أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تقارير : الضربات المباشرة بين اسرائيل وايران انتهت استشهاد قائد كتيبة طولكرم صحيفة: بايدن يدرس إرسال أسلحة جديدة بمليار دولار لإسرائيل الصحة بغزة: 42 شهيدًا في 4 مجازر للاحتلال الإسرائيلي أبو هضيب: الرمثا محظوظ بوجود وسيم البزور إغلاق ملحمتين في عجلون لمخالفتهما الشروط الصحية نقيب الذهب يحذر من طريقة بيع مضللة في الأسواق المحلية الخارجية الأميركية تطلب من موظفيها وعائلاتهم في إسرائيل الحد من تنقلاتهم الشرطة الفرنسية تطوق القنصلية الإيرانية في باريس الجيش الإسرائيلي: إصابة ضابط و3 جنود خلال عملية بالضفة كتلة هوائية حارة تؤثر على الأردن الثلاثاء أكثر فتكاً من " كوفيد -19" .. قلق كبير من تفشي الـ"h5n1" وانتقاله الى البشر 50 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك زلزال يضرب غرب تركيا يديعوت أحرونوت: عائلات المختطفين تطالب بإقالة بن غفير وزير الاتصال الحكومي: لم نرصد خلال الساعات الماضية أية محاولات للاقتراب من سمائنا الأمن العام يؤكد على تجنب السلوكيات الخاطئة أثناء رحلات التنزه وفاة شاب عشريني غرقا خلال التنزه في الغور الشمالي وقفة احتجاجية للمطالبة بضرورة شمول كافة الطلبة بالمنح والقروض مجموعة السبع تعارض عملية رفح
الصفحة الرئيسية أردنيات مجتمع كنافة - الجزء السادس والاخير

مجتمع كنافة - الجزء السادس والاخير

مجتمع كنافة - الجزء السادس والاخير

30-04-2017 11:33 PM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء السادس والاخير من رواية "مجتمع كنافة" بالتعاون مع #الحكواتي .

لما أجت بنت خالتي هي و زوجها، كنت مصرة أنا إني أقدم الضيافة اللي أنا شايفيتها مناسبة.. هسه ليش ما كنت أعمل هيك مع ضيوف خالتو أم زياد هاد موضوع ثاني.. هي حرة و تضيّف بالطريقة المناسبة إلها.. و لإنه الشغلة اعتبرتها تحدي؛ جابت صحن فواكه مش مقطعة إلها و صحن لزياد.

اللي فاجأني يومها هو زياد، بالغ كثير بطريقة أكله للفواكه.. صار يطلع صوت ما بعرف كيف و هو بياكل البرتقال و أصابعه تشرشر لكوعه، و خالتو صارت تاكل قشر البرتقال و ضيعت نص القعدة و هي تحكي عن فوائد الفواكه و قشرها و ما بعرف شو.

يومها حتى أنا صفنت، مش بس بنت خالتي و جوزها.. فضيحة و حياة الله.. طلعت بنت خالتي من هون و ركض على خالتو سهيلة و حكتلها إنه هيك هيك شفت و هيك هيك عملوا.. و خبرية زي هيك ما كانت خالتي راح تخبيها عن أمي.

ركضت هي كمان لعند أهلي، و على أساس بدها تنقذ بنت أختها من الجحيم اللي عايشة فيه: "إنتو معطين بنتكو لجماعة نَوَر و بلا زوق و ما بفهموا بالأصول........"، لا خلت و لا بقّت على زياد و أمه قدام أهلي.. و قال يعني على أساس أهلي تفاجأوا بالقصة و قرر بابا يحط حد للمهزلة.

بنفس الوقت كنت قاعدة بلوم زياد عاللي عمله هو و أمه.. و بصراحة اتهمته إنهم اصطنعوا اللي عملوه عمدا عشان يقاهروني أنا.. و إنه بطلت أقدر أسكت أكثر من هيك على عمايل أمه فيي.. طبعا تخانقنا يومها لأول مرة، بحجة إنه زهق و قرف الحكي عن أمه.

صار حكي كثير، كان خلاصته إنه طلع زياد طول الشهرين الماضيين كان معطيني فرصة إنه أنا اللي أتغير و أتعلم على عوايد و طبع أمه، و الحياة اللي بدها اياها خالتو أم زياد.. و إنه أنا اللي مصرة إني ما أتغير.. فورا قرر زياد إنه أنا اللي مش قادرة أتنازل عن أسلوب حياتي القديم.

نسي كل الكلام اللي كان يحكيه عن التفاهم، و الحياة الوسط اللي كنا نخططلها بيني و بينه.. و نسي إني أنا وحدة من المظلومين بالمجتمع اللي كان يحكي عنهم و يعتبر حاله أكثر واحد مظلوم فيهم.. صرت أنا البنت اللي هربت من ظلم أهلها و عزلتها عنهم لحضنه هو، و وحدة زيي كان المفروض يعرف من الأول بما إنه ما فيها خير لأهلها ما راح يكون فيها خير لزوجها و أم زوجها.

جرحني جرح كثير غميق.. و نمنا لأول مرة متزاعلين كل واحد بغرفة.. ثاني يوم الفجر تسهّل على شغله و من الصبح لقيت أهلي عندي بالبيت.. و بدون أي مناقشة و لا كلمة زيادة، طلب مني بابا ألم أغراضي و أروح معهم عالبيت.. و من قهري من الحكي اللي حكالي اياه زياد؛ حكيت لبابا شو حكى عني زياد.

عالظهر اتصل فيي زياد و حكيتله اللي فهمني اياه بابا، إنه بس تيجي آخر الأسبوع تعال إحكي معه.. و بعد ما أصر يعرف شو بده يحكي معه، حكيتله إنه بابا شايف إنه سكننا مع خالتو أم زياد هو سبب المشاكل، و راح يطلب منه هو يلاقي حل.. رد علي بجملة وحدة: "إن شاء الله آخر الأسبوع بكون لقيت حل".. و فعلا ما أجى آخر الأسبوع إلا طلاقي مثبت بالمحكمة و جاييتني الورقة.

هيك.. رماني زياد بكل بساطة.. طلع كل الظلم اللي كان يحكي عنه و القهر اللي كان مريض نفسيا فيه، طلّعه علي أنا.. و كإني أنا اللي قسمت الأرزاق و ظلمته فيها.. و كإني أنا اللي سلبت منه كلمة القناعة اللي ما كانت داخلة بقاموسه.. و كإني أنا اللي كنت السبب بموت أبوه و تربيته وحداني علي إيد أمه..رماني هيك بدون ولا كلمة.

تعبت كثير بسبب طلاقي، نفسيا و جسديا.. و رجعت لأيام ما كنت كثير بعدت عنها و ما لحقت أنساها.. بهديك الفترة أنا اللي ضعت و رحت دعوسة بين الرجلين.. بين أهلي اللي ما كانوا بيوم الحاضنة اللي احتضنتني، و بين واحد حكى كلام كان أكبر منه، أو كان قده فعلا، بس الظروف كانت أكبر منه، ما بعرف.

بس طلعت في الآخر أنا اللي لازم أدفع ضريبة سذاجتي و ضعفي، و الأيام و السنين اللي عشت فيهم دور الضحية و بستنى حدا ييجي ينقذني، سذاجة خلتني أثق بواحد زي زياد، و أسلمه عقلي و تفكيري و المنطق اللي كان لازم أفكر فيه من زمان، بس ما حدا علمني اياه.

عشت فترة كثير قصيرة و أنا ألوم حالي، و أجلد حالي كثير عاللي وصلتله.. دورت كثير بخبايا الكم يوم اللي عشتهم معه و مع أمه، ما لقيت حالي بستاهل اللي صار فيي.. و لما وصلت لهاي النتيجة و تأكدت منها، اجتاحني شعور ثاني.. شعور أول مرة بتعرف عليه.. شعور قوة كامنة فيي، ما كنت أعرف إني بملكها.

رجعت لعقلي، و تعلمت منطق جديد كان لازم أعترف فيه من الأول.. عمره بحياته ما حدا قدر يسبح عكس التيار.. في منطق لازم يتطبق و يمشي غصبن عن الكل.. المنطق اللي كان يحكي فيه زياد دايما.. اللي معه هو اللي بتقدّر و بيحترم.. الحب و العواطف هاي "شعارات رنانة".

و بما إنها شعارات رنانة؛ إذن فهي كلمات آخرتها دايما حاويات الزبالة نفس الشعارات الإنتخابية اللي بتنكب مع نهاية أي جولة إنتخابات.. رجعت طلبت من بابا إنه يفتحلي الصيدلية مرة ثانية.. كان بدي اياها تكون بدايتي الجديدة اللي بدي أخلص فيها من كل الآمال الكذابة اللي زرعها فيي زياد.

ما في منطقة وسط من اليوم و رايح.. فتحت الصيدلية و تخلصت من البضاعة اللي كانت انتهت صلاحيتها.. و جبت بضاعة جديدة، و بكل فخر كنت أحكي إني باخذ مساعدة و دعم من بابا.. ما دام معي و بقدر؛ خليني أتنعم و أصرف و أعيش حياتي.. ليش أستحي.

قلت لحالي بكفيني هروب من وضعي الحقيقي.. من لما كنت صغيرة و أنا كرهانة إني بنت الطبقة المخملية.. و لما عرفت إنها هاي هي طبقتي اللي لا يمكن أهرب منها، انغمست فيها.. و رجعت تعلمت فيها كل شي فاتني من بروتوكولاتها و إتكيتها.. خاصة لما تأكدت إنه طلوعي منها راح يسببلي الضياع.

رجعت تقربت من أمي من أول و جديد، و تعرفت على صديقاتها و بناتهم.. و صار إلي صحبة و رفيقات، و بمدة قياسية ما تجاوزت الشهر، فاتتني معرفتهم سنوات و سنوات.. لغاية ما صرت بني آدمة ثانية أنا نفسي كنت متفاجئة منها.. إنسانة عايشة بوسطها و بأسلوب حياة جدا بسيط و سهل إنه يتطبق.

ما بنكر إنه زياد كان يمر مرور ببالي.. بس كنت أعتبره إنه هو اللي كنت محتاجيته بيوم من الأيام عشان يبدد وحدتي.. و محتاجيته كمان عشان يطلعني من دور الضحية؛ لدور الإنسانة العادية اللي عايشة حياتها الطبيعية.

مرت أيام و أسابيع و انا حاسة حالي إني بلاقي حالي، و بتعرف على يارا مستقرة نفسيا و مقتدرة ماديا و ناجحة عمليا.. إلا إني أكون نجحت إجتماعيا؟ أبدا.. هاد اللي فشلت فيه فشل ذريع، و لا قدرت إني أتجاوز هاي العقبة الكبيرة، الأكبر مني و من كل قدراتي.. و عنوان الفشل كان كلمة وحدة: "مطلقة".

بنت عمرها 24 سنة و مطلقة.. بنت فاتحة صيدلية ناجحة و مطلقة.. بنت لسه المفروض بعز شبابها و مطلقة.. بنت بتعرف هي و أمها ناس كثير بدوروا على عرايس و مطلقة.. بنت بتحكي مع وكلاء و مندوبين مبيعات نفسياتهم مريضة لإنها بنت مطلقة.

من كل النواحي، لقيت حالي محاصرة بوحوش مفترسة و أفكار مريضة و حكي ناس متخلفة، كلهم حاصروني بسبب اللقب اللي منحني اياه زياد بورقة صغيرة، كل اللي كنت أتمتع فيه ما كان ممكن يغطي على تبعاتها.

صار لازم أسكر الصيدلية بكير عشان ما أروّح عالبيت بعد المغرب.. و كان لازم أوظف دكتور بيطري و أعطيه راتب و قدره عشان هو اللي يتعامل مع موردين البضاعة و المندوبين.. لغاية ما زهق بابا من تغطية خسائرها و خلاني أسكّرها.. و صار لازم أبذل جهد أكبر و أصرف أكثر على اللبس و الشكل و غيره، بلكي قدرت أتعثر بعريس زي ما بدها أمي.

كل اللي كنت مفكرة حالي حققته بدأ ينهار حولي زي الحلم.. و السبب مجتمع ما رحمني ولا عذرني.. و لا حتى أعطاني فرصة إني أثبت لحالي إنه ممكن أنجح بشي.. مجتمع بحب المادة، و إذا توفرت بحسد عليها، و إذا راحت بشمت بصاحبها.

مجتمع إذا لقى بنت منيحة و محترمة، بس مسكينة و ضايعة بفترسها زي الأسد، و بس يخلص منها برمي اللي ضل منها من عظم و فتات.. و حتى العظم ما خلص من لسانات الأسود الثانية.. مجتمع مفصوم و منقسم على نفسه، ما لقيتله شيفرة لفك عقده، إله وجهين، وجه ناعم و وجه خشن.

مجتمع وصلني لمرحلة إني ألخص حالي بجملة وحدة: مطلقة غنية يتيمة الأب بأوائل الأربعين بتدور على مهرب من سجنها الكبير اللي إسمه مجتمع.

الجزء الخامس





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع