أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نتنياهو يوجه رئيسي الموساد والشاباك باستئناف المفاوضات مقررة أممية: الولايات المتحدة جزء لا يتجزأ مما يحدث في غزة الدفاع المدني بغزة: قوات الاحتلال تنسف المنازل المحيطة بمجمع الشفاء خطاب مشعل .. هل هي دعوة صريحة لتوسيع نطاق الفوضى؟ قتيل وجرحى بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان 700 ألف مصاب بأمراض معدية في قطاع غزة الاحتلال يرتكب مجزرة بقصف قوة شرطية بغزة الحكومة: محاولات للتحريض على الدولة ومعاهدة السلام سبيل للضغط على إسرائيل التنمية تضبط متسوّل بحوزته 6288 دينار 10 شهداء بقصف إسرائيلي بمحيط مجمع الشفاء 8 شهداء بينهم 5 أطفال بقصف إسرائيلي شرق مدينة غزة عائلات المحتجزين من الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية ينتقدون نتنياهو نتنياهو: الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا كافية على قطر الأردن ينفذ 8 إنزالات جوية على شمالي غزة بمشاركة 6 دول ارتفاع إجمالي الدين العام في الأردن إلى 41.18 مليار دينار حتى نهاية العام الماضي "طقس العرب" يحذر من موجات غبارية في مناطق بالأردن السبت غالانت يتلقى عبارات قاسية تجاه إسرائيل 125 ألف يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد
مكونات الشخصية الأردنية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مكونات الشخصية الأردنية

مكونات الشخصية الأردنية

17-08-2017 10:39 AM

اذا لم نكن نحن من ذوي الأصول الفلسطينية جزءاً من تكوين الهوية الوطنية الأردنية، فلماذا نتباهى بها، ونعلن ولاءنا لها، ونحن مواطنون في أرضها، وتحت سقف نظامها ودستوره وقوانينه، ونحن لم ننحدر من أصول بدوية أو فلاحية، ولم نخدم بالجيش العربي، بل أغلبية عائلاتنا تشردت من اللد والرملة ويافا وحيفا وصفد وطبريا وعكا، وجزءاً من بئر السبع عام 1948، أي من المدن ونحمل ثقافة المدنية وسلوكها، والذين هُجروا من القدس ورام الله ونابلس والخليل عام 1967، على الأغلب حملوا معهم مدنيتهم .
لقد تأثرنا بمكونات الهوية الوطينة الأردنية لأنها حاضنة دافئة لنا، وأثرنا فيها؛ لأنها تقبل بالتعددية وتُثرى بها، مثل تلك المعطيات التي أوردها الرئيس معروف البخيت في محاضرته القيمة لدى منتدى الفكر العربي .
قد تكون العوامل التي ذكرها الرئيس من البادية والريف والمؤسسة العسكرية لعبت دوراً في بدايات التشكيل الوطني للشخصية الأردنية ولا زالت، ولكنها كانت منفردة أو قوية قبل عام 1948، وقبل العام 1967، ولكن بعدهما، لا شك أن التراث الفلسطيني، اندمج مع التراث الأردني ثقافة ووعياً وتقاليداً وفرحاً وألماً، لسببين جوهريين : أولهما الانتماء القومي الواحد على الأغلب، والانتماء الديني من مسلمين ومسيحيين ودروز، وثانيهما تماثل الظرف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والشعبي، وهذا ما يُفسر تداخل المصالح والمشاعر والمواقف الوطنية والقومية والدينية لدى كل الأردنيين من كافة أصولهم ومنابتهم، نحو الاحتلال ومشروعه الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، فقد استعاد الأردن ما له من شرق النهر من أرض، وأنهى عبر معاهدة السلام حالة الحرب، ومع ذلك لا هذا العامل ولا ذاك غيّر أو أسقط الرفض الأردني بأغلبيته الساحقة، الموقف الوطني والقومي والديني الرافض للاحتلال، وللاعتراف به وبشرعيته، ويتصدى لكل مظاهر التطبيع مع مؤسساته وأشخاصه وتوابعه.
التراث المشترك، والحكم المتسامح، والنفس الوحدوي على الأغلب يطبع تداخل الأردنيين وتمازجهم ورغبتهم في أن يكونوا معاً، رغم وجود حساسيات، وتعارض مصالح أنانية وفردية ضيقة وغيرها، ولكن السمة الأقوى والأفعل هي العنوان الذي يبرز لدى كل مشكلة رداً عليها “ الوحدة الوطنية “ فالوحدة الوطنية سلاح قوي فعال مجرب أحبط تجربتي الصدام في الأردن، تجربة الانقلابات وتداعياتها عام 1957، ومشاكل أيلول 1970، ولولا قوة التماسك، وعوامل التأثير المتبادل لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من وحدة وتداخل وقناعة ومباهاة .
ثمة تجربة أقرب علينا أن نتباهى بها، تضاف الى تجربتي 57 و 70، وهي عام 2011، بعد انفجار الربيع العربي، فعوامل القوة والتسامح وصور “ تقديم شُرب الماء “ من قبل رجال الأمن نحو المتظاهرين، لما ورثنا حالة الهدوء النسبي الذي نتمتع به، رغم أننا لم نقطع شوطاً جوهرياً في قضايا الاصلاح، لا السياسي ولا الاقتصادي، ولكن عوامل الحفاظ على الأمن والوحدة والتماسك أقوى من دوافع الاحتجاجات والتمرد والانخراط بالثورة .
دعوني أقول وأضيف الى ما تفضل به دولة الأخ العزيز والصديق معروف البخيت الذي يتمتع بظاهرتي القراءة والكتابة، إن الشخصية الوطنية الأردنية هي تمازج الأردنيين مع الفلسطينيين في الأردن، وصنعتنا هوية وطنية أردنية موحدة متماسكة قوية صلبة، نفخر بها ونتباهى، وهي قاعدة القلعة التي وقفت ضد الاحتلال ولا زالت في القدس، ومع شعبنا الفلسطيني في مناطق 48، وها هو جلالة الملك يستقبل بالأمس وفداً من القدس ومن ممثلي مؤسسات شعبنا في مناطق 48، رئيس لجنة المتابعة، مع رئيس الكتلة البرلمانية، مع رئيس اللجنة القطرية للمجالس المحلية العربية، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، للاستدلال على أننا في خندق أردني واحد من أجل القدس وفلسطين وفي مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ومشاريعه وسياساته .
على المستوى القومي لم يكن صدفة أننا ضد المعارضة السورية المدمرة، وضد الاحتلال الأجنبي للعراق، وضد أدوات تدمير العراق وتمزيقه بين مكوناته الثلاثة، التي تربطنا مع ثلاثتهم علاقات متوازنة متكافئة، ونحن في الوقت نفسه، حافظنا على علاقات محترمة متكافئة مع الخليجيين رغم عدم مشاركتنا في حفر الباطن، ورغم رفضنا للمساهمة في ذبح العراق، ورغم رفضنا لتصفية الاخوان المسلمين واخراجهم عن القانون بتهمة الارهاب .
كنا معاً وسنبقى وسنواصل، ولا خيار لنا، سوى المزيد من الوحدة والتماسك وخيار الاندماج، من أجل أمن الأردن واستقراره وتقدمه، من أجل حرية فلسطين واستعادة حقوق شعبها كاملة غير منقوصة، لا أحد يملك المزايدة على الأخر في أردنيته، ولا يملك أحد المزايدة على أحد بفلسطينيته، نحن في خندق واحد من أجل الأردن، وفي خندق مماثل من أجل فلسطين .
h.faraneh@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع