أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية إصابة 23 سائحا في انقلاب حافلة سياحية بتونس. إصابة 8 جنود من جيش الاحتلال في طولكرم قادة الاحتلال يواجهون شبح مذكرات الاعتقال الدولية "امنعوه ولا ترخصوه" يتصدر منصات التواصل الاجتماعي في الأردن .. وهذه قصته!! وفاة إثر اصطدام مركبة بعامود بإربد لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة أخطر صراع بالنسبة للصحفيين تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية. نادي الأسير الفلسطيني: 30 معتقلا بالضفة منذ أمس ماذا ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي؟ الجيش الإسرائيلي: نخوض معارك وجها لوجه وسط غزة. الصحة العالمية تُجيز لقاحا ضد الكوليرا. هنية يلتقي أردوغان اليوم السبت توقع تحسن حركة السياحة على البترا شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمنعنا من إسعاف المصابين بمخيم طولكرم غالانت وأوستن يبحثان "خفض التصعيد" الترخيص المتنقل ببلدية برقش الأحد قطاع الألعاب الإلكترونية الأردني في نمو مستمر عبيدات: أنظمة الذكاء الاصطناعي تستبيح حقوقنا
الصفحة الرئيسية أردنيات سأقول لربي كل شيء - الجزء الثاني

سأقول لربي كل شيء - الجزء الثاني

سأقول لربي كل شيء - الجزء الثاني

24-02-2017 07:31 PM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء الثاني من رواية "سأقول لربي كل شيء" بالتعاون مع #الحكواتي .

لما أجاني عمي سليمان يوم وفاة أبوي و طلب مني نقسم الورثة، و بسرعة؛ عرفت إنه اللغوصة اللي كانت تصير بالمحل بدها تطلع ريحتها.. و قلبي حسني إنه هالموضوع ما راح يمشيه عمي بسلاسة.

بس ساعتها كان بدي وقت أستوعب صدمة وفاة أبوي.. و أمتص الزعل و الحزن اللي خيّم على بيتنا و على أمي و أخواني الصغار بالذات.. أخواني هذول كانوا شايفين أبوي الله يرحمه بالدنيا كلها على قد ما كان يدلل و يلبي طلبات ما كانت تخلص منهم.

غريبة كيف آبائنا و أمهاتنا ساعات بغيروا طريقتهم بالتربية و بالتعامل مع الأولاد لما يكبروا.. مش عارف ليش بتصير قلوبهم مرهفة أكثر.. على الرغم إني كنت مدلل و طلباتي أوامر؛ بس طلعت صفر على شمال جنب اللي شافوه أخواني الاثنين.. و بالتالي فقدانهم لأب زي أبوي كان أكبر مصيبة ممكن تمر عليهم بحياتهم.

ما كان عندي وقت أفكر بأي شي غير إني أخلص العزا كل يوم و أركض عالبيت أتطمن على أمي و عليهم.. و أقعد لبعد نص الليل و أنا أواسي و أصبّر و أمسح دموع.. و أرجع أختلي بحالي شوي و أتفرغ للحزن على أبوي.

بس بعد العزا أجى الجد و بطل في وقت للحزن و الطبطبة.. دخل علينا عمي سليمان و إبنه الكبير و عرض علينا يعطينا حصتنا من ورثة أبوي كاش مقابل إنه نتنازل عن حصتنا بالمحل.. أمي بوقتها رفضت و اعتبرت إنه المحل هاد مصدر دخل مستمر.. و أضمن طريقة إنه هالمصدر ما يوقف.

بس بالنسبة إلي هاد العرض كان أحسن حل إني أخلص من الخربطة و الحسابات المزيفة اللي كان عمي يعملها قدام أبوي.. أحسن ما أستمر معه بالمحل و أشوف النصب عيني عينك و أضطر إني أصطدم معه.. و هاي كانت الطريقة اللي أقنعت فيها أمي.

عالأقل بضل الوقت اللي كنت راح أقضيه الصبح بالمحل مكان أبوي متوفر إني أشتغل بشهادتي و أجيب دخل للبيت.. وافقت و حكيت لعمي نجيب حدا يقيم البضاعة بالمحل و المخازن، و يعطينا حصتنا نقدي بالقسمة اللي قسمها رب العالمين.

هون صارت المصيبة.. عمي إعتبر هذا الإقتراح تخوين إله و قلة أدب بالحكي مع العم الكبير.. و إني أنا مخونه و مش وثقان فيه.. و طبعا شد على إيده إبن عمي الكبير كيف أحكي مع أبوه بهاي الطريقة.. و من يومها تدمرت العلاقة بيننا و بين دار عمي.

بعد ما طلعوا من عنا؛ حكيت لأمي عن كل التخابيص اللي بعملها عمي من أيام ما كان أبوي طيب.. و عديتلها كم مرة حكيت لأبوي عنها و كم مرة حذرته بس هو كان رافض يسمع.. رجعت تحاول معي إنه إذا الموضوع هيك معناته إني أشتغل معه أحسن.. و أنا اللي رفضت.. عارف حالي ما كنت راح أقدر أسكت و أنا شايف حقي و حق أمي و أخواني بنسرق منا.

راحت أمي لعند مرت عمي.. و حاولت تفهمها إنه علي إبني لا مخون عمه ولا إشي.. بس كل ما هنالك إنه ما بده حدا ياخذ أقل أو أكثر من القسمة اللي قسمها ربنا.. و للأسف راحت و لقت الجو كله مشحون عند دار عمي ضدي.. و كان علي بالنسبة إلهم كشر عن أنيابه بعد ما مات أبوه.

وقتها عرفت إنه عمي ماشي على مبدأ "اللي على راسه بطحه بحسس عليها".. و إنه أي محاسب أو خبير أو محكّم بده ييجي يفتح دفاتر راح يطلّع خبايا ما حدا عارفها إلا هو.. حاولت بكل الطرق إني أتفاهم معه و إني ما بدي غير حقنا.. و صار أنا كمان بدي أخلص الموضوع بسرعة بعد ما عرفت عن الدين اللي بذمة أبوي لواحد من خوالي.

بس كانت الآذان كلها مسكرة.. بآخر محاولة إلي مع عمي كانت الدنيا شتا.. و المطر زخ و الشوارع غرقانه.. من الباب لما شافني إبن عمي، نادى على عمي.. أجى يركض من جوا و حكالي إذا جاي عشان تحكيلي محكّم؛ لف و إرجع مكان ما أجيت.

انكسرت وقتها أكثر ما أنا مكسور.. و كل اللي ببالي كانوا هالأيتام اللي صاروا برقبتي و اللي ما حدا سائل فيهم.. و يلي هم و ويلي الدين اللي برقبة أبوي و ويلي أمي.. سكرت الدنيا بوجهي و ما عرفت شو أعمل.. المحاكم بدها سنين تا تخلص قضية و ترجع الحق لأصحابه.. و عمي و أهل بيته كلهم مسكرين آذانهم و مش قابلين يسمعوا.

وقفت تحت المطر زي الدايخ.. و استندت على عمود قدام بيتهم مش عارف وين أروح.. غمضت عيوني و خليت دموعي تختلط بالمطر اللي بمشي على وجهي.. رجعت أبكي على أبوي كإنه مات مبارح.. و دماغي مش قادرة تطلع بحل.. لحد ما وقف سيل المطر عن وجهي فجأة.. فتحت عيوني.. و لقيت علا.

لقيتها حاملة شمسية بإيد و منشفة بإيد ثانية: "مسح دموعك إبن عمي.. ولو إنها متأخرة؛ بس عظم الله أجرك بأبوك و عمي.. لا تنسى إنه في رب شايف و سامع كل إشي.. أنا عارفة أبوي ما عمل كل هاد إلا لإنه غلطان.. و أنا مستعدة أساعدك باللي بدك اياه.. بس مشان الله، و إذا كان إلي خاطر عندك كرامة لصحبتنا القديمة، لا تدعي عليه.. إنت مظلوم و ربنا راح يسمع منك.. و أنا بخاف على أبوي من دعوة مظلوم زيك.. خذ الشمسية معك و روّح.. و بكرة بفرجها ربنا.. باي".

شو أحكي عن هذيك اللحظة.. ملاك و نزل مع المطر من السما.. و أجاني بأصعب موقف مر علي بحياتي.. بعد ما انسدت أبواب الدنيا بوجهي أجت علا فتحت باب واسع.. ما كانت عارف شو جواه، بس رجعلي شوية طمأنينة كنت بأمس الحاجة إلها و مفتقدها صارلي أيام.

روحت عالبيت و حكيت لأمي شو صار معي.. صار في حدا ببيت عمي سليمان لسه فاتح أذنه يسمع منا و عارف إنه إلنا حق عندهم.. يا الله شو طلعت مشتاقلها لعلا.. قديش كبرنا انا و هي؛ بس مع هيك بعدها هي اللي دايرة بالها علي و مستعدة تساعدني بعد كل هالسنين.

بالنسبة لأمي ما كانت شايفة أي فائدة من وجود علا بصفنا.. بنت دوبها مخلصة الدبلوم تبعها و قاعدة بالبيت.. شو ممكن يطلع بإيدها.. بس أنا شفت فيها طاقة أمل انفتحت لي من غامض علم الله و بدون أي تخطيط مني.. فكان لازم ألعبها بذكاء و بهدوء.. واحد زي عمي ما استحى يسرق من أخوه بحياته، ما كان بعمره راح يعطيني حقي لو شو ماكان.

أخذ مني التفكير وقت مش طويل.. و عرفت إنه مسايسة عمي باللي بده اياه أفضل طريقة لغاية ما أتمكن منه.. بنفس اليوم اللي رجعت فيه من المفرق و أخذت الموافقة على طلب توظيفي بمصنع كابلات هناك؛ أخذت أمي و إخواني الصغار و رحنا عليهم عالبيت.. عالأقل بلكي منظر ولاد أخوه الصغار حنن قلبه و سمحلنا نفوت عالبيت نتفاهم.

"عمي أنا حاضر باللي بتأمر فيه.. أنا والله لا مخونك ولا شاكك إنه ممكن توخذ إشي مش حقك.. شو شايف إنت إشي مناسب إعمله".

بوقتها عمي كان مجهز كل إشي و كإنه عارف إنه هاليوم راح ييجي.. جاب شوية دفاتر و ورق و فواتير و قعد يشرحلي عن البضاعة الموجودة بالمحل و الذمم اللي عليه (و ناسي إنه صارلي أربع سنوات مداوم معه المسا و عارف شو اللي للمحل و شو اللي عليه)..

بالآخر و حتى أطمنه.. قاطعته و حكيتله عمي أنا متأكد إنك ما راح تظلمني أنا و هالأيتام اللي معي.. لا تشرح و لا تفصّل شي.. قديش بدك تعطينا عشان نتنازل لك عن المحل؟؟؟ هون تفاجأ عمي بسرعة تقبلي للموضوع و صفن فيي.

من سكوته و السّرحة اللي سرحها عرفت إنه كان ناوي يعطيني رقم، بس لما شاف إستسلامي و إستعدادي لقبول أي رقم؛ حكالي "3500 دينار عمي... منيح؟".. محل ملابس بشارع الوكالات، و عمره أكثر من عشرين سنة طلعت حصتنا منه 3500 دينار!!!!

حكيتله أكيد منيح عمي ولو!!! و بيني بين حالي بحكي "اللي بتعرف ديته، أقتله".. بس عندي شرط واحد: هذا المبلغ بدي أتنازل عنه كمان.. بس مش إلك.. بدي موافقتك إنك تقبل المبلغ هاد يكون سياق علا بنت عمي إلي!!!

الجزء الاول





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع