أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"طقس العرب" يحذر من موجات غبارية في مناطق بالأردن السبت غالانت يتلقى عبارات قاسية تجاه إسرائيل 125 ألف يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي يبحثان التعاون المشترك 15 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال نادي الشجاعية بغزة دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح مسؤول تركي: أردوغان سيلتقي بايدن في البيت الأبيض في 9 أيار الدفاع المدني يتعامل 1270 حالة إسعافية مختلفة خلال 24 ساعة يديعوت أحرونوت: واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو حزب الله يستهدف ثكنة زبدين الإسرائيلية إصابة 61 جنديا إسرائيليا بمعارك غزة منذ الأحد الماضي وزير الخارجية يجدد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للأقصى أسعار النفط تحقق مكاسب شهرية بأكثر من 7 بالمئة فيتو روسي ينهي مراقبة نووي كوريا الشمالية بلدية غزة تحذر من انتشار أمراض خطيرة بفعل القوارض والحشرات الضارة أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات
قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية يدق ناقوس الخطر
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية يدق ناقوس الخطر

قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية يدق ناقوس الخطر

21-01-2017 01:09 AM

صرخات استغاثة أطلقها سماحة الشيخ أحمد هليل من على منبر رسول الله ، لأبناء الأردن في الداخل ،ولقادة دول الخليج العربي ،منذراً بالخطر السياسي،والاجتماعي، والاقتصادي الذي وصل إليه الأردن ،ومحذّراً من انعكاس ذلك على بقيّة دول المنطقة في حال عدم تدارك الأمر.

خطبة سياسية مزجت بين الدين ،والسياسة ،والاقتصاد،ويبدو أنها مكملة للخطوات السياسية الرّسمية ،داعياً من خلالها الأردنيين إلى التوحد، والتلاحم في مواجهة الفتن التي يروج لها بعض الأردنيين والذين لم يسميهم مكتفياً بالإشارة إلى قادة الرأي والحراك الذين يُحرّضون الشعب للخروج إلى الشوارع والتظاهر ،معتبراً أن التعبير المسيرات والمظاهرات فتنة، مذكراً بما آلت إليه أحوال الأشقاء في سوريا،والعراق،وليبيا ،واليمن ،من خرابٍ ودمار،قائلا إذا ساد من يدعو إلى المظاهرات، والمسيرات، والشعارات، التي دمّرت وما عمّرت،وأخّرت وما رفعت،وقتلت وما أحيت،حذارِ ثم حذارِ من دعاة الفتنة .

لا نعلم سبب التحذير من الخروج في مظاهرات سلمية علماً أن الحراك الشعبي شبه توقف في الأردن ،ويُفهم أن الرسالة لقادة الحراك وخاصة الذين تم اعتقالهم مؤخراً ، وعندما يشير سماحته في خطبته إذا (ساد) فهذا يعني أن الأمور أصبحت خطيرة جداً ،وهناك من يخطط للاستيلاء على السلطة من خلال معلوماتٍ اطّلع عليها سماحته ،ويبدو من خلال كلامه أن هناك من يحيك سوءً للأردن والأردنيين من الداخل .

ونوه سماحته أن المستفيد من أي ّحراكٍ هو العدو الصهيوني ،وقال اسمعوها مني وخذوها عني، المستفيد اليهود هم من قتلوا، وشردوا ،ماذا تنتظروا أن يسقط المسجد الأقصى ،ويُهدم ، وتأتي هذه التحذيرات من العدو الصهيوني في الوقت الذي تقيم فيه المملكة علاقات دبلوماسية مع العدو الصهيوني ،وهناك العديد من المشاريع الاقتصادية التنموية التي يتم التهيئة لإنشائها بين البلدين على حدود نهر الأردن حسب ما صرّحت به الصحف الإسرائيلية،فهل الدولة التي نقيم معها سلاما تخطط لذلك.

ويُفهم من التركيز على وحدة الأردنيين في الداخل وعدم الانجرار خلف الفتن، والإشارة لفلسطين والأقصى ،منوهاً أن الأردن سند وظهير وعون ونصير لإخواننا في فلسطين ،مستشهداً بقوله تعالى :واتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة ،هي رسالة للأردنيين من أصول فلسطينية لعدم الاستجابة لأي حراك شعبي،أو رسالة لقادة الحراك المعارضين للتجنيس سواء الفلسطينيين ،أو الجنسيات الأخرى .

ووجهة سماحته رسائل نارية ملتهبة إلى قادة دول الخليج العربي ، حكاماً ،وأمراء،وشيوخاً، قائلاً :يا أهلنا وإخواننا ويا أولي الأمر ،بلغ السيل الرُّبا ،إخوانكم في الأردن اكفهرت الخطوب أمامهم ، وضاقت الأخطار حولهم، ويُفهم من هذا أن الوضع الاقتصادي الأردني دقّ ناقوس الخطر ، وأن الخزينة عليلة تئنُ مثخنة ً بالجراح ،وقد نوهت لهذا في العديد من المقالات ، أن الاقتصاد الأردني على حافة الإفلاس،ونخشى أن يأتي الوقت الذي لا تستطيع الدولة دفع رواتب موظفيها ،أو لا قدّر الله أن ينهار الدينار أمام الدولار ،فالمديونية تجاوزت الثلاثين مليار دولار ،والحكومة لا زالت تعاند أن الأردن بلا موارد طبيعية ،فلا تُقرُّ بوجد ثروات كالغاز ،أو النفط لسد رأب عجز الخزينة ،ولا توجد مشاريع استثمارية اقتصادية تدعم اقتصاد الوطن ،والوضع في الخليج يمُرُّ في أصعب ظروفه ،وأصبحت أغلب دول الخليج التي كانت تقدم للأردن المساعدات عبر عقود مضت هي ذاتها تعاني من عجزٍ في اقتصادها نتيجة هبوط أسعار النفط ،وتضاعف نفقاتها في الحروب ومكافحة الإرهاب .

الرسالة التي وجهها سماحته للشعب ،ولقادة الحراك ،وللأمة العربية وخاصة دول الخليج ،لن تأتي ثمارها ، فالقضايا السياسية ، والاقتصادية التي أصبحت مستفحلة لا تُحل عبر منابر رسول الله ،وإنما هذا يقودنا إلى أنّ الدبلوماسية فشلت في إقناع دول الخليج بمد يد العون للأردن ، والحكومة التي لم تبني استثمارات عبر عقودٍ مضت،فهي لن تستطيع اليوم أن تحل هذه المشكلة ،ولا نعلم ما هو الأمر الذي يحول دون استخراج ثروات الوطن بما أن كل دول الجوار في فلسطين ،وسوريا، والعراق ،ومصر ،والخليج، فيها كميات هائلة من النفط والغاز ، وما حذّر منه سماحته بعدم الخروج إلى الشوارع ،علينا أن لا ننسى أن حب الوطن هو كرامة ،وعندما لجأت الحكومة إلى جيب المواطن كحلٍ لعجز الموازنة ،وأنهك الشعب من الضرائب والغلاء ،وارتفاع الأسعار ، فما هي الحلول من وجهة نظر سماحته غير دعم الخليج .

الرسالة السياسية التي نقلها سماحته إلى دول الخليج ،بعد الرسالة الاقتصادية ، هي كمن يلوّح بالعصا والجزرة ،قائلا :حذار ،ثم حذار،ثم حذارِ ،أن يضعف الأردن ،أو أن يحاط بالأردن، (والأمور أخطر من أن توصف) ،متسائلا .أين ثرواتكم ،أين أموالكم ،أين أياديكم البيضاء ،علماً أن فضيلته في بداية خطبته ،أشاد بما قدّمته دول الخليج من مليارات عبر عقودٍ مضت ، وبدورنا نسأل أين تلك المليارات ؟،ولماذا لم يُنتفعُ بها ،ولم تُستَثمر، ولماذا يَعتبرُ سماحته أن الخروج إلى الشوارع فتنة ،علماً هناك فارقاً بين الفتنة أي الذين يفرّقون ولا يجمعون ،لشرخ المجتمع الواحد ،وبين من يطالبون بمحاربة الفاسدين ،ووقف هدر المال العام ، والتخفيف من حدة رفع الأسعار والغلاء الفاحش رغم تدني الرواتب .
دول الخليج تعلم ما يجري في سوريا سماحة الشيخ ،وهي شريك في التحالف العربي الأمريكي ،وتشارك في العمليات العسكرية في سوريا، والعراق، واليمن ، وهي من موّلت وتمول الثوار لتحرير سوريا من نظام بشار الأسد ،وهي من أسقط النظام العراقي ،والليبي،واليمني،والمصري ،وساعياً لإسقاط النظام السوري هي تعلم وتعلم ، ألا يعلم سماحتك سياسياً أنها لا تقدّم المنح والهبات إلا بتعليمات،ولا توقف تقديم المساعدات إلا بتعليمات ،لتحقيق أهدافٍ سياسية .

يقول سماحته ألله أعلم ماذا يُراد بنا وبهم ، أمّا ماذا يُراد بنا فهم يعلمون ،وماذا يُراد بهم فهموها متأخرين بعد توريطهم في حرب اليمن ،وبعد أن استفاقوا على انهيار أسعار النفط، وانهيار اقتصادهم وأسواقهم المالية ،فنحنُ وإياهم سواء أفرطنا في النفقات ،وأكل الفساد الأصول،والفروع ، ولم نستثمر بمشاريع إنتاجية تحول بيننا وبين الاعتماد على المنح والهبات والقروض .
ختم سماحته بنداء استغاثة لدول الخليج بان ينتصروا للأردن ببعض مما أعطاهم الله ،ليكتب التاريخ وتحفظ الأجيال ،ويذكُر الناس أننا مددنا أيدينا لهم ،وأننا نعاني، ونقاسي، ونكابد،فماذا هم قائلون،وبماذا هم مجيبون،وليس لنا بعد الله ولجأنا إليه بدعاء كرب،إلا أن يقف إخواننا معنا ، أقول لكم جميعا وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله .

في ختام خطبته كأن سماحته يريد أن يحمّل المسئولية لدول الخليج عن الوضع الاقتصادي المتردي ،علما كان الأولى أن يتبع ذلك نداءً لأصحاب الملايين والمليارات من الأردنيين لدعم خزينة الوطن وهم الأولى في تحمل المسئولية ،ونداءً للحكومة باسترجاع كافة المؤسسات التي تم خصخصتها وبيعت بثمن زهيد ، ،وكان الأولى أن يطالب سماحته كبار المسئولين بدعم خزينة الدولة بثلث رواتبهم لمدة عام ويقول أبدأ بنفسي ، وأن ينصح الحكومة بتحصيل الضرائب على كبار المسئولين ،لأن الخليج لو قدّم لنا مساعدات طارئة فستبقى آنية لن تحل المشكلة لا في العجز في المديونية،ولا في التنمية المستدامة ، فهذه دولة تحتاج إلى كافة المقومات وإلى إيرادات دائمة تغطي نفقاتها ورواتب موظفيها ،وتدعم مؤسستها العسكرية والأمنية ،ويجب أن تبقى على أهبة الاستعداد لكل الظروف الطبيعية الطارئة التي من الممكن أن تتعرض لها أي دولة في العالم .

وفي الختام نعم بلغ السيل الرُّبا ،واكفهرت الخطوب أمام الأردنيين،وضاقت الأخطار من حولهم ،ولكن نداء الاستغاثة لن يفي بالمطلب ولن يحل مشكلة فالنداء جاء متأخراً ، ويبقى الحل الوحيد داخلياً إن كان هناك انتماءً حقيقياً للوطن ورحم الله ابن عبد العزيز الذي خلع الحرير ولبس الخيش ،وقال لزوجته هاتي كل ما تملكين وأعيديه لخزينة الدولة حتى قال انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يُقال جاع الطير في بلاد أمير المؤمنين .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع