أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) الاحتجاجات الطلابية على الحرب في غزة تصل ولاية تكساس الأمريكية (شاهد) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون توجيه الملك نحو الحكومة لدعم المستقلة للانتخابات يؤشر على بقائها المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم .. أسماء القسام تقنص ضابطا صهيونيا شمال بيت حانون / فيديو القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس
مغامرات صحفي .. الحلقة الحادية والعشرون
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام مغامرات صحفي .. الحلقة الحادية والعشرون

مغامرات صحفي .. الحلقة الحادية والعشرون

13-08-2017 12:57 AM

اعتادت ليبيا طوال عهد رئيسها السابق معمّر القذافي على الإحتفال سنويا بذكرى ثورة الفاتح في الأول من سبتمبر أيلول من كل عام ، احتفاء بإنقلاب عام 1969 الذي أطاح بالملك محمد ادريس السنوسي وأجبره على مغادرة بلاده الى مصر ، حيث عاش فيها وأسرته حتى توفاه الله عام 1983 .

كانت ليبيا حريصة في هذه المناسبة على دعوة وفود رسمية وشعبية وإعلامية من مختلف بلدان العالم لحضور الإحتفالات ، وفي مطلع التسعينيات تمّ إختياري ضمن الصحفيين المكلّفين بتغطية مهرجان الفاتح العظيم ، فغادرتُ الى العاصمة طرابلس حيث شاهدتُ شوارع المدينة ممتلئة بالفوانيس الملوّنة وحيطانها مغطّاة بالصور واليافطات الممجّدة للقذافي ، وفي اليوم التالي لوصولي الجماهيرية العظمى توجهت برفقة الوفد الصحفي الى ميدان الإحتفال الذي اشتمل على عروض مختلفة للقوات الليبية ووحدات الشعب المسّلح واللجان الثورية وخاصة النسائية .

كان القذافي جالسا في المقصورة لا يجامل أحدا من ضيوفه بسبب داء العظمة الذي يلازمه ، يمضي وقته في كل جلسة محلّقا في الفضاء بحركات بهلوية ، وخلال مجريات العرض وقف الزعيم العظيم ملك الملوك ليرتجل على المنصّة كلمة استغرقت ما يزيد على ثلاث ساعات حتى انتاب الحاضرين خلالها ملل شديد وهو يتحدث شرقا وغربا ، وفي هذه الأثناء كانت تجلس على يميني سيدة ليبية ظننتها صحفية زائرة ، فلاحظتْ عليّ الملل والإكثار من التثاؤب وبعد أن عرفتْ من خلال ( الباج ) أني أردني رحّبتْ بي وسألتني عن رأيي بالقذافي فقلتُ لها من غير تفكير إنه أهوج ، فعضّتْ على شفتها وبدتْ مصدومة من الإجابة ، وراحتْ تنظر من حولها وهي متوترة خشية أن يسمعنا أحد ثمّ طلبت منّي أن نلتقي على انفراد بعد الإحتفال ، وفي هذه اللحظة شعرتُ بالقلق بسبب إجابتي المتسرعة لهذه السيدة خاصة بعد معرفتي أنها رئيسة الإتحاد العام للمرأة الليبية ، وهنا عدّلتُ جلستي وتظاهرتُ بمتابعة خطاب القذافي الذي كان يُشيد فيه باللجان الشعبية والقوى الثورية ، ويشرح بإسهاب عن ثورته العالمية التي وصفها بثورة الحرية والكرامة ، ثورة الانجازات الحضارية العملاقة ، الثورة التى وحّدت أفريقيا وأقامت النهر الصناعى العظيم ، الثورة التي سلّمتْ السلطة للشعب وحررته وأنتجت له الكتاب الأخضر ، وفي خطابه أيضا بشّر ( إمامُ المسلمين ) الأمة العربية بأن ثورة الفاتح التاريخية ستقدم لشعوبها طريق الخلاص النهائي لكافة مشاكلهم .

وعند انتهاء الحفل أصرّت رئيسةُ لجان المرأة الليبية على مرافقتي الى خارج الميدان ، حيث أعربتْ لي عن دهشتها من إجابتي عن سؤالها حول القذافي ، وقالت إن المواطن الليبي لا يجرؤ على هذا التصريح الخطير لكنّها أشعرتني بالأمان ، ثمّ طلبتْ منّي الحديث بصراحة حول إنطباع العرب عن قائدهم الفذ ، فقلتُ لها إن غالبية الشعوب العربية تصفُ القذافي بالمجنون ، فأخذتني بعيدا عن المحتفلين وقالت لي إنك حقيقة غامرتَ بكلامك ، ولو سمعك أحد أفراد الأمن فلن تعود حتما الى بلادك ، لكنّي – والكلام يعود للسيدة – أؤيدك بما قلت ، وساقتْ لي أمثلة عديدة ، ومنها تشجيع القذافي للمرأة الليبية بالتمرد على زوجها والإستقلال برأيها ، حيث كان يأمر بين وقت وآخر بلقاء اللجان النسوية بعد صلاة العشاء ولا يُنهي الإجتماع بهنّ إلّا في وقت متأخر من الليل ، ثمّ يوصي النسوة بنهاية اللقاء بتحدّي الأزواج في حالة اعتراضهم على التأخير ، فقلتُ لها ربّما لا تعرفون كثيرا عن صرعاته الجنونية التي نقرأ عنها دائما في الصحافة العربية لأن إعلامكم يركّز فقط على بطولات القذافي الوهمية ، ويقنعكم بأنه القائد المُلهم والأوحد في عصره ، لكنْ سيأتي اليوم الذي تكتشفون فيه الحقيقة وتخسرون بلادكم بسبب سياسته المتغطرسة ، وختمتْ السيدة الليبية حديثها بإسداء نصيحتها لي بتجنب الهفوات وحفظ اللسان ، ثمّ تغيّرت ملامحها وتحوّلتْ بإسلوبها فجأة فبدتْ غاضبة وقالت ، لولا أنك ضيف على الدولة لأبلغتُ القوة الثورية عنك لتنال نصيبك ، فتركتني وانصرفت بلا وداع ، وهنا أيقنتُ أن استدراجها لي كان خدعة لقراءة ما يدور في ذهني وكشف مكنون سرّي ، فهذا بالطبع درس مفيد لي احتفظتُ به لنفسي ولن أنساه ، ومع كلّ ذلك حمدتُ الله على سلامتي من هذا الفخ .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع