أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل الاحتلال يجري مناورة تحسبا لحرب مع لبنان. الاحتلال يستهدف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات هيئة البث الإسرائيلية: منفذ عملية الأغوار لم يقبض عليه بعد الأمم المتحدة: الأسر عبر العالم ترمي مليار وجبة يوميا العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض القسام تستهدف دبابة إسرائيلية جنوب غزة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة نمو صادرات الأسمدة والألبسة في كانون الثاني القبض على شخص سلبَ "سيريلانكية" تحت تهديد السلاح الأبيض في الضليل البنتاغون تجري محادثات لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل.
الصفحة الرئيسية أردنيات مجتمع كنافة - الجزء الثاني

مجتمع كنافة - الجزء الثاني

مجتمع كنافة - الجزء الثاني

27-04-2017 01:15 AM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء الثاني من رواية "مجتمع كنافة" بالتعاون مع #الحكواتي .

برأيكم وحدة بهيك عمر و تقرأ حكي زي اللي كان مكتوب لي شو ممكن تكون ردة فعلها؟

يوم كامل، بنهاره و ليلته مروا علي و أنا كل شوي أفتح الورقة و أعيد قراءتها.. حتى بعد ما حفظتها و صرت أرددها بيني و بين حالي؛ كان لازم أفتحها و أقرأها بخط إيده.. أول مرة حدا بحكيلي زي هيك حكي.. حكي مش معروف شو نتيجته و لوين راح يوصّل، و مع هيك كان حلو.

يمكن لإنه مش معروف لشو راح يأدي كان حلو.. لإنه الغموض هو اللي بمنحنا الإحتمالات الكثيرة اللي أحيانا بنكون بحاجتها أكثر من النهايات الواضحة.. و المقطع اللي كتبه "رغما عني و عنك" هو اللي خلاني أشعر لأول مرة بشعور جديد علي تماما.

هديك الليلة عشت فيها أحلام و أفلام إلها أول ما إلها آخر.. عشت قصة حب بين شاب فقير حب وحدة غنية.. و أهلها رفضوه و هو أصر إنه بده اياها.. و عمل المستحيل عشان يتجوزها.. و غاب و صار غني و رجع طلبها مرة ثانية.. عشت تفاصيل كثير كثيرة و بليلة وحدة.. علما إني ما كنت اعرف إذا كان هو فقير عن جد ولا غني.. بالأحرى ما كنت اعرف عنه شي.

لحد ما طلع علي الصبح و أنا يخلص فلم و أعيش فلم ثاني.. بدون ما يخطر على بالي إنه هاي الورقة ما كان فيها عنوان و لا موعد و لا أي شي يعرفني على زياد سوى إسمه.. وقتها بس عرفت إني عشت ليلة بتجربة جديدة و رجعت للواقع.. اعتبرت إنه إشي صار و خلص بكل بساطة.

بس عقلي اللي ما قبل يعترف إنه خلص خلاني أرجع مرة ثانية أروح على نفس المكان، و بحجة إنه بدي أبدل بنطلون كنت شارييته.. و فعلا رحت و غيرت اللون (مع إنه كان عاجبني) و إذ بزياد واقف بستناني برا المحل و أنا طالعة:

- ممكن أحكي معك كلمتين؟

- عفوا.. أنا بعرفك شي؟

- بعرفك من أكثر من سنة، و إنتِ بتعرفيني.

- و شو بدك مني؟

- الوحداني اللي زيي بده حدا وحداني زيه.. و مين في أروع منك؟ يا ريت بس تسمحيلي أحكيلك اللي نفسي أحكيه من زمان.. و إذا ما عجبك كلامي راح أختفي فورا.

المشكلة إنه كلام زياد بهداك اليوم كان عادي، و أقل من عادي كمان.. بس تعابير وجهه كانت مؤثرة خاصة و هو بحكي عن الوحدانية بالذات.. بكفي أحكي إنه هالحوار كله صار و هو حاطط عينه بالأرض بدون ما يتطلع علي.. نفس الرجفة اللي كنت أشوفها عليه من لما كان يصادفني أيام المدرسة.. ما تغير فيها شي.. و هاد اللي طمني أكثر.

وقتها كان كلامه عن الوحدانية بلامس فيي إشي كنت موجوعة منه من زمان.. وتر كان يضرب علي و ما حدا سامعه.. هو اللي خلا الفضول عندي يوصل لذروته حتى أعرف شو بده هالشب اللي إله سنة و أكثر براقبني من بعيد و تجرأ إنه يحكي معي.

طبعا رفضت عزيمته على شي نشربه، و أنقذتني مظلة لمحطة إنتظار باص فيها كرسي طويل و فاضي.. طلبت منه إنه نقعد هناك و يحكي اللي بده اياه و بسرعة.. و كلمة بسرعة كانت كفيلة بإنها تهزه بزيادة و تزيد من من العجقة اللي كان غرقان فيها.

ببداية حديثنا سألته السؤال الأهم و الأغرب: "ليش الحضارة الإسلامية؟!!!".. عن جد.. شو دخل الرسالة و محتويات هالرسالة العميقة بالحضارة الإسلامية.. و جوابه كان إنه يومها عنده محاضرة حضارة إسلامية و ماكان معه غيرها يخبي فيها الرسالة.

طبعا حاولت إني أنكر معرفتي فيه من قبل الرسالة اللي أعطاني اياها.. بس لما ذكرني بكثير مواقف صارت لما كانت عيوننا تتقابل بدون حكي؛ اعترفت له إنه كان يلفتني بانتظاره المتكرر إلي بعد دوام كل يوم.. و لما سألته، كان تبريره لهاد الصمت هو خوفه من إنه وحده زيي ما كان ممكن تقبل تحكي معه.

رجعت بهاي اللحظة للمشكلة اللي كنت أعاني منها دايما.. إنه ليش الكل بفكر إنه وحدة زيي مش ممكن التعامل معها ببساطة، حتى زياد اللي ما كان يعرف عني شي وقع بهاي المنطقة الملغومة بحياتي.. فجأة و بدون أي تردد قررت إني أطلعه من هاد الفخ.. و حسيت إنه من واجبي أرجع للعبة التنكر اللي كنت معتادة عليها و أنا صغيرة.

صدقا بهداك الوقت كنت لسه بدوّر على حدا يتقرب مني.. و هالموضوع كنت مأجليته لغاية ما أدخل الجامعة و أتعرف على ناس من أول و جديد.. بس لما شفت زياد بين إيدي و صارله سنة أو أكثر بحاول يتقرب مني؛ إشي خلاني أنا كمان أتمسك فيه.

لما سألته عن معنى كلمة "وحدة زيي"، جاوبني إنه كان يتوقع إني بنت غنية و شايفة حالها، من لبسي و إنه دايما لحالي.. و هاد كان نفس السبب اللي خلاه يجرؤ بالآخر إنه يغامر و يحاكيني.. وقتها اعترفتله إني فعلا غنية و دايما لحالي، حتى في البيت و المدرسة.. بس طلبت منه يعيد النظر بموضوع شايفة حالي.. هيني قاعدة معك و بحكي معك عادي.

ساعتها انفتح كل واحد فينا على الثاني.. ضليت مصرة إني أتجنب الحكي عن أهلي و وضعهم، و هو كان فنان بإثبات حسن نيته و هيامه فيي طول الأشهر الماضية.. أقنعني بطريقة جدا جذابة إنه ممكن يكون هو هاد الشخص اللي كنت بدور عليه من زمان.

طبعا بهديك الأيام رجعنا شفنا بعض مرتين بس، قدر يقنعني فيهم إني أختار الجامعة الأردنية و الكلية اللي هو بدرس فيها: كلية الطب البيطري.. علما بإني بكره شي إسمه حيوانات و دم و تشريح.. بس مقابل إنه أضل معه و نشوف بعض أكثر و بشكل أريح؛ وافقت.

اصطدمت أيامها بأهلي.. و أخذ مني إقناعهم بإنه هاي رغبتي، و إنها هي الطريقة الوحيدة اللي أنا شايفيتها عشان أغير حياتي و أهرب من الوحدة اللي هم كانوا السبب فيها، أخذ مني كذبة إسمها زينة (صديقة وهمية حابة أضل معها) و شهرين كاملين من الزن على راسهم.

و فعلا.. انقبلت و صرت طالبة بكلية الطب البيطري.. طبعا الجامعة و السنين اللي قضيتها فيها كانوا مجرد نزهة، و جو أفضل بكثير من جو المدرسة.. و الأهم، زياد اللي كان دايما معي.. طبعا كل قعداتنا كانت جوا الجامعة، و إتفقنا ضمنيا إنه الطلعات برا الجامعة و الكافيهات ممنوعة.. و صار عرّابي بمعنى الكلمة طول فترة الدراسة.. و اللي فعلا أثبت لي إني أنا إله، و راح أكون ملكه.

طول الفترة اللي كنا فيها سوا بالجامعة كان دايما موضوع الشغل اللي لازم يلاقيه بسرعة هو محور غالبية أحاديثنا.. لإنه فرق السنتين اللي بيننا ما كان فرق كبير و بيسمح لزياد إنه فعلا يأسس حاله و يكون قادر إنه يوفي بوعده إلي لما أتخرج.

و مع هيك كان الكلام معه – مجرد الكلام – مؤنس لدرجة فوق الخيال.. خاصة إنه كان مثقف سابق سنه بكثير.. و حتى السكوت اللي كان يطغى أحيانا على قعداتنا، كان في حضرته طرب و أمان.. فعلا بأيامها لقيت فيه اللي بدي اياه.

كثير حلوة كانت هديك الأيام.. و كعادتها و لإنها حلوة؛ مرت بلمح البصر.. و تخرج أبو الزوز (زي ما كان يحب أناديله) لما خلصت أنا سنة ثالثة.. و أجى وقت الجد.. وقت اللي لازم يبين هالحكي صح أو كله حلم و كذبة كبيرة، عشتها لمدة 3 سنوات و راح تنتهي.

ما بخفي إني تغيرت كثير عن أيام ما كنت صغيرة.. و تغيرت أكثر، و زادت عصبيتي و رجعت لعزلتي بالبيت اللي ما تغير فيه شي من بعد تخرجه.. بس كل هاد و أنا بخمّن و بتوقع شو اللي راح يعمله زياد.. كنت عارفة إنه ما بملك عصى موسى و يبني حاله بيوم و ليلة.. بس أهم شي كان مخوفني صارت الجامعة اللي ما فيها زياد.

ولا مرة حسبت هاد الحساب.. لقيت حالي معزولة تماما عن زملائي بالدفعة.. و انتبهت إني بكلية و تخصص أنا ما إلي رغبة فيه بتاتا.. و كان لازم أكتفي بزياراته القليلة عالجامعة، و التلفونات اللي كنا نسرقها سرقة من ساعات الليل اللي صارت موحشة أكثر بدونه.

بعد ما خلص تدريب النقابة لمدة 3 شهور؛ طلعت له وظيفة في العقبة.. و إنتهت مع الوظيفة كل لقاءاتنا اللي كنا نصبر فيها بعض، بس في سبيل إنه يجهز حاله و ييجي يحكي فيي مع أهلي.. هاد كان أكبر همي.. بعكسه هو اللي كان هاد الموضوع نص همه.. بس النص الثاني و اللي ماحكالي عنه كان أهله هو.

الجزء الاول





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع