أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استقرار أسعار الذهب محلياً إصابتان إثر مشاجرة عنيفة بصويلح إدارة السير: تعطل مركبات بسبب ارتفاع الحرارة طبيب أردني: السجائر الإلكترونية تستهدف فئات عمرية صغيرة الأردن يسير 115 شاحنة مساعدات غذائية جديدة لغزة أمن الدولة تُمهل متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) الاحتجاجات الطلابية على الحرب في غزة تصل ولاية تكساس الأمريكية (شاهد) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون توجيه الملك نحو الحكومة لدعم المستقلة للانتخابات يؤشر على بقائها المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم .. أسماء
مغامرات صحفي .. الحلقة الرابعة والعشرون
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام مغامرات صحفي .. الحلقة الرابعة والعشرون

مغامرات صحفي .. الحلقة الرابعة والعشرون

22-09-2017 04:18 PM

لقد عانى جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال من مرض السرطان لسنوات عديدة حتى توفّاه الله في السابع من شهر شباط عام 1999 م بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية من أجل الوطن والأمة ، وقد شهدت عمان يوم تشييعه رُغم الأجواء الشتوية القارصة أكبر إحتشاد للزعماء والمسئولين في العالم ، حيث تناسى القادة العرب في ذلك اليوم خلافاتهم والتقوا في إبداء الحزن لغياب الملك الراحل من جهة ، ولتأييد خلفه جلالة الملك عبدالله الثاني من جهة أخرى ، كما تسابقت الدول العربية بإصدار بيانات النعي التي وصفت موت الحسين خسارة كبيرة على الأمة العربية بالذات ، وأعلنت الحداد ونكّست الأعلام تعبيرا عن حزنها بهذا الحدث الجلل ، مستذكرة في البيانات الصادرة جهود الراحل في خدمة السلام والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، واجتيازه بشعبه أصعب المحن التي واكبت مسيرة حكمه على مدى سبعة وأربعين عاما .

في ذلك اليوم المشئوم كنت مناوبا في الإذاعة الموجّهة بعمان ، وكنّا كأسرة مذيعين ننتظر منذ الصباح نعي الديوان الملكي لجلالة الحسين الذي إفتقده الشعب الأردني ملكا عظيما وأبا رحيما ورمزا من رموز وحدته وسيادته ، فيما كان البث الإذاعي مقصورا على الموسيقى الحزينة ، وبينما كان الزملاء والزميلات مشغولين في العويل والبكاء حتى بُحّتْ أصواتهم ، وصلتْ الإذاعة كلمةُ جلالة الملك عبدالله الثاني التي ينعى فيها والده الفقيد ، كان مطلوبا منّا إذاعة البيان على الهواء مباشرة وبأسرع وقت ، بينما كلّ زميل يرجو الآخرين إعفاءه من قراءته لعدم القدرة على تحمّل الصدمة ، وهنا تمالكتُ أعصابي ومسحت دموعي وبدأت أقنع نفسي بأن الشخص المتوفى هو زعيم آخر وليس الملك حسين ، لكنّ هذا التخيّل مرفوض في عقلي الباطني خاصة في لحظات تشهد موت أعز وأغلى إنسان عرفناه كأردنيين ، فأخذتُ البيان المكتوب ودخلتُ مغموما الى الإستوديو ، وأومأتُ الى زميلي مهندس الصوت باستعدادي لقراءة الكلمة وطلبتُ منه الإسراع بإعطاء إشارة البدء فيما كان المذيعون خلف الحاجز الزجاجي المقابل يتابعونني بدموع منهمرة ويخشون إرتباكي على الهواء ، حيث اعتبر كلّ واحد منهم قراءة ذلك البيان مغامرة صعبة على خلاف النشرات الإخبارية المعتادة .

وعلى الرغم من محاولات تهدأة نفسي إلّا أن الحدث كان صاعقا ، فبدأتُ بقراءة الكلمة بنبرة حزينة وبصوت خافت ومخنوق ، وكنت اخشى انحباس الحروف وحشرجتها في الحلق مع احتمالية التلعثم والإضطراب أو حدوث عارض صحي مفاجيء لا سمح الله ، وأكثر ما زادني تأثيرا قول جلالته بأن روح الحسين سوف تبقى معنا وبيننا ولن يغيب عن قلوبنا وأرواحنا وسنحافظ على عهده بكل إخلاص ووفاء ، داعيا جلالته الشعب الأردني بأن يبقى صفاً واحداً وقلباً واحداً وأسرة واحدة ، وأضاف .. لقد كان الحسين أباً وأخاً لكل واحد منكم كما كان أبي ، وأنتم اليوم إخواني وأخواتي ، وأنتم عزائي ورجائي بعد الله .

وبعد إنتهائي من إذاعة البيان المتبوع بنغمات موسيقية حزينة طلب منّي رئيس الإذاعة الموجهة المرحوم سليم سعيدات أن أبقى في الاستوديو لثلاث ساعات متواصلة لإرتجال عبارات رثائية من غير تحضير ، وبالفعل كنت أكتبُ السطور وأذيعها بحُرقة شديدة بين الفواصل الموسيقية ، فكانت تلك الساعات من أصعب ما واجهتُ في عملي الإذاعي ، وأذكر ممّا قلته في ذلك اليوم الكئيب أننا في الأردن على ثقة تامة بأن الفقيد الكبير خلف وراءه من يرفع الراية ويواصل السير على نهجه ... وبالفعل ها هو ذا الملك عبدالله الثاني أطال الله بعمره يمشي على خطى والده ، يقود مسيرة البناء والتنمية والإصلاح الشامل في شتى الميادين ، حتى استطاع جلالته خلال ثمانية عشر عاما من الحكم أن يصل بالأردن نحو مصاف ومراتب الدول المتقدمة ، رُغم كثرة التحديات وشُحّ الإمكانات وقلّة الموارد .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع