السفير جمعة الكعبي .. شهيد الإنسانية

السفير جمعة الكعبي .. شهيد الإنسانية

زاد الاردن الاخباري -

تعد الجهود الضخمة التي بذلتها وتبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في ميدان العمل الإنساني العالمي جهودا مميزة بل إنها ريادية على أرض الواقع , وهذه الجهود والمنجزات المنبثقة عنها مرئية وواضحة للقاصي والداني , مما يؤكد على أن الإمارات مركز أنساني دولي هام تكريسا لدورها الايجابي الرائد على الصعيد الدولي . إن فعل الخير من الأمور الجميلة التي يفعلها بعض الأشخاص لنشر المحبة بين الامم ورسم البسمة على وجوه المحتاجين , فكيف إذا اكتسى فعل الخير صيغة مؤسسية راقية تتمثل بمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية حيث تتركز رؤية تلك المؤسسة لخدمة الانسانية جمعاء .

يضاف الى جهود مؤسسة خليفة بن زايد جهود مؤسسات اماراتية أخرى – كالهلال الأحمر الإماراتي - تمد ذراعيها عبر العالم لإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج ودعمه والمساهمة في العملية التنموية في مناطق متعددة لرفع سوية الحياة وتحسين شروطها خاصة في حقلي التعليم والصحة , وأيضا المساعدات والإغاثة الاماراتية للمنكوبين في مناطق الكوارث والصراعات والحروب واللجوء في أرجاء الأرض .

تبلور دور بمستوى متقدم من الاهمية لوزارة الخارجية الاماراتية – بعد نجاحاتها وانجازاتها السياسية والدبلوماسية التي سبق ان ناقشتها في مقال آخر – خاصة أن تلك الوزارة ليست كغيرها من وزارات الخارجية في بلدان كثيرة , بل هي وزارة للخارجية والتعاون الدولي , وليست ببعيدة أيضا عن التعاون في الميدان الانساني عالميا .

نقلت الينا وكالات الانباء – قبل أيام معدودة - نبأ استشهاد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية أفغانستان الاسلامية سعادة جمعة محمد عبدالله الكعبي رحمه الله تعالى , نتيجة التفجير الإرهابي الذي استهدف مقر والي قندهار . لقد كانت زيارة السفير الكعبي الى قندهار في مهمة انسانية ضمن برنامج دولة الإمارات لدعم الشعب الأفغاني شملت وضع حجر الأساس لدار خليفة بن زايد آل نهيان في الولاية والتوقيع على اتفاقية مع جامعة كاردان للمنح الدراسية على نفقة دولة الإمارات بحضور والي قندهار علاوة على وضعه حجر الأساس أيضا لمعهد خليفة بن زايد آل نهيان للتعليم الفني في العاصمة كابول بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية .

نستهجن مدى الظلامية وحلاكة السواد الذي يعتمر في قلوب وأذهان من ارتكبوا ذلك الفعل الاجرامي الارهابي , فكيف تتم مقابلة الريادة في العمل الانساني والخيري بالتفجير والقتل والارهاب ؟؟!! وكيف يجرؤ عاقل على استهداف حياة مدنيين ؟ بل كيف يقف المرجفون أمام من يمد يده بالخير والطيب والايجابية ؟ لكن الهمجية والفكر الأسود الظلامي هو ديدن الارهاب والارهابيين في كل ارجاء المعمورة , وهؤلاء الشرذمة الظلامية يدركون أنهم لا محالة مهزومين .

نقول لروح شهيد الإنسانية جمعة الكعبي : كنتم خير سفير للدولة الريادية ( الامارات العربية المتحدة ) , رحمكم الله وأسكنكم فسيح جناته , مستذكرين قول الرحمن الرحيم : " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " .

** فراس الحمد - كاتب وباحث
farsounifiras@yahoo.com