أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
8 شهداء بينهم 5 أطفال بقصف إسرائيلي شرق مدينة غزة عائلات المحتجزين من الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية ينتقدون نتنياهو نتنياهو: الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا كافية على قطر الأردن ينفذ 8 إنزالات جوية على شمالي غزة بمشاركة 6 دول ارتفاع إجمالي الدين العام في الأردن إلى 41.18 مليار دينار حتى نهاية العام الماضي "طقس العرب" يحذر من موجات غبارية في مناطق بالأردن السبت غالانت يتلقى عبارات قاسية تجاه إسرائيل 125 ألف يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي يبحثان التعاون المشترك 15 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال نادي الشجاعية بغزة دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح مسؤول تركي: أردوغان سيلتقي بايدن في البيت الأبيض في 9 أيار الدفاع المدني يتعامل 1270 حالة إسعافية مختلفة خلال 24 ساعة يديعوت أحرونوت: واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو حزب الله يستهدف ثكنة زبدين الإسرائيلية إصابة 61 جنديا إسرائيليا بمعارك غزة منذ الأحد الماضي وزير الخارجية يجدد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
الصفحة الرئيسية أردنيات مجتمع كنافة - الجزء الخامس (ما قبل الاخير)

مجتمع كنافة - الجزء الخامس (ما قبل الاخير)

مجتمع كنافة - الجزء الخامس (ما قبل الاخير)

29-04-2017 11:53 PM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء الخامس وما قبل الاخير من رواية "مجتمع كنافة" بالتعاون مع #الحكواتي .

"صوتِك وجهك عطرك شعرك.. لمسة إيدك عم تندهلي

شايف فيكي أم ولادي.. شامم ريحة أرضي و أهلي"

هاد كان مطلبي الوحيد.. من لما طلعت هالأغنية لمروان خوري و أنا نفسي تكون دخلتي بالعرس على أنغام هالأغنية.. حتى لو قدمت، حتى لو تأخرت لأتزوج، هالأغنية كانت حلم كنت أحلمه دايما أكثر من باقي التفاصيل الثانية.

بس بزواج زي زواجي حرام كان يمشي إشي واحد صح زي ما كنت بدي.. من أولها قال تخانقوا أهلي و زياد على الزفة اللي تنعمل لما أوصل الفندق.. هو بده زفة أردنية، و أمي بدها زفة شامية، أجى بابا بده يحل الموضوع فاقترح زفة محايدة و إختار الفلسطينية.. بس صاحبات أمي رجعوا اقترحوا عليها موسيقى عالمية فغيرت رأيها و أصرت بدها "يانّي".

طبعا كل هاد و أنا أغني "ياني ياني ياني.. مش حعمل كده تاني".. والله.. ربنا دب فيي برودة أعصاب مش طبيعية على غير عادتي.. يمرق هالعرس كيف ما كان، مش كثير كان هاممني.. أكثر من اللي صار و اللي شافته أمي بالخطبة مش راح يصير.

بالأخص إنه زياد كثير كان يراعي إنه يعمل اللي بدي اياه.. الكوشة و الورد اللي حوليه و و الألعاب النارية أصر هو يتكفل فيها بدل بابا، حتى بدلة العرس خلاني أنا أختارله اياها على زوقي.. و بالآخر دخلت عالفندق على موسيقى ل"يانّي" زي ما كان بدها ماما.

جهزنا حالنا أجى وقت ندخل على صالة العرس.. طفوا الأضواء و سلطوا الضو علي أنا و زياد.. و إذ بتبع الدي جي حاط أغنية لمروان خوري بس شو: "خايف لتروحي.. خايف لتغيبي".. أبيي رحت ما أغيب ساعتها و أتطلع على زياد.. المسكين شافني زعلت، التفت على غرفة الدي جي و صار يصرخ بأعلى صوته: "أم ولادي يا زلمة.. أم ولادي يا جحش"!!!

و المشكلة كل هاد تصور على الفيديو تبع العرس و أنا أحكي لزياد خلص مش مشكلة.. حسيته زعل يومها أكثر مني.. بعرف إنه زعلان علي بس خلص كنت راح أمشيها ولا يعمل كل هاد.. لحد ما وصلنا للكوشة و هو معصب و مكشر.. و كل ما حدا يحكيله إضحك يعصب و يصرخ بزيادة.. عُجبِه كانت الدخلة.

و أنا مفكرة إنه لحد هون و خلص.. بس الله لا يفرجيكم شو صار لما أجى وقت البوفيه.. تقول معركة صارت عند طاولات الأكل.. إشي حتى عيب ينحكى، بس عجّبوا يومها قرايبه لزياد.. الأرض امتلت أكل و الصحون تنقط من كل مكان قد ما هي مليانة و الصغار يخبصوا و يدعسوا بكل مكان.

و أنا كله كوم، و النظرات اللي كانت تاكلني أكل من قرايبي كوم ثاني.. إنه يعني شو المفروض أعمل؟ و شو المطلوب مني؟ تجاهلت كل شي و خليت العرس يمضى كيف ما كان.. و خلصت الليلة و صرت و اخيرا على ذمة أبو الزوز بعد طول معاناة.

نزلنا بعدها عالعقبة و ضلت خالتو أم زياد ببيتنا بعمّان.. قضيت أسبوع من أحلى ما يكون مع زياد.. رجع ذكرني فيهم قديش هو إنسان رائع بمعنى الكلمة.. الضحكة ما كانت تفارقني طول ما إحنا هناك، و على كل إشي.. حتى اللي صار بالعرس حوّله زياد لشي بشبه المسرحية وهو يقلد الصغار شو عملوا بالبوفيه، و ردود فعل أمي و هي صافنة بحالها، و على قولته: "أمك تعشت يومها على أصابعها بدل البوفيه" قد ما عضت عليهم طول الحفلة.

خلص أسبوع العسل من هون و بدت حياتي تتغير من هون.. كان ضايل لإجازة زياد 3 أيام قبل ما يرجع لشغله و تبدأ رحلته الأسبوعية بين عمان و العقبة.. بهدول الثلاث أيام كانت فرصة لتجربة الجديد اللي راح يصير معي بالعيشة بوجود خالتو أم زياد.. أو بالأحرى بوجودي أنا مع خالتو.

هسه هي متعودة من 25 سنة و هي عايشة لحالها مع زياد لإنه أبوه توفى قبل ولادته بكم شهر.. فالوضع الطبيعي صار إنه زياد و أمه عندهم روتين معين و أنا اللي لازم أندمج فيه.. طريقة ترتيب البيت، مواعيد الصحية الصبح، الفطور، الأماكن اللي بنطلع عليها، و هكذا.

كلها تفاصيل صغيرة و تافهة، ولا ممكن حدا يحسب حسابها و ياخذها بعين الإعتبار إلا لما يجربها و يعيشها بكل حذافيرها.. أنا ما كان عندي مشكلة بأولها، لما كان زياد موجود.. الطبيعي إنه يكون في فروقات بالحياة اليومية بين شخص و الثاني، و هاي الفروقات هي وحدة من الشغلات اللي كنت حاسبة حسابها و عارفة إني راح أواجهها.

و خطتي كانت واضحة و معروفة بإنه الفروقات راح تتلاشى بمجرد وجود تفاهم بيني و بين زياد.. بس اللي بيني و بين خالتو أم زياد هو اللي ماكنت حاسبة حسابه.. ما بدّعي إني ملاك طاهر و منزلة من السما.. و صدقا مش وجودها معي بالبيت هو ضايقني.. بس المنطقة الوسط بيني و بينها ما كنا نلاقيها إحنا التنتين.

أبسطها إنه أنا وحدة من الناس متعودة ما أفطر بالمرة.. و خالتو أم زياد عندها الفطور وجبة أساسية، ما بتعرف تبدأ يومها إلا فيه.. فكيف هي تصحى كل يوم تفطر لحالها؟ ما بصير!! على قد ما هالشغلة تافهة؛ على قد ما اعتبرتها خالتو مشكلة كبيرة و لازمها حل.

و قيسوا فيها على باقي الشغلات.. بالأول كنت أحكي عادي و شوي شوي بناخذ على بعض.. بس لما صارت تنتقد لبسي حتى و طريقة حكيي و الشغلات اللي أنا وعيت عليها تصادمنا.. إنه أنا مثلا ما باكل الستيك بخبز أو بلفه ساندويش.. لأ، ليش حتى بالبيت باكل بشوكة؟ ما بصير.

انخنقت بصراحة.. كل شي بعمله صار محل انتقاد و شوفة حال و "قنزعة" زي ما كانت تحكي.. و لبسي بصراحة ما كنت مستعدة أغيره.. طول عمري بلبس بناطيل و قمصان طويلة و واسعة.. و نسيت أحكيلكم إني محجبة كمان.. يعني حتى بناطيلي كلها واسعة و ما بتوصف جسمي.

إلا بدها اياني ألبس عبايات سوده أو جلباب.. هون صار لازم يوقف كل شي عند حده.. استنيت لحد ما أجى زياد مرة بآخر الأسبوع، و حكيتله إنه خالتو هيك هيك بتعمل معي.. أجى زياد إعتبر إنها هاي بداية المشاكل اللي كان متوقع إنها تصير، و أعطاني درس دين عن رضا الوالدين و التضحية اللي ضحتها أمه عشانه.

صدقا أنا ما كان بدي شي غير إنه تتركني على راحتي و أنا بدي أتركها على راحتها.. بالعكس، كان بدي كمان أتعلم منها شغلات كثير ما كنت أعرفها ببيت أهلي.. أنا بحياتي ما رتبت غرفة أو مسحت غبرة أو كنست سجاد.. ولا بعمري طبخت أو حتى قليت بيضة.. كان بدي اياها تعلمني كثير شغلات.

بس هي للأسف ما أعطتني فرصة.. كل الصورة اللي أخذتها عني إني بنت مدللة و مرهفة طول عمري، و ما بعرف أعمل شي.. و يا ريت هالحكي ضل خلاف على مستوى بيتنا؛ صار الرايح و الجاي عنا عالبيت تصير سيرتي هي العلكة اللي بثم خالتو أم زياد.

أكثر من مرة أسمعها بتحكي عني قدام خواتها أو حدا بإذني.. و زياد كل هاد يعتبره إنه مشكلة حماية مع كنّتها.. و إنه مرة يحكي معها أو يفهمها إنه تطول بالها علي؛ عبث.. اضطريت أنسحب من كل هاد و أرجع أنزوي مرة ثانية لحالي.. يا بغرفتي يا أروح لعند أهلي من الظهر للمغرب.

و هناك طبعا ما كنت أسترجي أشكي أو أحكي شي لأمي.. عارف إنها راح تسمعني أسطوانة إنها كانت عارفة راح يصير هيك و ما بعرف شو.. و أنا في غنى عن سماع هيك نغمة تزيد هم على همي.. بكفي اللي كنت أسمعه من خالتو أم زياد.

كثرت المشاكل و تراكمت بدون ما ينحط حد لأي مشلكة فيهم.. لغاية ما أجى يوم و انكشف كل شي.. و قدام مين؟ خالتي سهيلة.. أجت بنت خالتي هي و جوزها لأول مرة بدها تزورني، و جهزت ضيافة إلهم قبل ما يوصلوا.. سلطة فواكه الله لا يفضح حدا، و طار عقل حماتي بس شافت هالشوفة.

إنه ليش قال عملت الفواكه على شكل سلطة، و طول عمرها الناس بتقدم الفواكه زي ما هي.. أنا طول عمري كنت أشوف أهلي بقدموها هيك، أريح للضيف و بلا ما يقعد يقشّر و ينقط.. و انجنت قال ليش حطيت عسل و مكسرات فوق السلطة.

شوفوا هالشغلة قديش تافهة، و مع هيك ما كنت عارفة إنه صحن هالسلطة هو اللي راح ينهي زواجي اللي ما كان مر عليه شهرين، و بالطريقة هاي.

الجزء الرابع





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع