صمت فكري قاتل ؛ قمت بممارسته خلال الاسبوع الماضي كاملا ، وكنت ارغب بالاستمرار به لنهاية هذا الاسبوع ؛ ولكن ، تلك الكلمة التي اشعلت شرارة الفكر لدي رغم انها صنعت فوضى ضخمة من المفردات اللغوية والمشاهد المحزنة في الذاكرة طيلت ايام الصمت الفكري السابق .
ماذا سيحدث لو انني قصقصت تلك المشاهد على شكل لوحات وقمت بتعليقها على جدار ذاكرتي ؛ كيف ستكون تلك اللوحة ؟، بكل بساطة لوحة يتمثل بها مقولة " طبيخ الشحادين " وهي ليست بطعام هنا بل فكر اخذ من كل بحر قطرة ، واول تلك اللوحات ؛ مسجد يختلف عليه الجميع ؛ رجال يسقطون في متاهة المعنى بين الشهادة والقاء النفس بالتهلكة ، سياسية المكاتب وسياسة الواقع ؛ واكوام من البشر تجوب الشوارع وهي مختلفة على لون الراية التي ستقودهم ، وبكاء عشرات المئات دون دموع على صفحات الفيس بوك ، وذكريات عجوز اكل الوطن وفصص عظامه من اول وجبة ، ووصلة ردح شرقية تعلو مساءات اطلال رومانية ، ومسجد يسيطر فيه الامام على ناصية الكلام والمئات يغطون بسهوات نوم لذيذة يفزعهم منها صراخ الامام كلما حمي وطيس كلمه ، ومئات الوجوه تعلو اعمدة الكهرباء تنظر اليك وهي متيقنة بانك كبش فداء لها يوم الاقتراع العظيم ، ووطن يبحث عن معالجين نفسيين ليعيد ترتيب العلاقة بين العبد وسيده وليس خالقه ، وفي نهاية اللوحة الجدارية تلك يقف عجوز يبيع الماء البارد عن الاشارة الضوئية ؛ من باب ان حرارة الاجساد يطفئها الماء ، وتبقى حرارة السماء هي المتحكمة ببقية مكونان المكان .
وبعد كل هذا الجهد سامزق تلك اللوحة لأجد خلفها جدار ابيض فارغ من كل شيء عدا بياضه ، وبكل هدوء ساقوم برسم خط مستقيم بين نقطة كتب اسفلها " العقل " دون وجود نقطة للدلالة على نهاية ذلك الخط الحاد كحد السكين التي ارغب باستعمالها كلما هممت في تقطيع حبات الخيار والبندورة كي اعمل صحن سلطة ابرد به على روحي .