أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الدفاع المدني يتعامل 1270 حالة إسعافية مختلفة خلال 24 ساعة يديعوت أحرونوت: واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو حزب الله يستهدف ثكنة زبدين الإسرائيلية إصابة 61 جنديا إسرائيليا بمعارك غزة منذ الأحد الماضي وزير الخارجية يجدد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للأقصى أسعار النفط تحقق مكاسب شهرية بأكثر من 7 بالمئة فيتو روسي ينهي مراقبة نووي كوريا الشمالية بلدية غزة تحذر من انتشار أمراض خطيرة بفعل القوارض والحشرات الضارة أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات مؤشر نيكي يسجل أكبر مكاسب من حيث النقاط في السنة المالية أوكرانيا تعلن إسقاط 84 من أصل 99 صاروخا ومسيّرة أطلقتها روسيا تلاسن حاد بين نتنياهو وغانتس باجتماع حكومة الحرب وزارة الصحة في غزة: 7 مجازر إسرائيلية تسفر عن 71 شهيدا فلسطينيا خلال 24 ساعة زلزال الإسكندرية .. هزة ارتدادية من اليونان تفزع سكان عروس البحر المتوسط. الأسهم العالمية تسجل أفضل أداء لربع سنوي أول في 5 أعوام. منح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر بالتيمور المنهار الجيش الأمريكي يدمر 4 طائرات مسيّرة يمنية. الاقتصاد الرقمي تحجب 24 تطبيق نقل ذكي غير مرخص في الأردن انفجارات عنيفة في مواقع البنية التحتية بأنحاء أوكرانيا
آكلي البطاطا

آكلي البطاطا

17-01-2017 12:35 PM

هي لوحه للفنان الهولندي المبدع فينست فان غوغ رسمها عام 1885م ويمكن إعتبارها من أهم أعماله على الإطلاق لأنها تؤرخ لمرحله قاسيه وشديدة البؤس بالنسبه للفلاحين في تلك الفتره في هولندا ونلاحظ ذلك من خلال التعابير التي تظهر على وجوههم ومن خلال ألوان اللوحه القاتمه ومثل هذه اللوحه لا تنجذب العين إليها بسهوله فهي تحوي الكآبه ووجوه دميمه وأعتبرها أنا كاتب هذا المقال أنها بمثابة بيان إحتجاجي من قبل فان غوغ على الظروف التي كانت ترافق حياة الفقراء والتي من الممكن أن تغني عن آلاف الخطب والبيانات الإستنكاريه وخاصه عندما نعلم أنها حوربت من قبل رجال الكنيسه والقائمين على إدارة شؤون الدوله في ذلك الوقت .

في اللوحه عائله قرويه من خمسة أشخاص الوالدين وثلاثة أبناء في مشهد حميمي جميل يجلسون على طاوله لتناول وجبة العشاء بعد يوم متعب من العمل في الحقول في كوخ خشبي يُضيئه فانوس يُلقي بضوء أملٍ خافت بتغير هذا الواقع وعلامات الرضا باديه على وجه الأب والأم , الإبنه الكبرى تنظر إلى شقيقها الأكبر بنظرات فيها الكثير من الشفقه والعطف وهي تلاحظ سخطه وتذمره من الطعام وتكراره كل يوم وهو غير مهتم بها ويوجه كل نظراته إلى والدته المستغرقه بصب الشاي وكأنه يلومها على هذا الطعام الذي تعده كل يوم من البطاطا نظراً لرخص ثمنها , الإبنه الصغرى تظهر أو أراد أن يظهرها فان كوخ وكأنها غير مهتمه بهذا العالم من خلال عدم إظهار تعابير وجهها أو إنفعالاتها .

كنت منذ أكثر من عشرين عاماً ولا زلت متذوقاً وباحثاً في المدارس الفنيه القديمه والحديثه وشاهدت الآلاف من اللوحات الجميله ولكن لا أعلم للآن لماذا إرتبطت هذه اللوحه بتفكيري وآراها ماثله أمامي في كل مشهد حياتي قاسي أصادفه وخاصه هذه الأيام .

في اللوحه الوجوه غير جميله وتعابيرها قاسيه وألوانها كئيبه ولكنها تأسرك وأن هناك ما يشدك إليها ليجعلك تعيش بداخلها وكأنك تجلس معهم على نفس الطاوله وتحاورهم وتأكل معهم فتشعر وكأنك تتذوق البطاطا وتشم رائحتها من خلال البخار المتصاعد منها ولو سألتني عن السبب ..؟ سأُجيبك على الفور لأنها نحن وهي من تُمثلنا وممن يشبهوننا من الكادحين والفقراء وممن يعيشون على هامش الأمل والحياه .

هذه اللوحه قد تم الإنتهاء من رسمها قبل مائه وإثنان وثلاثون عاماً وكانت البطاطا في ذلك الوقت هي الماده الأرخص وهي الماده الغذائيه الوحيده التي كان الفقراء يستطيعون تناولها فماذا لو أن فان غوغ يعيش بيننا الآن وطُلب منه أن يعيد رسم لوحة آكلي البطاطا الآن وخاصه أن البطاطا الأغلى ثمناً في هذا الوقت من بين الخضروات وتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منها الدينار والنصف وأن الفقراء الآن لا يستطيعون شرائها فكيف سيرسمها ...؟

ما أنا متأكد منه أن سيقوم في البدايه بإستبدال العائله من فقراء إلى أغنياء والكوخ إلى قصر مُضيء وسيكون الأشخاص محور اللوحه أكثر جمالاً وألوانها أكثر إشعاعاً وتفاؤلاً وسيظهرهم وهم يتلذذون بأكلها .

الكاتب : عضو جمعية الكٌتاب الإلكترونيين الأردنيين





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع