يتناقش الاردنيون كالعادة في كثير من الأمور والقضايا ، يتفقون في عدد منها ويختلفون ، لكنهم بطبعهم لا يختلفوا اطلاقا في حبهم لوطنهم وتكاتفهم صفا واحدا في الدفاع عن أمنه واستقراره ، كما لا يتوانى الأردنيون بأي حال من الأحوال عن بذل دمائهم في سبيل حماية وطنهم والالتفاف حول قيادتهم الهاشمية الشجاعة ، فوحدة الأردنيين لا يستطيع أحد في الدنيا أن يراهن عليها ، لأنهم شعب بكل مكوناته لا يعرف غير الولاء والانتماء للأردن وقيادته الهاشمية الرشيدة .
ومن هذا المنبر الحر ندعو شعبنا الأردني الأصيل الى التصدي بحزم وقوة لكل الساعين الى اشعال الفتنة ، كما ندعو المخلصين من ابناء الوطن الى اليقظة والانتباه لمن حولهم ، والتبليغ عن أية حركة أو نشاط لشخص يشتبه بأمره وبأفكاره المسمومة وفتاويه التكفيرية ، والتبليغ كذلك عمّن يؤيد الجماعات المسمومة الخارجة عن القانون ويعطي التبريرات لأعمالهم ، فالاسلام كما قال جلالته ليس تطرفا ، انما هو دين الحق والسلام ، وأما من خرج وقتل وانتهك الحرمات فهو منه بريء ، وعلينا أيها الأخوة أن نبني مستقبلنا بتحصين أبنائنا وشبابنا من الفكر الظلامي الهدام بفكر حضاري متفتح بعيد عن الانغلاق والتعصب ، فكر ينبض بالحب والرحمة والمودة والتسامح والعيش المشترك بين عموم أبنائه ، وعلينا أيضا تنوير شبابنا وتوجيههم بعدم الانجرار وراء الجماعات الارهابية الضالة ، المسيئة لعقيدتنا وعروبتنا ووطنيتنا .
وليعلم الجميع بأن الاردن سيبقى بمشيئة الله قويا وصامدا بارادة شعبه وجيشه وأجهزته الأمنية وهو أكبر من كل ضعاف النفوس ، وسيظل الأردنيون بعزم قيادتهم الحكيمة هم صمّام الأمان وخط الدفاع الأول لبلدهم الغالي الذي يفتدونه بالمهج والأرواح ، أما شهداء الوطن رحمهم الله فقد جادوا بأرواحهم دفاعا عن بلدنا وقدّموا ما عليهم بشرف واباء ، ولهم منزلتهم العالية الكريمة في الدنيا والآخرة ، لنتمنى دائما وأبدا أن يحفظ الله أردننا وأن يخلصنا من الكائدين الأشرار وأن يجعل مسعانا واحدا .. آمين