أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال: منح العضوية الكاملة لفلسطين مكافأة على هجوم حماس في 7 أكتوبر سطو مسلح على بنك فلسطين في رام الله. أميركا ستصوت برفض عضوية فلسطين بالأمم المتحدة اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال بطولكرم. الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي الأردن يشيد بقرار إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية قريباً. الأردن: لن نسمح لإسرائيل أو إيران بجعل المملكة ساحة للصراع. صندوق النقد: اضطرابات البحر الأحمر "خفضت" صادرات وواردات الأردن عبر العقبة إلى النصف. طقس العرب: موجة غبار تؤثر على العقبة الآن. نتنياهو: يجب انهاء الانقسام لأننا نواجه خطرا وجوديا الاحتلال يوسع عملياته على ممر يفصل شمال قطاع غزة سقوط طائرة مسيرة للاحتلال وسط قطاع غزة. الاحتلال يعتقل أكاديمية فلسطينية بسبب موقفها من الحرب على غزة. تحذير من التربية لطلبة الصف الحادي عشر. بنك القاهر عمان يفتتح فرع جديد لعلامتة التجارية Signature في شارع مكة السلطة الفلسطينية: من حقنا الحصول على عضوية كاملة بقرار دولي الكرك .. اغلاق محلين للقصابة بالشمع الاحمر لتلاعبهما بالاختام والذبح خارج المسلخ البلدي صندوق النقد: اقتصاد الأردن "متين" وسياسات الحكومة أسهمت في حمايته وزير الخارجية يلقي كلمة الأردن في أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن
انتهى دور الاخوان الوظيفي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة انتهى دور الاخوان الوظيفي

انتهى دور الاخوان الوظيفي

23-10-2016 11:32 PM

أعجب من الذين يبررون للإخوان تقصيرهم في أداء الرسالة التي أناطوا بها أنفسهم وتقصيرهم في حملها وأداء حقها،علماً أن أغلبهم لا يعلمون عن الاخوان الا الشعارات التي يرفعوها ،ولم يكن يوما قريبا من الجماعة أو الحزب للإطاع على أوضاعهم الداخلية ومشاكلهم وخلافاتهم ،أو لا يعمل تقييماً لنجاحاتهم او فشلهم وقياس الإنجازات التي حققوها على مستوى الوطن والشعب .
كذلك يعتبر الاخوان الواجهة الدينية عند عوام المسلمين على اعتبار أنهم السّلف الصالح الذي يحمل همّ الشعوب والدين ،المكملين لنهج الرسالة ،والمتممين لخطى الخلفاء الراشدين، القوة الوحيدة في الأرض التي تطالب بالاصلاح ،علما انهم هم من يحتاجون إلى الاصلاح والتوجيه ومن يقودهم وينير طريقهم وفكرهم إلى الهدى لتوحيد رايتهم وكلمتهم الداخلية ،أو تعليمهم كيف تبنى المجتمعات وكيف تنجح الحركات ،وكيف يتم النهوض بالشعوب والأمم على خطى أردوغان ومن قبله نجم الدين اربكان .
ويرى كثيرا من عوام الشعب والمثقفين أن الاخوان مجاهدين ومناضلين أفنوا أعمارهم واموالهم في الّذود عن هذه الأمة ،ونسمع من البعض قصص بطولات عن جهادهم واضطهادهم من الحكومات والدول ،فالبعض يقول الم ترى أن الدولة تحاربهم ،وتطارهم ،وتسجنهم ،وتضييق الحصار عليهم ، وهذا يعتبر عندهم سببا ً ومبرراً لفشل الإخوان في ايصال رسالتهم لبناء دولة الخلافة ،او إصلاح الأنظمة والشعوب، وكأن رسالة الدين نعيم ونزهة زرفاهية لا شقاء ومحن وابتلاء وصراع ومقاومة وتحدي ،وهذا ليس من سياسة الاخوان ولا فكرهم ولا نهجهم،حتى ما حصل في مصر وما فعله السيسي هي الحالقة للإخوان لأنه لا رجعة لهم ثانية كما كانوا بالسابق في عهد جمال ومبارك والسادات استخدموا لهايات للشعب .
أكاد أرى ان اغلب الناس أعطى الإخوان صفة القدسية والتحريم ،حتى مجرد النقاش أو ذكرهم بغير ما تهوى النفس يعتبر من المحرمات ، علماً أن منهج الاخوان منهج دنيوي لا يختلف عن أي دستور دنيوي وضعه إنسان كما يوضع أي دستورٍ مدني ،يناقش ،ويُحاسب حملة هذا المنهج على كل كبيرة وضغيرة مادام اوكلوا لأنفسهم حمل رسالة الأمة إنابة عنها ،ومن حق كل مسلم محاسبتهم وانتقادهم على أي تقصير بطريقة علمية دون تجريح .
في مقالات سابقة من سنتين قلت انتهى عصر الاخوان والسلفية ،لكن السلفية مرتبطة بنظام ال سعود حيث نشأ التوأم معا ويزولا معا ،أما الاخوان انتهى دورهم الوظيفي وبدأ تفكيك الجماعة من الداخل والخارج وسوف اوضح ذلك لاحقا .
الفرصة التي تمنح لأي خطة عمل استراتيجية لتقييم الأداء ،او مقياس الربح والخسارة، لا تتعدى الخمس سنوات ،سواء لأي مشروع تجاري ،او مؤسسة ربحية ،أو حزب سياسي ، أو جماعة دينية ، ولا بد من عمل تقييم مستمر يحدد نسبة النجاح والفشل ، لتغيير الاستراتيجيات وتطويرها ،لكن الاخوان من العام 1928 حتى العام 2016 متقوقعين على انفسهم ،محتكرين للسلطة داخل الجماعة أكثر من الزعامات العربية ،والشيء الوحيد الذي حققوه أنه لا توجد جهة اسلامية تحتوي الناس غيرهم ليلتفوا حولها ،واعتقدوا ان التفاف الجماهير حولهم وفوزهم في الانتخابات النيابية أو البلدية ،او حتى رئاسة الجمهورية هو نجاح لهم وقبول بشرعيتهم على أنهم الجهة الوحيدة الممثلة لعوام الشعب كقوى معارضة للدولة ،في حين ان الشعب بواد والاخوان بواد ،والدولة بواد والشعوب بواد ،والاخوان بواد والدولة بوادٍ آخر ،بين غافلٍ ومستغفِل ،ومُستَغفَل .
يكفيني ثقةً بنفسي ان رؤيتي بالاخوان كانت صحيحة لأنها كانت من سنوات قبل الانشقاقات التي حصلت في الأردن ،وقبل ان ينقلب السيسي وبقايا نظام مبارك على الاخوان والزج بهم في السجون وسلب السلطة منهم لأنهم لم يعملوا لله بقدر ما عملوا لأنفسهم وكانت رؤيتي ان دور الاخوان انتهى ،فإن خدعوا الناس لن يخدعوا الله ،ورؤيتي ان سلب السلطة منهم بعد وصولهم لها هو إذلال وعقاب من الله على تقصيرهم بحق الله وغن خفِيَ على عوام الناس وانخدعوا بهم .
الاصل في الإخوان خلال رحلة 80 سنة في العمل السياسي سواء في الأردن او سوريا ومصر أنهم لم يقتربوا من السياسة اطلاقا ،وتفرّغوا للعمل في الدّعوة وبناء المجتمع ،ونشر الفكر بين الشباب ،والوعي ،والثقافة ، لأنه لا يمكن ان تجمع بين الدعوة والنهوض بالمجتمع ومزاحمة السياسيين، وبناء فكر الانسان، ونشر الدين لأن السلطة ستعتبرك عدوّاً ومنافساً لها ،لذلك لا بد من بناء قاعدة صلبة من المؤيدين أصحاب الفكر الرشيد والشديد قبل الانتقال للسُّلطة ،ولا بد ان نمييز بين ان الاسلام نهج سياسي اجتماعي وهذا يتحقق بالتمكن من السلطة، وبين محاولة الوصول للسلطة من خلال الدين أو باسم الدين وعلى حساب الدين .
والأصل باي جماعة تريد التغيير أن تتبنى برامج كما ذكرت بالمقدمة لها معايير قياس وتقويم ،لذلك لم يكن للإخوان برامج حقيقية لبناء مجتمع على قيم الاسلام من خلال فهم الاسلام فهما حقيقياً ،والتمييز بين الخبيث والطيّب ،والنافع والضار ، مجتمع واعي مثقف مسيّس بحيث يقيّم أداء دولته وحكومته ، يمثل قوة ضاغطة على الدولة مستقبلا عندما تمس الدولة بحقوق المواطن والوطن ،والجماعة في هذه الحالة هي قيادة فكر ورأي تعمل على توجيه الرأي العام لتحقيق منافع الأمة .
وكي ينجح هذا المشروع كان على جماعة الاخوان او أي جماعة أخرى تقوم بعملها أن تؤسس لهذا العمل من خلال
ــ تبني أطفال المجتمع وزرع فيهم الفكر الاسلامي القويم ، وهذا ياتي من خلال بناء مدارس خاصة وبرسوم رمزية تنتشر في كل محافظات الدولة بمعدل مدرسة في كل محافظة من الأساسي حتى الثانوي ثم يتم زيادتها .
ــ فتح جامعة لو واحدة بالدولة وتعطى الأولوية لخريجي تلك المدارس .
ــ فتح مراكز صحية بسيطة في كل محافظة وبرسوم رمزية حتى لو بدون صرف علاج وشرائه من الخارج .
ــ فتح مراكز تدريب مهنية كورش عمل للشباب والفتيات .
قد يرى البعض أن هذا مستحيلا ولكنه ليس بالمستحيل ومن يرى المستحيل عليه ان لا يجرب ولا يحمل عبء رسالة الدين،وقد يقول قائل هل الدولة تسمح لك بذلك، لذلك قلت دع مزاحمة السياسة وتفرغ لبناء الفكر والوعي بين الناس أو اترك الأمر كله ، هذا جزء من الاسلوب الذي استخدمه فتح الله كولن ونجح به واستطاع ان يزرع فكره وان كان على باطل في عقول وقلوب الملايين ، واستطاع ان يتغلغل انصاره بكل مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية ،ولولا رحمة الله سقطت تركيا بيد هذا الطاغية ،وضاعت جهود سنين بلحظات .
لكن كان هم الاخوان المزاحمة على السلطة ،فكانت مزاحمتهم داخلية وخارجية ،خلافات في أي انتخابات تجري داخل الجماعة ،أو الحزب ، لذلك هم بينهم معارضة داخلية قبل ان يكونوا معارضين للدولة ،ولم تكن كلمتهم سواء ، والمزاحمة الخارجية هي الخلافات على الترشح للإنتخابات فعندما تعارض الجماعة الترشح تجد ان هناك من يرفض رأيهم وينشق عنهم ويبيعهم بثمن بخس .
كذلك الاخوان مخترقون من الدولة ،وهي اقرب اليهم من أنفاسهم ،بل تتلاعب بهم كيفما تشاء ، ووجود الإخوان مطلب حكومي ،بل مطلب دولي ، والشعرة بينهم وبين الدولة باقية ليس حباً بهم ،بل الدولة ترى في الإخوان كما الدُّول العظمى أن الاخوان متنفساً للشعوب على اعتبار انهم الجهة الدينية التي تمثلهم ويضعون أملهم بها على انها المنقذ لهم من الحكومات الدكتاتورية وخاصة في مصر وسوريا ، وبريطانيا وامريكا وحكام العرب يعلمون ان الاخوان مفرغون لا تأثير لهم ولا وزن سياسي لهم ،ومهما فعلوا لن يؤثروا على الأنظمة وإياك ان تقول انهم اسقطوا مبارك ،اسقطه الشعب واسرائيل اسال اليهودي الفرنسي (برنارد هنري ليفي ) عن دورة في اسقاط مبارك بميدان التحرير .
اذا كان الاخوان ليسوا على قلبٍ واحد ،ولا على كلمة سواء ، فهل تعتقد انهم يعملون لله خالصاً، او قادرين على تغيير المجتمع والنهوض به .. لنأخذ اخوان الاردن كمقياس .
ــ العديد منهم خرج من الاخوان من اجل ان يترشح بدون ذكر اسماء وترك الدين للدنيا .
ــ انشقاق الصف الأول في الاخوان (جماعة زمزم )
ــ انشقاق جماعة الذنيبات علما انه أمين عام للجماعة مرتين او ثلاث واعتبرها جماعة باطلة .
ــ آخر من كنت اتصور ان يخرج عن الجماعة لأن الحزب يعتبر الجناح السياسي للجماعة سالم الفلاحات والذي اعلن عن نيته عمل حزب جديد وبالتاكيد آجلا او عاجلا سيقدم استقالته من الجماعة او يتم فصلة .
أياً كانت أسباب هذه الانشقاقات هي قناعات شخصية ولا اعتقد ،او بتوجيه من جهات تعاملوا معها وتلقوا الأوامر منها هي دلالة على ان الجماعة فاشلة ذاتيا فهي لم تستطع ان تحفظ وحدة صفها واخذت تتفتت وتنهار فهل هؤلاء قادرين على حمل رسالة سماوية او بناء مجتمع والنهوض به .
كما انتهى دور حكام جبابرة طغوا في الأرض قلت وأقول انتهى دور الاخوان الوظيفي نحن أمام شرق اوسط جديد ،شرق اوسط علماني بنكهة حكم جديدة ،وطيف اسلامي جديد ،يمكن ان يكون وسطي أو اشعري أو صوفي هزاز ورقص بالمساجد مختلط ،وسيتبعهم السلفيين وسيتم شيطنتهم مع زلزلة حكم ال سعود حتى لا يجدوا من يفتي لهم بسفك الدم المسلم الطاهر ولا دم الروسي الكافر ،سلامة اخواننا الشيعة يمكن هم اهل الحل والعقد مستقبلا ،وبكل الظروف كما نشأ تيار الاخوان والسلفيين لا نعلم ما هو الاسم الجديد الذي تريده أمريكا ليصبح قبلة المسلمين واملهم لثمانين سنة قادمة .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع