تصدح فيروز في ساعات الصباح وقبيل بدء بث معظم برامج البث المباشر الصباحية عبر اثير الاذاعات الاردنية الحكومية والخاصة منها ، وتغني للبنان وجباله وعماله وفلاحيه وانهاره وسماءه الزرقاء وبحره الابيض ، تصبح لبنان في فضاء الوطن الاردني كله مجتمعا ، وعندما نلقي بنظرنا من نوافذ منازلنا ومركباتنا نعود لواقع اننا نعيش بوطننا الاردن .
وعندما يحدثني شخص عن تلك الحالة من الازدواجية في التخيل الممزوجة بالطرب الفيروزي والحنين لصوتها وانغام الرحبانية ؛ ويقول : نحن فيروز تدس لبنان في عشقنا لصباحات وطننا ، كمن يدس السم بالسمن ، كيف ارد عليه ؟، وانا اطرب كل صباح على جبال لبنان وفيروزتها .
ويعود صديقي ويؤكد على ان المسؤولية تقع على عاتق من يديرون تلك المحطات الاذاعية ، لانهم يغطون في نوم عميق ويتركون اجهزة الكمبيوتر هي التي تتحكم بعشقنا لهواء الوطن ويقلبونه لجبال وانهار وسماء وبحر لبنان ، ربما صدق صديقي هنا ولكنه غفل عن ان فيروز غنت لوطننا الاردن وطربنا لها وللوطن في زمن كان فيه وطننا يبحث عن العشق الازلي من ابناءه له .
ورغم ان صباحات وطننا تتغنى بلبنان ويبتعد عنها طربنا الوطني ، ستبقى صباحاتنا مع فيروز مليئه بمحاولات البحث عن عشق ازلي ضاع منا في لحظة البحث عن معنى للوطن .