زاد الاردن الاخباري -
منى سالم الجبوري
رجال الدين المتشددون و منذ أن نجحوا في السيطرة على مقاليد الامور في إيران بعد الثورة التي أطاحت بنظام الشاه، أقاموا نظاما دينيا متطرفا يقوم على أساس مصادرة الحريات و قمع الافکار الانسانية و سلب المرأة الايرانية حقوقها و جعلها مجرد ظل او کائن ثانوي، والذي يجب أن نشير إليه هنا، هو أن النموذج الديني المتطرف القمعي الاقصائي للنساء لم يقف او يتوقف داخل حدود إيران، وانما و بفعل المبدأ الفوضوي(تصدير الثورة)، قام و بأساليب مختلف بتأسيس منظمات و هيئات تابعة له في بلدان المنطقة تدعو لتطبيق أفکاره و مبادئه في هذه البلدان وخصوصا تلك المتعلق منها بالمرأة و تحجيم و تحديد حرية الفکر الانساني و فضائاته الواسعة.
منذ إعلان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تدفع المرأة الايرانية ضريبة إنسانية مضاعفة عليها، حيث انها تدفع ضريبة التراجع في حقوقها کإنسانة و کمواطنة إيرانية من جانب، وتدفع ضريبة کونها أنثى من جانب آخر.
مشارکة المرأة الايرانية الفعالة في إسقاط نظام الشاه و دورها الخلاق بهذا الخصوص، لفت إليها الانظار و أکسبها إحتراما و تبجيلا دوليا و إقليميا خاصا، وفي الوقت الذي کان العالم ينتظر أن يتطور دور المرأة و يتقدم خطوات واسعة للأمام بعد أن حقق الشعب الايراني المعجزة و اسقط نظام الشاه، لکن شيئا من ذلك لم يحصل وانما و على العکس تماما، حيث فرض النظام الايراني و بفعل قوانين تعسفية مستمدة من فکر ديني متطرف، العزلة على المرأة الايرانية و وقف عائقا و حاجزا و سدا أمام أي تطور لها.
المرأة الايرانية و منذ الاعوام الاولى لتسلط رجال الدين و فرضهم نموذج"نظام ولاية الفقيه"، لاقت الظلم الاکبر و ظلت دائما ولازالت مطاردة من قبل هذا النظام الذي يريد أن يعيدها الى القرون الوسطى و يجعلها تعيش کعبد و اسيرة ليس إلا، لکن المرأة الايرانية التي تتميز بوعيها و حسها الثاقب و بعد أن علمت بأنها صارت هدفا اساسيا لهذا النظام، فإنها ومنذ البداية رفضت ذلك و قاومت بمختلف إمکانياتها و قواها هذا النظام و أفکاره المتطرفة، وقد کان للجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي تضطلع بدور بناء و مشهود لها في مجال النضال من أجل حقوق المرأة الايرانية و مقاومة تطرف النظام الايراني و تدعو بإلحاح من أجل تأسيس جبهة تضامن النساء ضد تطرف النظام الديني، تسعى بطرق مختلفة من أجل النضال لرفع هذا الظلم و تغيير هذا الواقع السلبي بالنسبة للمرأة الإيرانية، ويکفي هنا أن نشير الى أنه و بعد فترة قصيرة من نجاح الثورة و عندما بدأ التيار الديني المتشدد يفرض آرائه المتزمتة على الشعب الايراني و يطالب بفرض الحجاب على النساء، فقد بادرت معظم عضوات منظمة مجاهدي خلق الى الخروج مع التظاهرة النسائية الضخمة التي رفضت فرض الحجاب قسرا، کما إنه من المهم أن نعرف و من باب مدى إيمان و قناعة منظمة مجاهدي خلق بدور النساء أن أغلب قيادات المنظمة هن کوادر نسوية، وإن الانتخابات الاخيرة التي جرت في البانيا لإختيار أمينة عام المنظمة و اسفرت عن إنتخاب زهراء مريخي، جسدت إيمان المنظمة بدور امرأة و بمبادئ و قيم الحرية و الديمقراطية و التغيير، خصوصا عندما وعدت مريخي بالعمل من أجل التغيير في إيران.