زاد الاردن الاخباري -
من جفر التاريخ والمجد من أرض الحشد للثورة العربيه بدأت حكاية وقضية وطن، تروي لنا مشهدا تاريخا يسطر بماء الذهب وتفاصيل تملأ مكانا تجمدت فيه ساعة الزمن، من تلك الصحراء الأبيه الشامخة القوية يطل علينا ذلك الجندي البدوي الأصيل الذي سجل موقفا بطوليا ولم يكن متخاذلا أو مترددا في الدفاع عن وطنه وشرف العسكريه بل كان مقداما مغوارا، وناضل كالأبطال وأصيب بثلاث رصاصات لم يبالي بجراحه وألم مصابه بل كان همه الدفاع عن وطنه فقدم روحه بلا تردد وواجه مصيره لوحده وأي مصير ينتظره ؟؟!!
عندما جاء قرار المحكمة العسكرية الخاصة بالنظر في قضية الجفر حكما يقضي بالاشغال الشاقة مدى الحياة ، لقد صدمنا من قساوة القرار وأدهشتنا كلمات معارك ابو تايه " لقد قمت بواجبي " كلمات تحمل عشقا وحبا لوطنه وتحمل عزيمة قوية وبأسا شديدا، لقد ظلمت يا معارك ووصفوك بالمجرم ، وأي جرم بالله عليكم فعله، وبأي عدالة تحكمون، وأي قانون تدينون ولسان حالنا يقول وطن نحميه نسجن ونظلم فيه، لقد صبرنا على مرارة العيش وقساوة الحياة وسياسة التهميش والاقصاء، لقد شربنا مياها ملوثة وسرنا على طرقا غير معبده، وأصبنا بأمراض متعدده باستنشاقنا هواء ملوثا من المصانع، لقد حرم اطفالنا من اللعب المرح أو رؤية حديقة خضراء وسط صحراء قاحله، لقد نمنا على قهر من البطالة والفقر، لقد هرمنا من التعب ومرارة العيش وظلم الحكومات لنا .
ومع ذلك لازلنا على العهد باقون، عهد الأباء والأجداد وقلوبنا كلها حب وانتماء لهذا الوطن الغالي فخرجنا بمسيرة سلميه لا نطالب فيها الا بالعدالة ونصرة الحق وتم منعنا، ولم نقابل ذلك الا بكل احترام وعدنا ادراجنا بكل حكمة وحنكة، وذلك كله وسط صمت مخيب للآمال من الجهات الرسمية لتدارك الموضوع وحل الازمة، كفاكم رهانا على صبرنا وتحملنا كفاكم ظلما وتجاهلا لمطالبنا العادلة، فلقد بلغ السيل الزبى
معارك ابو تايه لم تكن خائنا أو عميلا أو فاسدا ذليلا، بل انت عنوانا للبطولة والفداء، لن نتركك وحيدا فلم يبقى لنا الا جلالة الملك عبدالله الثاني للتدخل الذي تحدث الينا في يوما من الأيام قائلا: « انا سعيد بلقاء هذه الوجوه الطيبه من الاهل والعزوة من شيوخ وابناء قبيلة الحويطات التي كانت على الدوام موضع الثقة والاعتزاز فأنتم رمز الأصالة والشجاعة والانتماء الصادق ولا يمكن أن ينسى الأردنيون وقوف آبائكم وأجدادكم الى جانب الجد المؤسس" ما زالت تلك الكلمات عالقة في ذاكرتنا ونراهن عليها كثيرا، سيدي صاحب الجلاله القائد الاعلى للقوات المسلحة ، ملك القلوب وسليل الهاشميين انتم للوفاء نبراسا وللعدل عنوانا، معارك ابو تايه لم يكن إلا جنديا وفيا مخلصا لكم ولوطنه وهو حفيد أبناء الثورة العربية فلا تنبت الارض الطيبة الا طيبا، أن تنصر مظلوما وتحقق عدلا يفرح قلوب الاردنيين جميعا ولتبقى رؤوسنا وهاماتنا مرفوعة بعزكم وكرمكم
د.فاديا الحويطات