أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
مغامرات صحفي .. الحلقة الثانية عشرة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام مغامرات صحفي .. الحلقة الثانية عشرة

مغامرات صحفي .. الحلقة الثانية عشرة

04-04-2017 07:34 PM

خلال عام 1980 وبالاضافة الى عملي في الاذاعة الاردنية كنت متعاونا مع عدة جهات صحفية ومنها جريدة الرأي ، أعدّ التقارير الاخبارية وأجري التحقيقات الصحفية لقضايا متعددة من مختلف مناطق المملكة ، وفي صيف ذاك العام أخبرني أهالي الفحيص أنهم يعانون معاناة مريرة من شدة التلوث الناتج عن غبار مصنع الاسمنت القائم في منطقتهم منذ عام 1952 حتى أصبح معظمهم مصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي والربو والحساسية وغيرها ، ولم يعد يخلو منزل في الفحيص من واحد من هذه الامراض على الأقل ، كما زادت معدلات مراجعة الأهالي للمستشفيات والمراكز الصحية والعيادات المتخصصة وزاد صرفهم للأدوية ، اضافة الى التأثير السلبي للغبار على مزارعهم وبساتينهم وحدائقهم وثمار محاصيلهم التي لم تعد صالحة للاستهلاك البشري ، فاستجبت لرغبتهم وقابلت العديد من الأهالي الذين شرحوا معاناتهم بسبب المصنع الذي كان يعمل بلا فلاتر ، وحزنت لأحوالهم وشرعت بعمل تحقيق صحفي واسع ، قسوت فيه حقيقة على اسمنت الفحيص وطالبت على ألسنة المواطنين بترحيله من المنطقة ، وبعد اتمامي للموضوع وتسليمه لزميلي مسئول التحقيقات الصحفية تم نشره في اليوم التالي على صفحة كاملة في جريدة الرأي ، ولم يكن يخطر ببالي أن هذا التحقيق سيلقى رواجا واسعا بين القراء ويحدث توترا شديدا لدى القائمين على المصنع ، فاتصل بي مسئول العلاقات العامة بالشركة ودعاني الى مقابلة المدير العام ، وعند لقائي بذاك المدير رحمه الله كان منفعلا جدا وقال لي وهو متجهم الوجه ، لقد جعل منك أهالي المنطقة كحصان طرواده وكبش فداء لهم من غير أن تدرك عواقب نشرك للموضوع وعليك أن تتحمل نتيجة مغامرتك الصحفية وبيننا وبينك القضاء ، فقلت له انني قمت بواجبي بمهنية صادقة قصدت من خلالها خدمة أهل المنطقة بالدرجة الأولى وأنتم ماضون بالحاق الأذى بهم ، في حين أنكم قادرون على وقف معاناتهم وحل مشكلة التلوث الاشعاعي والضوضائي في منطقتهم ، ولم يعد من المنطق أن يصمت المواطن الفحيصي على الجور والأذى اللذين يتعرض لهما جراء استمرار التلوث في بيئتهم التي تحولت الى مستنقع كريه يعجّ بالملوثات البيئية ، فلم يعجبه ردي وغادرت مكتبه وهو مقطب الجبين .
ومضت أيام وشهور نسيت خلالها الموضوع لتعدد الانشغالات ، وبعد نصف عام تقريبا راجعت رئيس التحرير الأستاذ محمود الكايد ( ابو عزمي ) رحمه الله لأناقشه في موضوع صحفي جديد ، فقال لي بالحرف الواحد اليوم أنهيت موضوعك في المحكمة بعد أن رافعت عنك لعدة شهور في قضية مصنع الفحيص ، ففاجأني بذلك وشكرته على موقفه ، وبالطبع هذه واحدة من المآثر المسجلة لعميد الصحافة الأردنية الذي لم يتخلّ يوما عن العاملين في صحيفته ، فلو تخلى عنّي أبو عزمي وتركني وحيدا في الساحة لكلفتني تلك المغامرة ثمنا باهظا ، وعليه فأنا مدين لهذا الرجل حتى بعد وفاته .
وخلاصة القول ، صدق من سمّى مهنة الصحافة بمهنة المتاعب ، وقد قلت ذلك لطالباتي وطلابي الاعلاميين الذين أحاضر بهم في دورة تأهيلية ليكونوا صحفييّ المستقبل ، ونصحتهم بأن هذه المهنة التي يطلق عليها أيضا لقب صاحبة الجلالة ، مثلما هي رائعة فهي مزعجة بنفس الوقت لمن لا يحسن التعامل معها ، وأكدت لهم أنها مهنة دقيقة جدا وحساسة تحتاج الى حذر شديد وحيادية مستقلة وصدر واسع ودبلوماسية رفيعة ، وعلى الصحفي أن يستقبل أكثر مما يرسل وأن يجيد فنّي الحوار والاستماع وأن يكون واعيا ومستشرفا للمستقبل وهادئا وواثقا من نفسه ، ولا يسرع في الانفعال ولا يكون متشددا بفرض رأيه على الآخرين ، ولا يشغل نفسه بردود القراء على كتاباته ولا يقحم نفسه في قضايا سياسية مخالفة للخط الرسمي وللرأي العام أو يسبح عكس الموج ، والأهم من كل ذلك ان يكون ذا حس صحفي ومتابعا لكل المستجدات وسباقا في رصد واحتواء الأخبار ، وقد استشهدت لهم بمواقف شخصية كثيرة حصلت معي كادت أن تنهيني من الوجود خاصة في سنواتي العشر الأولى من عملي بالمهنة ، لكني وبفضل الله تمكنت من تجاوز تلك المرحلة حتى صرت أتعامل مع الصحافة والاعلام بكل أريحية ويسر .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع