أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هيئة البث: الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول رفح قريبا جدا. طائرة أردنية محملة بمنتجات زراعية إلى أوروبا جدول الأسابيع من الـ 17 حتى الـ 20 من الدوري الأردني للمحترفين مسؤول أوروبي: 60% من البنية التحتية بغزة تضررت. مسؤول أميركي: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة موقع فرنسي: طلبات الإسرائيليين لجوازات السفر الغربية تضاعفت 5 مرات. الطاقة والمعادن تبحث سبل التعاون مع الوفد السنغافوري أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين
الصفحة الرئيسية أردنيات مجتمع كنافة - الجزء الثالث

مجتمع كنافة - الجزء الثالث

مجتمع كنافة - الجزء الثالث

27-04-2017 11:36 PM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء الثالث من رواية "مجتمع كنافة" بالتعاون مع #الحكواتي .

زياد كان شاب غير عادي.. حلو كثير و وسيم.. صحيح لبسه كان مبهدل دايما، و زوقه بالألوان الله لا يفرجيكم.. و من النوع اللي بدب الحكي دب.. بس مع هيك كانت تركيبته غريبة كثير.. لما يحكي كان يجذبني جذب زي المغناطيس و أفتح أذاني منيح للي بسمعه منه.

مشكلته كانت إنه عايش وحداني مع أمه فعلا زي ما حكالي.. أبوه متوفي من لما كان صغير، و أمه ست كبيرة و ختيارة على قد حالها.. و نوعا ما كان يشعر بإنه مضطهد من المجتمع و الناس كلها.. و بطريقة جدا مقنعة و عملية.

كانت عنده نظرية دايما كان يثبتلي صحتها، بإنه الإنسان لازم يتقدر و يُحترم حسب سلوكه و أفعاله اللي بقدمها للغير، بغض النظر عن وضعه المادي و مكانته الإجتماعية بين الناس.. و هاد الشي كان مستحيل ينطبق عنا بمجتمعنا.. و بالتالي كان يعتبر حاله شخص مظلوم من الكل.

مثال على هاي النظرية، إنه الأخ الأكبر مثلا بكل عيلة هو اللي إله السلطة و النفوذ من بعد الأب بحكم العادات.. بس إذا كان في أخ أصغر منه في السن و مقتدر ماديا أكثر منه؛ فورا المجتمع راح يعمل إعتبار للأخ الأغنى مش الأكبر.. و بالتالي المادة (و بس المادة) هي اللي بتحدد مكانة كل شخص في مجتمع زي مجتمعنا.

طبعا هاي نقطة ببحر الأمثلة اللي كان يعطيني اياها زياد و يقنعني يوم عن يوم إنه فعلا المادة هي الأساس.. رغم إنه ما بمتلكها.. حتى كلمات زي القناعة بالقليل و الفلوس مش كل شي و غيرها، كنت أحسها فعلا شعارات و "مثاليات رنّانة" على حد وصفه، ضحكوا فيها الأدباء و المثقفين و نادي الطبقة المخملية على الناس البسيطة اللي زي حالته حتى يتقبل هو و أمثاله وجود هاي الطبقة في المجتمع.

بس أنا كنت بالنسبة إله حالة خاصة.. لما عرف مشكلتي مع أهلي و العزلة اللي كنت عايشيتها طول عمري، اعتبرني مثال صارخ على عدم كمالية حياة الطبقة المخملية.. حتى الأغنياء عندهم مشاكلهم و تعقيداتهم.. و أنا كنت وحدة من هدول اللي ممكن أنحسب على الطرف المظلوم من المجتمع.. و لذلك: حبني.

بهاي المنطقة الوسطية بين وضعي و وضعه إلتقينا.. و فعلا صارت علاقتنا تتحول لحب من نوع مختلف عن كل مشاعر الحب الثانية.. و عشان تكتمل هاي العلاقة اللي بيننا بالزواج، كان لازم يسعى أكثر و بسرعة إنه يوصل للحد الأدنى من القدرة إنه يخطفني من طبقتي و يطلع هو كمان من طبقته.

الوظيفة اللي طلعتله كانت بالقويرة (أقصى الجنوب).. قرية نائية قريبة على ميناء العقبة و بعيدة عن عمّان أكثر من 300 كم.. و مهمته كانت رقابة على إستيراد الأغنام و المواشي اللي بتيجي عن طريق المينا.. اضطر ياخذ أمه معه و يسكن هناك.. خاصة إنه الراتب و البدلات كانوا محرزين إنه يترك عمان عشانهم.

و لذلك بآخر سنتين بالجامعة كثير خفت زياراته لإلي و لقاءاتنا صارت كل شهر أو شهرين.. وقتها رجعت أنا لعزلتي و خلاني محتاجيته أكثر من الأول.. دراستي كانت مجرد واجب بدي أخلص منه و أتخرج كيف ما كان.. و هاد الحكي أكيد زعج أهلي و ما كان عاجبهم الحال اللي وصلته.

و خلال هالسنتين كانت أمي تحاول تدبرلي لقاءات مصطنعة مع الهوانم اللي كانت تعرفهم و عندهم عرسان محتملين بليقوا فيها و بمكانتها هي و بابا.. و الجامعة كانت هي الحجة القوية اللي كنت أملكها.. لحد ما مروا السنتين ببطء و صرت على وجه تخرج.

اتفقت مع زياد إنه صار لازم ييجي و يتقدم لأهلي.. و قعلا طلب من أمه تحكي مع أمي و ترتب موعد لزيارتهم.. طبعا أمي استغربت كثير من هاي المجهولة اللي فجأة و من غامض علمه طلبت تيجي تشوفني هي و إبنها.

شرحتلها إنه هاد الشب كان معي بالكلية و بعرف إنه بشتغل و بس.. و أنكرت إني بعرف تفاصيل ثانية عنه غير إني بعرفه بالشكل.. وفعلا أجى زياد مع أمه و قعدوا مع أمي.. طبعا أبوي أوكل المهمة هاي لأمي لحالها كونه مشغول كثير كعادته و ما بقدر يترك شغله.

و بمجرد ما شرح زياد لأمي عن شغله و وين هو؛ تغيرت ملامح أمي.. لو كان بإيدها كانت بدها تطردهم طرد من البيت.. يا دوب سمعت كم جملة منه و من أمه، و شافت أمه لزياد كيف كل شوي تتمسح بذراعاتي و وجهي؛ صارت تتلفت يمين و شمال و تتركهم أحيانا عشان تفتح شباك و تسكر شباك.. أي شي يخلصها من الزيارة.

طبعا زياد فهم على أمي، أعطاها رقم تلفونه على أساس يسألوا و يفكروا و يردولهم خبر.. و أول ما طلعوا من بيتنا ثارت ثورتها لأمي و فقدت عقلها.. و على بهدلة لإلي و يا ويلك من الله، و أنا مفكرة إنه دكتور و محترم، و جايبيتلي واحد من بين الغنم.. و صراخ بطريقة جنونية.

حاولت أهدّيها و أشرحلها إنه مش زي ما إنتِ مفكرة.. و إنه إحنا أطباء و إلنا مكانتنا.. بس عالفاضي.. فصلت (أو بالأحرى انفصمت).. خاصة بس حكيتلها إنه الشب مقبول و مبين عليه مثقف و مؤدب.. ضلت تصرخ لغاية ما روّح بابا من شغله، و بلشت تبهّر و تملّح بالحكي على راحتها.

طبعا بابا بس سمع الحكي؛ كعادته ما قال شي.. بس قدر إنه يسكت أمي بإنه هو راح يتصرف.. ولا حتى حكى معي أنا.. بالليل اتصل زياد و سألني شو الأخبار، حكيتله إنه أبوي بده يفكر بالموضوع.. و فعلا أبوي سألني عن إسم زياد و وين بشتغل على أساس بده يسأل عنه.

و هالسؤال أخذ منه حوالي شهر.. شهر كامل و أنا أصبّر زياد كل شوي إنه يستنى و إنه أبوي مشاغله كثيره عشان هيك أخذ وقت طويل.. خلصت امتحانات آخر فصل، و على أساس أبوي كان محضرلي مفاجأة هدية تخرج.. روحنا من حفل التخريج على محل قريب من بيتنا و إذ ب: "صيدلية يارا البيطرية" للحيوانات الأليفة!!!!

صيدلية كاملة مكملة و جاهزة بس إني أقعد فيها.. أكيد فرحت فيها كثير، خاصة لما شفت الديكورات و الأضواء و القارمة الكبيرة اللي عليها إسمي.. و بنفس الوقت فهمت شو اللي كان مأخر بابا كل الوقت عن موضوع زياد.. فورا انسرقت مني الفرحة و عرفت إني راح أكون قدام معركة كبيرة مع أهلي.

اصطنعت فرحة غصبن عني لغاية ما رجعنا عالبيت، و سألت بابا: "شو بالنسبة للشب اللي تقدملي؟".. و رجعت هسترت أمي من أول و جديد.. صارت تسب علي مسبات أول مرة بسمعها منها، لغاية ما استفزتني و حكيتلهم إني موافقة عليه و بدي اياه.

طبعا إنتو تخيلوا شو صار بأمي.. بس بابا هو اللي كان ممكن ياخذ و يعطي معي (شوي).. عالأقل كان يحاول يقنعني إنه هاد إسمه إنتحار و مش الحياة اللي بتليق فيي و فيه هو و أمي.. و مع هيك ضليت مصرة إنه ييجي زياد و يقعد مع بابا، عالقليلة يسمع منه و يشوفه.

فعلا حكى بابا مع زياد و طلب منه ييجي و يشوفه.. يومها كان بجنن أبو الزوز.. أول مرة من لما عرفته كان لابس لبس مرتب فوق العادة.. و منعّم لحيته و مسرّح شعره على جنب و هيبة أول مرة بشوفها عليه.. بتذكر يومها قعدت معه لحالنا شي خمس دقايق قبل ما يفوت بابا و أنا صافنة فيه.. حكالي: "عارف شو بدك تحكي، بس بلكي بهالمنظر أعطاني فرصة يسمعني عكس أمك".

و هاد اللي صار.. أجى بابا و رحب فيه عادي.. و صاروا يحكوا عن الشغل و الحياة و المصاعب.. و زياد يجاوب و يحاور بابا بكل أريحية و ثقة.. بابا كثير كان يحاول يحكي عن البزنس و الإقتصاد، و زياد بكل ذكاء يحول الموضوع لأي شي ثاني مختلف.. لغاية ما انتبه إنه بابا بينجذب لموضوع التخطيط و المستقبل.

بلش زياد يحكي عن طرق التخطيط الناجح و يعطي أسماء مؤلفين كتب معروفين عن هاد الموضوع، و مدرسة فلان و طريقة فلان.. لغاية ما بابا يإس و قرر يكشف كل أوراقه و يحكي بصراحة:

- شوف عمو زياد.. أنا بنتي يارا هي وحيدتي و مستحيل أقبل إنها تروح تعيش بالعقبة و بعيد عني و عن أمها.. هاي مشكلتي الوحيدة معك.. بس كمان أنا ما بقبل إنك تضحي بشغلك و مستقبلك.. فأنا برأيي إنه تشوف و تدور نصيبك بغير مكان.

- لا عمي.. أنا ما حكيت إنه أضحي أو إنت تضحي.. هاد زواج كل اللي بدي اياه منه إني أأسس عيلة مع يارا.. أنا و يارا في كثير شغلات مشتركة بيننا راح تكون ملائمة إنه نتفق فيها سوا و نكون زوجين مثاليين.. أنا متأكد إنه في حرج من فرق الإمكانات بيننا و بينكم، بس بيني و بين يارا أنا واثق إنه ما راح يكون في أي فروقات.

- لا تفهمني غلط، بس يارا مستحيل تقدر تغير أسلوب حياتها بعد ما وصلت لهالعمر.. أنا مش حاب أحكي عن هاي الشغلة، بس بما إنك تطرقت إلها لازم تعرف إنه الحياة مش مثاليات و حكي فاضي تبع أفلام اليومين هدول.. الحياة أصعب من هيك.

- و لإني مؤمن بالزبط بهاد الكلام، أنا بأيدك إنه الحياة مش شعارات و مواعظ كذابة.. و إلا كان آمنت بإنه الفلوس مش كل شي.. الفلوس هي أساس مهم، و هي اللي قدرت أوفره بشغلي الحالي، بضل فرق أسلوب الحياة، هاد أتوقع يارا هي اللي بتقدر تقرره.

- مش عارف شو أحكيلك والله يا عمو.. واضح إنك مثقف و فهمان.. بس زواجك من يارا معقد.. و أنا من واجبي أجنّبها هاد التعقيد.

- إذن إسمحلي نطلب من يارا هي اللي تقرر.. و أنا حاضر باللي بتشوفه هي و أكيد إنت.

- إن شاء الله خير.

و النتيجة النهائية كانت قرار بابا إنه أنا اللي أختار.. و خياري أنا كان زياد و حياتي الجديدة اللي راح تبدأ معه.

الجزء الثاني





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع