أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
البنتاغون تجري محادثات لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل. إصابة مدنييْن في ضربة إسرائيلية استهدفت ريف دمشق مذكرة إسرائيلية تطالب بعزل نتنياهو لعدم صلاحيته نتنياهو يطلب من المحكمة العليا شهرا إضافيا لإقرار قانون التجنيد الأردن وإيرلندا يؤكدان ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن غزة اللواء المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية ونقطة شرطة جسر الملك حسين الكابينيت يجتمع الخميس لمناقشة صفقة تبادل الأسرى. سرايا القدس: استهدفنا آلية عسكرية بقذيفة تاندوم في محيط مجمع الشفاء انتشال جثمان شهيد من مدينة حمد شمال خان يونس قصف متواصل للمناطق الجنوبية من مخيم الشاطئ. جيش الاحتلال يقتحم مخيم شعفاط شرقي القدس المحتلة وزارة الثقافة تحتفي بيوم المسرح العالمي "الفيفا" يؤهل وسام أبو علي للعب مع "الفدائي" .. والأخير يعّلق: فخور ويشرفني. الأمم المتحدة: الوضع في غزة قد يرقى لجريمة حرب الهلال الأحمر ينقل 3 شهداء من وادي غزة حكومة غزة: الاحتلال أعدم أكثر من 200 نازح بمجمع الشفاء مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن
في العيد ... العرض مستمر
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة في العيد .. العرض مستمر

في العيد .. العرض مستمر

23-06-2017 03:14 PM

حيث ان التطور والتغيير طال مناحي الحياة والعلوم المختلفة كما طال الممارسات والسلوكيات والعادات التي كنّا نتبعها في ايّام العيد ما بين الحاضر عصر النت والماضي منذ عشرات السنين عصر المراجيح والكعكبان حيث كنّا اطفالا نفرح لكل شيء ولو كان عبارة عن بسمة على الشفاه او قطعة نقود اندثرت الآن لصغر قيمتها .
وعندما اصبحنا في عمر الطفولة المتأخرة كانت دور السينما قد تطورت فبعد ان كانت وكالة الغوث وبواسطة مركز الشباب الإجتماعي في المخيم تعرض افلام فريد شوقي وتوفيق الدقن وعبدالله غيث على حائط المؤن وهو مركز توزيع المؤونة الشهرية للاجئين الفلسطينيين حسب ما هو مذكور في البطاقة التموينية الزرقاء المعروفة بكرت المؤن والتي كان احدى تلك المواد الطحين الأبيض التي كان اللاجئون بعد ان تستعمل الطحين تغسل الأكياس وتقوم بتفصيلها ملابس داخلية مدموغا عليها بالأحمر ( هدية من شعب الولايات المتحدة الأمريكية – ليس للبيع والمبادلة ) والتي فهمناها بعد ان وعينا لاحقا ان تلك الأكياس التي خيطناها لتستر عوراتنا ليست هديّة مجّانية بل هي ثمن فلسطين التي هجرناها الى اراضي الشتات وما زالت عورة العرب مكشوفة حتى الأن والتي اثبتت ان الأمريكان لم ولن يقفوا مع الحق العربي ابدا ما زال الصهاينة يحتلون ارضنا .
وعندما انتقلنا الى المدينة قبل حوالي ستون عاما تبين لي اننا عندما كنّا نقف في الهواء لنتفرج على الفيلم السينمائي في المخيّم لا ندفع شيئا بينما الذي يجلس معززا مكرما سواء في الخارج او الداخل يدفع مقابل ذلك وان للسينما بناء خاص بها وفي تلك الأزمان كانت الدعايات لأفلام السينما تظهر على الصحف واسماء الأفلام العربية والأجنبية وللتشجيع على الحضور احيانا يُعرض فيلمين بتذكرة واحدة او يكون العرض مستمرا وكان اسم فلسطين حاضرا على احدى دور السينما الى جانب سينما دنيا وغيرها وكان من الأبطال ذو الشعبية بروس لي وغيره وكانت تعرض قبل الفيلم اخبار البلد ويوضع تسجيل للسلام الملكي يجب ان يقف جميع من بالسينما له .
وكنا قديما نتغنى على المراجيح للعيد ونقول
بكرة العيد وبنعيِّد بندبح بقرة السيِّد والسيِّد مالو بقرة
والبقرة مافيها دم بندبح بنتو وبنت العم
بكرة العيد ... وبنعيِّد ندبح بقرة أبو سعيِّد أبو سعيِّد مالو بقرة
ندبح بنتو هالشقرة ... هالشقرة مافيها دم… ندبح بنتو وبنت العم
كانت الأغاني بسيطة تعبِّر عن البيئة التي نحن فيها امّا اليوم ففي ايّام العيد نتمسمر امام التلفزيونات لنشاهد مسرحيّات عادل إمام من مدرسة المشاغبين الى الزعيم وغيرها .
استطيع ان اقول ان التغيير طال نواحي كثيرة في حياتنا حيث كنّا اطفالا نرى الشلن له في النفس رنّة وفي القلب هوى أمّا اليوم لا ينبهر الطفل وانت تعايده عشرة دنانير مع انه يعرف قيمتها ولكنّه امام غلاء المعيشة الفاحش وارتفاع الأسعار اطفئ جذوة الإثارة في قلبه وانزل الدمعة من عين والده ترحُّما على الخوالي من ايام الرخص وراحة البال .
ولكن التغيير لم يطرق ابواب عقولنا وضمائرنا فبقيت مجمّدة وكأنها محنّطة منذ مئات السنين وجعلنا الإنفتاح يغزوا جيوبنا وغرائزنا فقط .
وهكذا حالنا وكأنّنا نعيش في فيلم حي ومسرحيّة مكرّرة منذ ما يزيد عن الف عام ونحن في إنحدار مزمن وجهل مدقع ترى الأرض يركبها ليس الأنسب او الأذكى او الأرقى اخلاقا وعلما وعملا وإنما هؤلاء في مؤخّرة الركب بينما يسير في المقدِّمة الأنكى دهاء والأكذب قولا والأجهل معرفة لذلك فإنّ تغييرنا نحو الأسوء وتطوُّرنا نحو الخلف ومسيرتنا نحو المجهول وكأننا ننزلق نحو نهاية الكون وحيث يتحقق فينا قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ , قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : المَرْؤُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ ) .
وكأننا نعيش بلا حواس فلا طعم للحياة ولا بصر يزيد عن مرمى انوفنا ولا بصيرة تنير قلوبنا ولا نسمع للعقل السليم والعلم الرفيع ولا إحساس بما حولنا في العالم ولا تمييز رائحة الخير من الشر .
وكأننا مقبلين على أيّام سود لا سمح الله يشتم الصغير كبيرهم ويُجادل الأبناء آباؤهم ويلوم الآباء اجدادهم ويعتب الأجداد على اسيادهم فتصيب اللعنة الجميع كما هو غضب الله علينا منذ زمن لأننا لم نعدل ولم نقيم دولة العدالة والمساواة فلا شك أن إقامة العدل وأداء الحقوق لأهلها من أسباب بقاء الدول وتفوقها وغلبتها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية الجزاء في الدنيا متفق عليه أهل الأرض، فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يُروى أنّ"الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة" ولم نحاول نحن تغيير ما بأنفسنا حتى يغير الله احوالنا الى الأفضل .
اللهم ارح بالنا وانصرنا على انفسنا وارشدنا الى سواء السبيل حتّى ترضى عنّا ومنّا واجعل الصدق والعدل سلوكنا وعمل الخير طريقنا
واحفظ اللهم بلدنا ارضا وشعبا وجيشا وقيادة وفرِّح اطفالنا باعيادهم
وكلُّ عام واالوطن وانتم بالف خير .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com
23/6/2017





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع