زاد الاردن الاخباري -
بغضّ النظر وبصرف الطرف عن الموقف من عملية القدس، إلّا أنّ إسرائيل الرسميّة وغيرُ الرسميّة استغلّت الحادثة للمضي قدمًا في عربدتها، وأطلقت عدّة بالونات اختبار لجسّ نبض العرب والمُسلمين، ونجحت في ذلك: للأسف الشديد الانتهاكات اليوميّة التي يتعرض لها المسجد الأقصى يوميًا من قوّات الاحتلال، والتصعيد الكلاميّ من قبل أركان دولة الاحتلال، أكّدا لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ الأمّتين العربيّة والإسلاميّة، أنظمةً وشعوبًا، تغُطّان في سباتٍ عميق، ولم ترتقيان إلى مُستوى الحدث والتحدّي، ولا مؤشّرات على الارتقاء، الشهداء وحدهم، كما يبدو، هم الذين يرتقون وحدهم.
في هذا السياق، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيليّ، غلعاد إردان، إنّ المسجد الأقصى المبارك يقع تحت السيادة الإسرائيليّة، وتابع قائلاً في حديثٍ صحافيٍّ أدلى به لإذاعة جيش الاحتلال إنّ الدولة العبريّة هي صاحبة السيادة في الجبل (المسجد الأقصى – الحرم القدسي)، وموقف الدول الأخرى ليس مهمًا، وإذا تقرر أنّ خطوة معينة لها أهمية معينة، فسيتّم تنفيذها، كما أكّد.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ شدّدّ وزير الأمن الداخليّ على أنّ إسرائيل سيّدة المكان، ولسنا بحاجة لتوصيات من أحد دون النظر إلى آراء الآخرين، الأردن أو غيرها من الدول، ما نراه ضروريًا نفعله، على حدّ تعبيره.
وكان عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بضرورة إعادة فتح الحرم القدسي الشريف أمام المصلين. وقال التلفزيون العبريّ إنّ الملك عبد الله أجرى مكالمةً هاتفيّةً مع بنيامين نتنياهو حول موضوع الأقصى والممارسات الإسرائيليّة الأخيرة في المكنطقة بعد عملية القدس، التي وقعت يوم الجمعة الماضي.
إلى ذلك، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” الإسرائيليّ الأسبق آفي ديختر إنّ إسرائيل لن تسمح بتحول المسجد الأقصى إلى مكة ومدينة ثالثة مفتوحة فقط للمسلمين، على حدّ تعبيره.
وجاءت تصريحات ديختر في معرض ردّه على تحذيرات الملك الأردني عبد الله الثاني حول المساس بمكانة الأقصى، وقوله إنّ المسجد الأقصى وكامل الحرم القدسي الشريف، لا يقبل الشراكة ولا التقسيم.
وأضاف ديختر في تصريح نقله موقع القناة السابعة العبرية إنّ الفترة الأخيرة تشهد موجة يطلق عليها “الدفاع عن الأقصى”، وأنّ هذا المصطلح توسع ليشمل ليس فقط المسجد الجنوبي المسجد الأقصى، بل لجميع مساحة ما أسماه بـ”جبل الهيكل” بكامله، (في إشارة إلى ساحات الأقصى).
وتابع ديختر، وهو من حزب (ليكود) الحاكم، تابع حديثه قائلًا إنّ التفكير القائم على إمكانية السماح للمسلمين بالأقصى بالقيام بكل ما يفعلونه بمكة والمدينة بالسعودية من حيث حظر دخول غير المسلمين إليها لن يحدث بالمسجد الأقصى ولن نسمح بتحقق هكذا فكر ظلاميّ، على حدّ تعبيره، وادعى ديختر أنّ إسرائيل ستحترم قدسية المسجد بمدينة القدس، فيما سيتمسك بزعم حقوقه بـ”جبل الهيكل”.
في السياق عينه، اتهم رئيس ديختير، النائب العربيّ في الكنيست الإسرائيليّ طلب أبو عرار، من القائمة الموحدة، بالدعوة لتحويل المسجد الأقصى كما الحرمين المكي والنبوي من أجل منع غير المسلمين من دخوله، وأنّ أبو عرار يكرر مقولته لترسخ في أذهان الجميع أن المسجد الأقصى وساحاته كلها مسجد أقصى.
وجاء ذلك ردًا على تصريحات أبو عرار في الكنيست، والتي أكّد فيها على أنّ المسجد الأقصى هو ملك للمسلمين فقط، ولا حق لليهود فيه ولو بذرة تراب، وذلك ردًا على دعوة قائد شرطة الاحتلال في القدس يورام هليفي للمستوطنين بالحضور بمجموعات أكبر إلى المسجد الأقصى.
وجاءت أقوال ديختر بعد خطاب النائب أبو عرار، أمام الهيئة العامة في الكنيست حول تجديد أمر منع لم الشمل، والذي قال النائب طلب أبو عرار خلاله: قوانينكم العنصرية أدت إلى انتفاضة، وما تقومون به سيغذي انتفاضة أخرى، تمنعون لم شمل العائلات، تغلقون المسجد الأقصى أمام المصلين، في تجاوز واضح للوضع القائم.
وأضاف النائب العربيّ قائلاً إنّ دعوة الجنرال يورام هليڤي اليهود للقدوم للأقصى، أمر مردود عليه، لأنّه لا يوجد أيّ حقٍ يذكر لأيّ يهوديٍّ في المسجد الأقصى، وعلى إسرائيل احترام القوانين الدولية.
وردّ النائب أبو عرار، على أقوال ديختر: الأمر معلوم، فلا هيكل لكم في القدس، ولا يوجد لكم أي حق في المسجد الأقصى، وهذا من خلال الشرائع السماوية، والقرارات الدولية، والخلافات اليهودية حول موقع الهيكل، فالمسجد الأقصى لنا وليس لغيرنا. وخلُص النائب أبو عرار إلى القول إنّ تدنيس المسجد الأقصى المُبارك المتكرر سيؤدي لانتفاضة، وأنتم تجنون على أنفسكم، في معرض توجهه للنواب اليهود الإسرائيليين، خصوصًا من اليمين واليمين المتطرّف، قال النائب أبو عرار.( عن رأي اليوم”- من زهير أندراوس )