زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - واصل مجلس النواب الأردني، أمس الثلاثاء، مناقشة البيان الوزاري لحكومة هاني الملقي، وفي حين منح وزير الأوقاف السابق، محمد نوح القضاة، صك براءة من الفساد لجميع الوزراء في الحكومات المتعاقبة، تحدث إسلاميون بمواقف محافظة اجتماعياً، فيما منع رئيس المجلس عاطف الطراونة، المصورين من مواصلة حضور الجلسة بعد رصدهم لقطات ازعجت النواب، وفي بعض الأحيان الحكومة.
ورغم أن القضاة، خلال مداخلته الأولى، تحت قبة البرلمان منح صك براءة من الفساد لجميع الوزراء في الحكومات المتعاقبة، لكنه وفي خطبته التي أثارت جدلاً واسعاً انتقد الجميع وأرضاهم في الوقت نفسه. القضاة، وهو عضو البرلمان الذي حصد أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة ارتجل خطاباً نارياً، لكنه ابتعد عن مناقشة البيان الوزاري لحكومة، مستهدفاً فساد الموظفين الذين يعملون تحت إدارة الوزراء وليس الوزراء أنفسهم.
وأعاد القضاة، إلى الأذهان، عقب سلوكه هذا، تجربته الذاتية في وزارتي الاوقاف والشباب، حيث وجهت له بعض الاتهامات قبل سنوات، ودافع عن نفسه بمقابلات صحافية تحدث فيها عن مدراء ماليين وإداريين يرتكبون مخالفات ويسرقون في بعض الأحيان.
لم يعجب وزير الأوقاف السابق كثيرين عندما أقسم على نزاهة الوزراء، كما لم يعجب آخرين عندما تحدث عن وجود مال كثير بيد الأردنيين معتبراً أن البلاد لا تشتكي الفقر وقلة المال، لكنها تشتكي أمانة الرجال. وفي رسالة ملغزة سياسياً، بين أن هناك من يسوس الأردنيين ويميل إلى إظهارهم بمظهر التسول.
عملياً، تمكن القضاة، وهو خطيب وواعظ، من إظهار مهاراته الشخصية قبل أن يتحدث منافساً «الإخوان المسلمين» عن ضرورة الانتباه لدور المسجد. كذلك، طالب النائب الإسلامي، موسى هنطش، بمنع وحظر المواقع الإباحية. وتحدث إسلاميون متعددون بمواقف محافظة اجتماعياً، الأمر الذي يحسب بكل حال في صالح الثقة بالحكومة.
بعيداً عن خطاب القضاة، والمداخلة الدستورية القانونية التي تقدم بها صالح العرموطي، لا توجد مفاجآت حقيقية تذكر في الوقت الذي يبدو فيه رئيس الوزراء مرتاحاً، باعتباره غير مضطر للدخول بصفقات سياسية تجبره على تقديم تنازلات عميقة.
النواب الجدد، أظهروا ميلاً ملموساً للتعبير عن انحيازهم للأداء المحافظ واتجاهاً معاكساً لحريات الإعلام والصحافة عندما اضطرت كثرة شكاواهم رئيس المجلس عاطف الطراونة إلى اتخاذ قرار بمنع التصوير لصالح الصحافة تحت القبة. حصل ذلك، بعدما تمكنت عدسات المصورين من التقاط مراسلات بعضها طريف والبعض الآخر غريب بين الحكومة والنواب أو حتى بين الوزراء ورئيسهم الملقي.
إحدى هذه الأوراق، التي رصدتها الكاميرا، كانت بين يدي رئيس الوزراء، وقد وصلته من أحد أفراد طاقمه الذي كان يبلغه أن أحد النواب عن شمال المملكة «أصبح في الجيبة» بمعنى تم ترتيب تصويته لصالح الثقة بالحكومة. وكانت ورقة أخرى رصدت تطالب وزير الداخلية بابتسامة، كما نشرت صورة ورقة ثالثة تذكر أحد الوزراء بوعود التزم بها لأحد النواب.
هذه اللقطات أزعجت النواب، وفي بعض الأحيان الحكومة، وإزاء ضغط الطرفين على رئاسة المجلس تم حظر دخول المصورين في قرار هو الأول من نوعه يظهر بصرف النظر عن خلفياته البعد المحافظ جداً والنظرة المرتابة بالصحافة عند النواب الجدد.
القدس العربي