زاد الاردن الاخباري -
أظهرت عملية مقتل الاخواني المنشق عن القيادة التاريخية للاخوان المسلمين في مصر محمد كمال والذي يعتبر من رمز وعراب تيار الشاب الاخواني الداعي لانتهاج مسار التحريض على الانتقام والقصاص من النظام المصري واستخدام وسائل العنف لاسترداد حكم الاخوان ، وان حجم الخلاف الكبير بين تيار القيادة التاريخية التي يمثلها القائم بأعمال المرشد العام للجماعة محمود عزت وبين تيار الشباب الثوري الذي كان يقوده كمال قبل عملية قتله ، وبدى ذلك واضحا من خلال اقامة بيتين للعزاء الاول في تركيا بترتيب من عزت وامين عام الجماعة محمود حسين والاخر في إحدى المناطق المجاورة لمدينة اسطنبول عملت على اقامته الجماعة المناهضة لعزت التي رفضت وقاطعت جميع الفعاليات التي تنظمها جماعة عزت ، وكل ذلك أكد ان الخلاف كبير ولا زال مستمراً ولن ينتهي الا بإسقاط عزت وجماعته .
لم تكتفي قيادة عزت الموجودة في تركيا عند هذا الحد بل اصدرت الاوامر لكوادرها في السودان بفتح بين عزاء بإحد مقرات الجماعة ، الامر الذي رفضه التيار الاخر للشباب واصر على تنظيم الفعالية منفردا في منطقة الساحة الخضراء بالسودان ، وقام على اثر ذلك تيار عزن بردة فعل قاسية تمثلت بطردهم من منازلهم المقيمين فيها بالخرطوم لان القيادة التاريخية هي من تدفع ايجار هذه المنازل .
قضية الخلافات ليست أمر جديداً فقد مضى عليها اربعة أعوام ، رغم جميع المحاولات والمبادرات التي اطلقتها رموز اخوانية ومصرية لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر من أجل ايجاد حلول ترضي الطرفين ولكنها بائت بالفشل ، الا أن تيار الشباب لا زال متمسكاً بفكره ونهجه باسترداد حكم الاخوان حتى ولو بالقوة والجديد اليوم هو في التصريحات والاتهامات التي اطلقتها القيادة الشابة بأنها تمتلك ادلة وبراهين تثبيت ان قيادة عزت هي من قامت بتمرير المعلومات للاجهزة الأمنية المصرية حول تحركات كمال من أجل تصفيته وانهاء ما يسمى بالقيادة الشابة .
كما واشارت القيادة الشابة الى وجود خطة تحاك في الظلام ما بين القيادة التاريخية والنظام المصري تهدف لتصفية الرموز المتطرفة والمؤثرة من تيار الشباب تمهيداً لاعادة السيطرة عليه وعقد مصالحه وتسوية بين الطرفين يتم من خلالها اطلاق سراح المعتقلين من الاخوان في السجون وادماجهم بالحياة السياسية بشكل تدريجي مقابل التخلي عن نظام مرسي .
باب من الواضح والمؤكد ان التماسك الذي كانت تتباهى به جماعة الاخوان مغطى بقشة طارت عند اول هبة ريح وكشفت الخلافات والمتغيرات السياسية بالتحول الكبير والمريب على فكر تيار الشباب الذي ظهرت عليه كل ملامح ومؤشرات التطرف والارهاب .