بعدك على البال يا سهل حوران

كلما سمعت الصوت الجبلي الهادر للمرحوم الفنان السوري الدرزي فهد بلان تمر بالبال أغنيته الرائعة بعدك على البال يا سهل حوران .
وبمناسبة دوي الانفجار على حدودنا الشمالية التي أجبرت طلابنا بالرمثا الغالية على الخلود لعطلة اضطرارية نأمل ألا تطول فصولها وسماع دوي القصف بالمفرق ومحافظات الشمال الغالية .

فلا بد من المرور على هذا الخطب الجلل بشيء من الواقعية السياسية التي تمليها الظروف في الميدان على الأردن الهاشمي ، ولا شك أن تصريحات الفريق الركن محمود فريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة لمحطة bbc أعطت مؤشرات كاشفة بشيء من الإبهام للوضع الحالي المتفجر .

المؤسسة الأمنية والعسكرية الأردنية كانت تمارس الحياد الدفاعي الايجابي منذ نشوب الأزمة السورية وتدرس كافة الخيارات المتاحة بالميدان فكانت تحافظ على مسافة ما يقارب 30 كيلومترا مؤثرا بالعمق السوري من جهة الجنوب سواء بالمدى المؤثر لنيران المدافع الأردنية وحتى عبر وجود عناصر من الجيش الحر تتبنى وجهة النظر الأردنية .

ولكن تسرب داعش لمخيم الركبان بعد فرار عناصره من الموصل والرقة ومحاولتهم الالتفاف على الحدود الأردنية السورية العراقية المشتركة وحتى السعودية الشمالية جعل المتغيرات تتسارع على الأرض .

ويبدو أن الجيش العربي السوري من جهته قد أعاد تموضعه بسهل حوران وغيره من جغرافيا الجنوب السوري كدرعا والركبان وغيرها استثمارا لانتصاراته الميدانية بحلب وتوظيفا لحواره مع المعارضة باستانه وجنيف .

بدورة فان الأردن لن يقف مكتوف الأيادي وهو يرى خطر داعش بالركبان وحدودنا الشمالية ويجب أن يعلم مشغلو هذا التنظيم الإرهابي ومعه جبهة النصرة أن الأردن جاهز للذود عن عرينه .

يجب أن يدرك الشعب الأردني أن مرحلة كسر العظم قد دنت وان الأردن الهاشمي بصدد منازلة كبرى مع الإرهاب ومشغليه وان الاستحقاقات الأمنية والعسكرية يجب أن تدفعنا لرص الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية والسمع والطاعة لولي الأمر جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الباسلة الملك عبدا لله الثاني المعظم تأهبا للنفير العام حتى تضع الحرب أوزارها على حدودنا الشمالية ومن ثم معاودة هذا اللغط عالي النبرة بموضوع رفع الأسعار وغيره .

فغبار المعركة بسهل حوران تعالى في السماء والمخطط شرس واللاعبون المحليون والدوليون كثر على تلك الساحة فلنترك للملك التخطيط لتلك المعركة بهدوء وروية حتى لا نندم على ضياع استقلالنا الناجز وهو مربط الفرس ولله الأمر من قبل وبعد .