أن الأخلاق الحقيقية يجب أن تُؤسّس على ما يميّز الإنسان عن الحيوان بذلك العقل الذي هو مصدر الإلزام الخلقي القاسم المشترك بين جميع الناس والعقل يستطيع تصوّر مضمون الفعل ثم الحكم عليه, فعلامة الخير عند \"سقراط\" أنه فعل يتضمن فضائل وعلامة الشر أنه فعل يتضمن رذائل, ورأى \"أفلاطون\" أن محور الأخلاق هو الفعل فقال (يكفي أن يحكم الإنسان جيّدًا ليتصرف جيّدًا) وفي نظره الإنسان لا يفعل الشرّ وهو يعلم أنّه شرٌّ وإنما الجهل هو سبب ذلك, ورأى \"أرسطو\" أن الأخلاق تجلى في السلوك المعتدل وقال في كتابه \"الأخلاق إلى نيقوماخوس\"(الفضيلة وسط بين رذيلتين) ومن الأمثلة التي توضح هذه الفكرة أن الشجاعة خير لأنها وسط بين الجبن والتهوّر والعدل خير لأنه وسط بين الظلم والإنظلام. وفي العصر الحديث أرجع \"كانط\" الإلزام الخلقي إلى العقل وقسّم فلسفته إلى ثلاثة أقسام العقل النظري الذي يدرس المعرفة وطرق بنائها والعقل العملي الذي يشتمل على الدين والأخلاق والعقل الجمالي ورفض إرجاع الأخلاق إلى سلطة خارجية (الدين, المجتمع) لأن في ذلك سلب لحرية الإنسان ورفض المنفعة لأنها متغيّرة والأخلاق عنده تأتي استجابة لسلطة العقل أي أداء الفعل احتراما للقانون العقلي في ذاته فيظهر الفعل الأخلاقي عن حريّة ويصبح كلّياً, قال \"كانط\" (اعمل بحيث يكون عملك قانونا كلّياً) ويتميّز بالمثالية ويكون دائما مطلوبا لذاته قيل عامل الناس كغاية لا كوسيلة فالأخلاق مصدرها العقل
الأخلاق بحث فلسفي قديم تبحث في ما يجب أن يكون عليه سلوك الإنسان وهي قسم من \"فلسفة القيم\" طرح الكثير منالإشكالات أهمها مصدر الإلزام الخلقي حيث تضاربت آراء الفلاسفة وتعددت تبعاً لأبعاد شخصية الإنسان وكل مذهب نظر إلى مصدر القيم نظرة أحادية هذا الذي جعلنا نتجاوز هذه المذاهب نحو رؤيا متكاملة تجمع بين العقل والنصوص الدينية والمتغيرات الاجتماعية ورغم أن حركة الجدل الفلسفي لا يمكن أن تتوقف عند حلٍّ نهائيٍ إلا أنه أمكنناالخروج بهذا الاستنتاج :\"الأخلاق الحقيقية هي التي تتوافق مع شخصية الإنسان بكامل أبعادها