أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحنيطي يستقبل مندوب المملكة المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية يديعوت أحرونوت: نتنياهو سيرسل وفدا لواشنطن للتباحث بشأن رفح إزالة اعتداءات جديدة على قناة الملك عبد الله الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل نحو 8 مليارات دقيقة مدة مكالمات الأردنيين في 3 أشهر إصابة جنود إسرائيليين غرب خان يونس عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس ديوان المحاسبة يشارك بمنتدى النزاهة ومكافحة الفساد في باريس غرف الصناعة تطالب باشتراط إسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات الملكية الأردنية ترعى يوم في موائد الرحمن مع تكية أم علي أبوالسعود: أستراليا مستمرة في التعاون مع الأردن بالمياه والصرف الصحي هيئة تنظيم الاتصالات تنشر تقريرها الإحصائي حول مؤشرات قطاع الاتصالات للربع الرابع من العام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين 90 ألف زائر للجناح الأردني بإكسبو الدوحة الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الاحتلال يعلن قتل 200 فلسطيني بمجمع الشفاء سموتريتش: نحتاج قيادة جديدة للجيش الإسرائيلي أهالي جنود الاحتلال الأسرى: تعرضنا للتخويف من الأجهزة الأمنية 5 إنزالات أردنية على قطاع غزة بمشاركة مصر والإمارات ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة الليبراليون والحرس القديم في "مطبخ...

الليبراليون والحرس القديم في "مطبخ واحد" لاحتواء الشغب ...!!

الليبراليون والحرس القديم في "مطبخ واحد" لاحتواء الشغب .. !!

21-10-2016 12:49 PM

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - نقطة الجذب والإنتاج المركزية للجدل السياسي بعد تشكيل لجنة ملكية في الأردن لتطوير القضاء ومأسسة دولة القانون تكثفت عند شخصية وهوية وملامح رئيس اللجنة المخضرم ورجل الدولة المعتزل للعمل السياسي بقرار فردي زيد الرفاعي.

مسألة الرفاعي حظيت بالأضواء تماماً أكثر من اللجنة نفسها وفكرتها وبقية أعضائها.. ذلك طبيعي في وسط سياسي واجتماعي تواصلي يعلي دوماً من شأن الفرد ويركز فقط على الأسماء ولا يحفل كثيرًا بالدلالات الأعمق.

وتلك بطبيعة الحال طريقة النشطاء الأردنيين في التعليق والقراءة بعد سلسلة تجارب مرة من الخذلان الرسمي وبعد سلسلة كبيرة من وثائق التوصيات وتقارير اللجان الملكية التي يلاحظ الجميع أنها لم تحظ بالاهتمام الكافي ولم تناقش كما ينبغي ووضعت توصياتها في الكثير من الحالات في رفوف تراثيات العمل السياسي والمطابخ الاستشارية .

واضح أن فكرة اختيار الرفاعي بعد إعلانه الاعتزال طوعاً من خمس سنوات هي الجاذبة أكثر للجدل والمنتجة للتشويش مع إقرار الجميع بأن الرجل «خبرة منقوعة» ومكثفة وتجربة واسعة وقد يكون من أبرز رموز طبقة رجال الدولة.

الانطباع السريع الذي يمكن التقاطه بعد تشكيل لجنة تطوير القضاء والمأسسة القانونية يتعلق باستمرار برامج الإلهاء التي يقترحها سياسيون في المطبخ للداخل والخارج .

ثمة من يعتقد وسط النخبة السياسية بأن الاستعصاء المتوقع في البعد المالي والاقتصادي يتطلب المزيد من مقترحات الإصلاح والتطوير بالتوازي مع إشغال النخبة السياسية بالعمل بدلاً من انشغالها بطرح الأسئلة التي يتأثر بها المجتمع.

الأهم هو الرسالة التي تنطوي على تكليف الرفاعي بهذا الأمر حيث تركيبة لجنته تضم نخبة من القانونيين المحسوبين بقوة على التفكير والتيار الليبرالي مثل شريف الزعبي وأيمن عودة وصلاح البشير وثلاثتهم سبق لهم ان كانوا وزراء للعدل واشتغلوا مع حملات تمويل غربية باسم «تطوير الجهاز القضائي».

وجود الرفاعي في هذه العملية برفقة هشام التل رئيس السلطة القضائية الحالي مع مستشارين ليبراليين طالما اشتبك معهم الحرس القديم والتيار المحافظ هو بحد ذاته «مسألة لم تجرب سابقاً».

لا أحد يمكنه ان يتوقع كيف سيكون المشهد عندما يشتبك بالعمل الاستشاري في ملف مغرق بالحساسية مثل القضاء الرفاعي مع شخصية مثل صلاح البشير .

رغم ذلك يبدو أن الرسالة تنطوي على «طمأنة» الحرس القديم والتيار المحافظ من خلال عملية يديرها الرفاعي مع التل بعد الملامسات الاعتراضية التي برزت اصلاً عند رموز النادي الكلاسيكي المحافظ بمجرد استرسال الخطاب الملكـي بالـحديث عـن «دولة مدنـية».

خرج الحرس القديم والمحافظ من مواقع متعددة له في مجلس الأعيان مؤخراً ولم يشارك في طبخة قانون الانتخاب الجديد ويشكك بوجود صفقة بين الدولة والإخوان المسلمين ولا تريحه مطلقاً نغمات من طراز «مدنية الدولة» لا بل تزعجه وتقلقه.

وبالتالي يصبح المشهد كالتالي: وجود رموز قوية وصلبة تمثل الحرس القديم في لجنة معنية بملف القضاء وتفصيل القوانين مثل الرفاعي والتل نوع من «التعويض» ورسالة تؤشر على ان المرجعية لا تستثني أحداً ولديها رغبة في ان تتواجد جميع التعبيرات والهويات في «المطبخ الاستشاري».

يعزز مثل هذه القناعة وجود الثلاثي الليبرالي «زعبي وعودة والبشير» بالتوازي مع التيار المحافظ في لجنة تطوير القضاء ما دام الإخوان المسلمون يتقاطعون مع الدولة في مساحة «الدولة المدنية» ويعودون بالقطعة والتدريج لأحضان التأهيل مجدداً لأحضان النظام أو عباءته كما يرى رئيس كتلتهم الدكتور عبدالله العكايلة.

ارتاب التيار المحافظ فوراً بعد ورقة الملك النقاشية السادسة بخصوص تطوير القضاء والدولة المدنية وهيبة القانون بمجرد إعلان الناطقة باسم كتلة الإصلاح الإسلامية في البرلمان ديمة طهبوب بأن «النوم فارقها» وهي مندهشة في الليلة المعنية بعد قراءة ورقة الملك النقاشية السادسة.

يبدو ان النوم يجافي ايضاً بسبب تطور ملموس في عودة التيار الإخواني لمؤسسات الحكم عبر الواجهة البرلمانية الكثير من رموز التيار المحافظ والحرس القديم وقد عبرت عن ذلك قبل تشكيل لجنة الرفاعي نقاشات جدية حصلت مرتين على الأقل في جمـعية الشؤون الدولية. حتى ينام الحرس القديم بدون شعور بالاستهداف وتجنباً لإعلانه الحرب على اتجاهات القصر الجديدة بخصوص هيبة القانون ومدنية الدولة يستطيع بعض أقوى رموزه اليوم وعبر الرفاعي وغيره المشاركة في المطبخ العملي وتأسيس الضمانات التي تطمئن مراكز الثـقل المحـافظة بالتـعاون هـذه المـرة مع خبراء العدل والقـانون من دعـاة الصف الليـبرالي .

وعليه يمكن القول أن تركيبة اللجنة الملكية الأخيرة برئاسة الرفاعي تتقصد تمكين الخليط من الحرس القديم والتيار الليبرالي من العمل معاً وفي مطبخ واحد عبر لجنة هي عملياً الخطوة التنفيذية الأولى في مضمون ورقة الملك النقاشية السادسة التي أثارت موجة عاتية من النقاش والجدل والمخاوف .

سبق أن فشلت خلطات مماثلة ولا يبرز أي رهان على اختراقات كبيرة في مجال الإصلاح القضائي والتحول فعلاً نحو دولة القانون المدنية لكن اللجنة المشار إليها تضرب عصافير عدة بحجر واحد فقط لا ينقصه العمق والذكاء وقد – نقول قد- يأتي فعلاً بأي جديد .

القدس العربي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع