نزلت على الأردنيين من شتى أصولهم ومنابتهم صاعقة شديدة الوطأة ، نثرت فوق حبات قلوبهم الطاهرة المحبة للإسلام ودعاته وعلمائه الأبرار ، حبات من البرد الممزوج بحزن المؤمنين شديدة السحائب والمزن ، فغشيتهم سكينة الأيمان والصبر والجلد المتأسي على المصائب .
فبمناسبة وفاة ورحيل العلامة فضيلة المرحوم الشيخ صالح طه الشهير بأبو اسلام امام وخطيب مسجد ضاحية الحاج حسن بمنتصف الاسبوع الماضي في يوم الثلاثاء 13 محرم 1439هـ= 3-10-2017م نسطر هذه العجالة لنشارك جموع الشعب الاردني العظيم أحزانه على هذا العالم الجليل الذي عرف بحبه الشديد لبلده الأردن حيث كان يسميه البلد المبارك ودائما ما يدعو له وللقيادة الهاشمية .
وكان الشيخ صالح عالم جليل وشيخ فقيه عرف بطيبة قلبه وعلمه الشديدين وقدم دورا تربويا وتعليميا عظيما كما كان داعية جليل وقد أحبه جموع الأردنيين من اهل بلدته وغيرهم , فكان الفيديو الذي تسرب لخروج جنازته من المسجد والنعش الطاهر تقاذفه أيدي الألوف المشيعة بموكب بشري مهيب تحيط به ملائكة الرحمة وتحفه صوب مثواه الأخير .
وكان الشيخ أبو إسلام صالح بن طه عبد الواحد - من تلاميذ العلامة الألباني - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
وهذه ترجمته رحمه الله منقولة:
#وفاة_أحد_مشايخنا:
* توفي قبل المغرب شيخنا الفاضل: أبو إسلام، صالح بن طه بن عبد الواحد المصري ثم الأردني.
وصلاة الجنازة عليه غدًا بإذن الله بعد الظهر بمسجده في الأردن، عن عمر يناهز 60 عاما فأكثر-رحمه الله تعالى-.
* قال أبو عبد الرحمن عمرو بن هيمان المصري:
- صاحَبَ محدثَ العصْر ناصر الدين الألباني –رحمه الله تعالى- 20 عامًا، وكان مقرَّبًا منه، ودرَسَ كذلك على بلديِّهِ الشيخ عبد العظيم بدوي المصري – حفظه الله تعالى-.
- وكان مجتهدا في تحصيل العلم، شديدا على أهل البدع، حريصًا على الخير، وخطيبا مفوهًا، وإمامًا ومحاضرًا ذائع الصيت – لا سيما بالأردن-.
- سافر من نحو 30 سنةً إلى الأردن؛ ثم استقر بها إلى وفاته –رحمه الله-، وعمل مدرسًا للرياضيات؛ ثم عمل في التجارة ثم تفرغ للدعوة.
- عُيِّنَ إمامًا وخطيبًا لمسجدِ (إبراهيمَ الحاجِ حسن) بضاحية (الحاج حسن)، بالعاصمة عمَّان الأردُنّ، وسكن بجوار المسجد، وظل فيه إلى وفاته، واشتهر فيه جدًّا.
- وكان يدرس عليه طلبة العلم من كل مكان لاسيما من غير العرب، من الطاجيك، والصين، وبلاد شرق آسيا عموما، وأوروبا، ومن بلاد المغرب العربي.
- وصاحبَ بعض الوزراء والوجهاء بالمملكة الأردنية، وكان صديقا مقربا إلى وزير الأوقاف الحالي.
- قابلتُهُ في مسجده بالضاحية في الأردنَ في رمضان سنة 1434 هـ، أثناء رحلتي إلى الأراضي الشامية، وهجرتي إليها، وحضرتُ له بعض المجالس والخطب في مسجده الشهير، وصليتُ وراءه كثيرًا، وأهداني بعض كتبه، ورأيتُ بعضَ أولاده في خير.
- مرض في آخر حياته بأمراض شديدة وهو في 60 من عمره، وكان يقول: إني مستعدٌ للموت، ويسألُ اللهَ حسنَ الخاتمة –رحمه الله شيخنا رحمة واسعة.
- وصنف بعض المصنفات، وضعتُ روابطها بالأسفل، وكانت عبارة عن سلاسل من خطبه التي خطبها في أكثر من 30 عامًا، وأخذ يجمعها ويهذبها، حتى خرج أكثرها، وكان أول ما خرج منها للطباعة كتابه (العقيدة أولا.. لو كانوا يعلمون)، وقد فرَّغت هذه الخطب زوجته أم إسلام – حفظها الله ، وألهمها الصبر والسلوان-، وساعدته في نشرها، وأثنى على صنيعه الشيخ الألباني.