موقفان يسجلان علي وليس لي
الأول ، حين رأيت نفسي في شريط "فيديو" وأنا أدخن وقد بدوت وأنا أقوم بسحب الدخان من السيجارة وكأني أعتصرها بشفتي عصرا , كما يمتص عصير الليمون من حبة . ولم يقف الأمر هنا ، بل لاحظت أني أحاول أن أدخل إلى جوفي أكبر كمية من الدخان .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى عندما كنت اسحب على السيجارة وأنفث دخانها "زعافها" كنت أتمنى أن لا يذهب هذا الدخان على من يجاورني في الجلسة ولو استطعت لوضعت حاجزا غير مرئي يبقيني أنا وأنا وحدي غارق في ما أعتبره لذة غيمة الدخان وامنع الضرر والرائحة النتنة - التي استسيغها ولا يستسيغها الآخرون - عمن يجاورني . هذا عدا عن منظري وأنا التهم السيجارة وكأنني مدمن وجد ضالته .
أود أن أضيف أنني سمعتها لمرات ومن أشخاص مختلفين يوجهون الكلام لي قائلين "لا نريد أن نجاورك في الجلسة لأنك تدخن بشراهة حتى لا تسبب لنا الضرر " . ومن الرجال من ينسحب من مجاورتي بعد أن أكون قد سببت له الأذى . ومنهم من يجلس بعيدا من البداية معلنا أن شراهتي في التدخين وكذلك تدخيني المتواصل الذي يعكر نقاء المكان هما سبب اختياره للجلوس في مكان بعيد عني، لدرجة أنني سمعتها عدة مرات (أتمنى أن أراك بدون سيجارة .)
من حقي كوني أملك الأهلية الكاملة أن أدخن ، ومن ناحية أخرى من حق الآخرين حماية أنفسهم من دخاني ، بل من واجبي الأخلاقي والشرعي أن أبعد الأذى عمن يجالسني أو على الأقل ابتعد بأذاي عنهم .
أعترف أنني لم أكن أخلاقيا في بعض المواقف ، وأعتذر لكل من كنت قد سببت له الأذى في لحظة من اللحظات ، وأعد أنني لن أدخن في مكان عام الا بعد الاستئذان وبعد التأكد من التهوية الكاملة ، لأنني أولى من غيرى بتحمل نتائج سلوكي الخاطئ ، والناس لأدبهم وحسن خلقهم وخجلهم لا يزجروني لثنيي عن هذا السلوك ، فمن باب أولى أن أبادر وأقابل لطف الآخرين وحسن معاملتهم بلطف وحسن معاملة .
أما الموقف الآخر فله حديث آخر.