زاد الاردن الاخباري -
أربعة لاعبين يجلسون بصمت، يرمون أوراق الشدة، داخل لوح خشبي، يحركون كرات صغيرة "قلول" داخل الحفر على اللوح، يمسك أحدهم ورقة، يهتف عاليا، إنها الورقة المنشودة، يحرك "القل" الخاص بخصمه، ويضحك.
داخل أحد المقاهي، يلعبون "جاكارو"، وهي لعبة عالمية، تم تطويرها لتناسب المجتمع الأردني، وسميت "جاكارو" من مبدأ "الجكر" المتداول شعبيا بين الناس.
يقول صاحب أحد المقاهي الذي أدخل هذه اللعبة إلى الأردن، وليد حنون، إنه تعرف على اللعبة عام 2013، عبر أحد أصدقائه المقيمين في كندا، تعلمها، مع مجموعة وطوروا على قوانينها، وأسموها "جاكارو" لما تحمله من مضايقات للخصم "جكر" وذكاء وتخطيط استراتيجي.
ويضيف حنون، أن مبدأ اللعبة يقوم على فريقين، يحاول كل فريق نقل "القلول" الخاصة به عبر حفر اللوح إلى المنطقة الآمنة التي لا يستطيع أحد بعد ذلك تحريكها، في حين أن كل ورقة من أوراق الشدة، تحرك "القل" بطريقة مختلفة عن الأخرى.
ويشير إلى أن الطلب على اللعبة أصبح عاليا جدا، إذ يكون الطلب على الألواح أعلى من عدد الألواح الموجودة في المحل، مؤكدا أن لاعبيها من جميع الأعمار، إذ حتى كبار السن استبدلوا لعب الشدة العادية بلعبة الـ"جاكارو"، لما فيها من تسلية وتفكير.
آلاء، إحدى الفتيات التي بدأت "إدمانها على اللعبة"، تقول إنها تعرفت عليها بطريق الصدفة، عندما كانت تجلس مع أصدقائها في أحد مقاهي عمان، حيث رأت الناس يلعبونها، سألت عنها وعن قوانينها، وما أن بدأت اللعب بها حتى أدمنتها وأصبحت لعبتها اليومية لتمضية وقت فراغها.
وتشير إلى أنها اشترت اللعبة، وعلمت أصدقاءها وأهلها طريقة اللعب بها، حتى تتمكن من ممارستها يوميا، خصوصا أنها تحمل الكثير من الذكاء والمتعة، ومضايقة للخاسرين.
وتقول غدير أمين، إنها تعلمت اللعبة حتى تتمكن من مضايقة صديقتها المقربة، التي تنفعل بسرعة، إذ تحمل جاكارو الكثير من الانفعال في حالة الخسارة، وهي تتسلى على ردة فعل صديقتها مما يحدث لها أثناء اللعب.
وتضيف إن جاكارو أصبحت إحدى العادات اليومية التي تمارسها قبل النوم، من خلال اللعب مع صديقاتها في البيت، لتحصل على قليل من المتعة بعد يوم عمل مرهق.
ويذكر أحمد سلام، أنه كان يرفض تغيير عادته اليومية بلعب الشدة والأرجيلة مع أصدقائه في أحد المقاهي القريبة من بيته، إلا أنه غيرها أخيرا بعدما تعلم لعب الجاكارو قبل نحو ستة أشهر.
ويقول إنه كان مبدعا في لعب الشدة وعدها والفوز بها، إلا أن جاكارو تحمل تحديا آخر، من خلال الاعتماد على الشريك تماما، أو الجلوس تحت رحمة الخصم ومزاجيته، في استعمال الأوراق التي بيديه ضد مصلحته، لذا فإنها مسلية أكثر من الشدة بالنسبة إليه.
وبحسب المعلومات المتداولة عبر شبكة الانترنت، فإن لهذه اللعبة مئات الإصدارات التي تأتي بأسماءٍ مختلقة مختلفة، ويعودُ أصلها إلى شبه القارة الهندية، فاسمها التقليديّ هُناك هو "باشيسي" (Pachisi)، وتُوجد رسوماتٌ ولوحاتٌ فنيّة تظهور مُلوكاً هنوداً وهُم يلعبونها مُنذ القرن الرابع الميلادي، أي قبل البعثة النبوية بثلاثة قُرون، كما ويُحتَمل أنها كانت تُلعب مُنذ ألف سنة قبل الميلاد.
وهذه اللعبة معروفةً بأشكالٍ بدائيّة منها في العديد من البلاد العربية، فهي قريبة من لعبة في سُوريا تُلعَب بمجموعةٍ من الأصداف الخاصة التي تحلّ مكان النّرد، وتُسمّى "برجيس".
وبشرح مبسط عن اللعبة، فإن لدى كلِّ لاعبٍ أربعة أحجار (Pawns)، الهدفُ الأساسي من اللعبة هو السَّيرُ بجميع أحجارك حول الرّقعة وإدخالها إلى منزلهم في نهايتها.
ولتحريك هذه الأحجار، تستعمل مجموعة عادية من بطاقات اللعب مُؤلَّفة من 52 بطاقة، إلا أنَّ لكلِّ واحدةٍ منها وظيفة خاصَّة، ويمكنك التلاعب بخصومك بأوراق اللعب بطرقٍ عدة، كما ويمكنك قتلهم لو خطوتَ بأحد أحجارك فوق حجرٍ لهم، وعندها سيضطرون لإعادة الدورة من بدايتها.
عدد اللاعبين هو أربعة، يلعب كلُّ اثنين منهُم في فريق معاً، عند بداية اللعب، يتمُّ توزيع أربع بطاقات على كلِّ واحدٍ من اللاعبين، حيث يستخدم كل لاعب بطاقة واحدة في دوره، وبعد انتهاء البطاقات يتم توزيع أربعة على الشخص مرة ثانية، ثُمّ خمسة للشّخص في الدورة الأخيرة، وبعد ذلك تنتهي الجولة لأنَّ مجموعة بطاقات اللعب تكونُ قد انتهت، فيُعَاد خلط الأوراق وتوزيعُها مرّة جديدة.
الغد