أسمحوا لي أن أفصح لكم عن ألمٍ دفين يسكن صدري، هو بالقطع يشبه آلامكم غير أني أخفيه تارةً بين السطور، وتارةً يطفو على السطح رغمًا عني وعنكم ..
بغُثاء الحروف، وكلمات أقرب إلى الهُراء أنقل لكم الأحداث كما يشاء القلم .. ثم بعد ذلك أكتفي بالدعاء إلى رب السماء أن يحفظكم ويرعاكم ..
مدينتنا أو قريتنا إن شئتم (الوطن) مكتظة بالبؤساء والجياع وكثير من الرِعاع، وأكثر من ذلك أولئك المتعبون و المثقلون بأوزار غيرهم فوق أوزارهم ..
أغنياء قريتنا يتكئون على فقرائها، وهولاء وأولئك يتوسلون ويتسولون الاغتراب .. يتفاعلون مع كل حدثٍ بعقولٍ مأزومة، وقلوبٍ معطوبة ..
فيما الصالحون والمصلحون، والشرفاء والصادقين على قلتهم وندرتهم .. كأطفالٍ يلهون بين الكبار، وينتظرون من يأخذهم بعيدًا عن أولئك الأشرار الذين يتربصون بهم ..
ما أسوأ أن يمرّ المرء بحالة بؤسٍ مُستدام، سوى الاستمرار في انتظار حالة تفاؤل تُذيب وتمحو ذاك البؤس والشقاء .. و تنقله إلى ركنٍ هادئ فسيح فيستريح من كل قبيح ..
عذرًا فالكثير من المعاني تسقط سهوًا حين تُقرأ أو تُفهم بغير سياقها إذا ما أسقطت على واقعنا الأليم .. المشبع بالسُخط والزهد ..
سادتي الأفاضل ..
غاية الأمر وبعد أن تزاحمت أمامنا الكوارث والمصائب وتناسلت، هو ألا نُهزم أمام كرامتنا، في ظل طوفان الفاسدين والمنافقين، ورياح السَموم القادمة عبر الأيام و السنين ..
قلمي وأنا ُنقرِؤكم السلام