زاد الاردن الاخباري -
الرسالة نصف المواجه.. هذه العبارة كنت اسمعها، عندما كان الناس يعتمدون على (البريد)في إرسال رسائلهم إلى ذويهم ومحبيهم، والرسائل أنواع منها الداخلية التي ترسل داخل البلاد، والرسالة الخارجية التي ترسل إلى دول العالم،ويوضع الطابع البريدي على الرسالة، ويكون السعر حسب نوعها، ووزنها، ويوجد ميزان في مكاتب البريد لتحديد الوزن، والرسائل الخارجية ترسل إلى المغتربين والطلبةالذين يدرسون خارج البلاد ،والرسائل المسجلة وهي رسائل مضمونة الوصول تسجل لدى دائرة البريد،وهناك هواة المراسلة الذي يرسلون رسائلهم الى الاذاعات والشركات، ودوائرالبريد تصدر طوابع بريدية،يقوم بجمعها هواة الطوابع، وكنت اراسل الاصدقاء والإذاعات، ومن الطرائف التي حصلت لي،(كنت اراسل إذاعة بغداد برنامج(اسمك عنوانك )الذي يقدمه الراحل (الاستاذ زهير أحمد القيسي )، وقد أرسلت رسالة عام 1978م الى البرنامج، وقد اتصل بي أحد الاصدقاء يخبرني أن رسالتي أذيعت عام1995م، أي بعد 17عاما من ارسالها)، وقد علمت أنه عندما تولى( الاستاذ سعد البزاز)منصب المدير العام للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، قام بحملة واسعة، وتدقيق أرشيف الاذاعة، وتم العثور على هذه الرسالة،وكانت تصلني من إذاعة (البي بي سي)مجلة (هنا لندن )، وعن طريق البريد وصلني قميص (تي شيرت )من القسم العربي مكتوب عليه (ندوة المستمعين )،وهناك رسائل الشوق والمحبة ،التي تكتب بأسلوب خاص، ورسائل العتاب، والرسائل بين الاصدقاء، والرسائل الورقية لها طعم خاص عند قرأتها،وبعض الرسائل تتميز بالاسلوب الخاص، وحسن الخط،وأتذكر(حجي راضي )، و أسلوبه الفكاهي في قراءة الرسالة، في المسلسل العراقي المعروف،وساعي البريد هو الموظف الذي يقوم بإيصال الرسائل إلى اصحابها،واذا كانت الرسالة مفرحة،يقوم بعض الناس بتقديم(هدية)له، وبعض المطربين والشعراء تغنوا وكتبوا عن الرسالة، ومكانتها في التراث الشعبي،وكانت الرسائل تستغرق من(5الى 15 )يوم حسب المسافة،وعندما تصل الرسالة لها فرحة كبيرة، خاصة اذا كانت تحمل أخبار سارة من غائب طال انتظاره،أما الرسائل الالكترونية فهي تلك الرسائل التي ترسل بواسطة الجوال والماسنجر والإنترنت وغيرها، وتكون سريعة الوصول لا تستغرق وقتا،وتصل بمجرد الضغط على كلمة (ارسل )، تصل إلى المرسل إليه،مهما كانت المسافة بعيدة،التقنيات الحديثة لها دور في تطور وسائل التواصل الاجتماعي،وتبقى الرسالة الورقية لها مكانة في قلوب محبيها وتذكرنا بالماضي الجميل ،والرسائل لها حكايات خاصة، وطرائف ينقلها الناس في مجالسهم،والبعض يكتب على الرسالة (شكرا لساعي البريد).
محمد صالح ياسين الجبوري
كاتب وصحفي