قال الفقراني علي الطراونة رضي الله عنه : #أصحي_يا_قرية ، ولهج بها ألسنة النائمين، ورددها الصغار والكبار، وأصبحت أيقونة البحث والتحري والانتظار بل ومسار الأحرار .
إن للصحيان مراحل تبدأ باستعادة الوعي بعد النوم متمثلاً بفتح العينين، ثم فركهما بأصابع اليدين، وانتهاء بالنهوض من الفراش والوقوف على القدمين وبداية التحرك باتجاه غسل الوجه وإكمال الطقوس استعدادًا ليوم جديد او مرحلة جديدة .
أبشرك يا علي بان أهل القرية الصغيرة وهم طليعة قريتنا الكبيرة قد جسدوا كل معاني الصحيان وان كان على عجل في يوم القلعة أو ملحمة القلعة أن شئت، فقد تنادى الفتية على عجل و دون سابق تخطيط للتوجه إلى قلعتهم بعد أن تناهى إلى مسامعهم أن ثمة عدو قد غزاها وقام باحتلالها في غفلة من زمن رديء معلومٌ أسباب ترديه ليس أقلها فعل فاعل من أبناء القرية ذاتها .
أجتهد القوم واجتمعوا حول قلعتهم دون تنسيق واظهروا شجاعة منقطعة النظير وان كانت شجاعتهم ليست مستغربة، فأبلوا بلاء حسنًا ، فاق التصور وجلب الأنظار، كانت بعده قلعتهم محجًا للجميع وملهمة للقريب والبعيد لنظم القصيد، ونثر العطر المخضب بالدم الزكي وما أغلاه من دم !
إنهم رجال الأردن التحموا برجال الكرك وامتزجت دماء الجميع من شتى الأصول والمنابت ولم يتفاضلوا بل تكاملوا واستماتوا في الدفاع عن الوطن جنبا لجنب مع رجال الأمن والدرك المغاوير الذين دفعوا القسط الأكبر من الدم الطاهر .
#اصحي_يا_قرية خرجت من الكرك ولا غرابة فالكرك يا علي هي أرض المعترك والحصانة والرصانة، وخشم العقاب الذي يعلو السحاب، والطود الذي تحطمت على أقدامه الطغاة والبغاة عبر التاريخ .
المطلوب يا علي بعد أن لامست كلماتك مسامع وقلوب وعقول الجميع باستثناء الجبناء وإخوانهم الفاسدين فكلاهما في العطاء سواء ، هو إدامة الزخم وعدم الركون لما تحقق ، فالقادم يستوجب عدم العودة للنوم ، فالعدو لن يكل أو يمل ، وعليه وبالضرورة علينا الاستعداد لجولات وصولات ربما ستختلف عما سبق سيما والعدو له أشكال وأصناف ، والظلم يا علي اشتد وامتد وهو باقٍ على ما يبدو ، فالحذر الحذر من الركون لما تحقق لأن القادم لا يبشر بخير .
الرحمة والخلود لأرواح الشهداء
دمت ودام الأحرار بخير
ودام الوطن لأهله