمواطن ، والعقلية السائدة تقوم على مبدأ : اذا نظمت سير المعاملات بصورة سهلة ومرنة ، سنحد ونضيق من مساحة الفساد وسنحد من الواسطة والمحسوبية ، وهذا هو الأمر الغير مطلوب ..
وتبقى الحقوق ضائعة ، ويبقى المواطن يتسائل عن حقه .
Jaradat63@yahoo.com