أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وقفة احتجاجية للمطالبة بضرورة شمول كافة الطلبة بالمنح والقروض مجموعة السبع تعارض عملية رفح الصفدي: يجب أن تنتهي أعمال إسرائيل وإيران الانتقامية إصابة جنديين إسرائيليين خلال تبادل لإطلاق النار بمخيم نور شمس استطلاع: الإسرائيليون ما زالوا يفضلون غانتس لرئاسة الحكومة القاهرة تحذر من عواقب اتساع رقعة الصراع مصادر حكومية: إسرائيل لن تعلن رسميا مسؤوليتها عن الهجوم على إيران شركات الطيران تغير مسار رحلاتها بعد هجوم إسرائيل على إيران قائد بالجيش الإيراني: مسيرات صغيرة هاجمت أجواءنا صحيفة: إسرائيل أطلقت صواريخ بعيدة المدى على إيران إسرائيل نفذت ضربة ضد إيران في ساعة مبكرة الجمعة كاميرون: نعتقد أن خفض التصعيد أمر أساسي بايدن يحذر الإسرائيليين من مهاجمة حيفا بدل رفح أمبري: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر مسؤول إيراني: لا توجد خطة للرد الفوري على إسرائيل سانا: عدوان إسرائيلي استهدف مواقع الدفاعات الجوية في المنطقة الجنوبية السفارة الأميركية بالكيان تضع قيودا لموظفيها حماس تدعو لشد الرحال إلى الأقصى الذهب يواصل الصعود عالميًا بن غفير: الهجوم ضد إيران مسخرة

الحرب على الموصل

18-10-2016 08:24 PM

الحرب على الموصل
الموصل ، والانبار ،وصلاح الدين، وتكريت، وهيت، والسقلاوية ،ونينوى،والفلوجة ،والعامرية،وديالى، وغيرها من محافظات ومدن أهل السّنة علّمت أمريكا درساً لن تنساهُ، ومرغت أنف الأمريكان بالتراب وجعلتها تستنزف قواتها وتخور أمام ضربات مجاهدي أهل السنّة في تلك المحافظات بعد سقوط بغداد ، الّتي أخرجت ربع مليون جندي دخلوا العراق وخرجوا منه بالتوابيت بين قتيل، وجريح ،ومنتحر، ومريضٍ يعاني من اكتئابٍ نفسي أصبح عالة على أمريكا واهله والمجتمع الأمريكي .
خرجت امريكا مدحورة مذمومة،مهزومة، مخزيّة، وضمّدت جراحها وصمتت على حزنها وخزيها ،وادركت أن مشروعها قد فشل، بل أنّ العراق أصبح أكثر قوة ومنعة أمام الرجال الذين تتلمذوا على يد الفارس العربي الأصيل الذي قهر المجوس وأطفأ نارهم رغم المعارك التي ضرّجت الأرض بالدم ،وأدركوا أن المرتزقة الذين جاءوا بهم على الدبابة الأمريكية لإدارة عراق العز والكرامة ليسوا إلا صعاليك صغار لن يحققوا الحلم الأمريكي بتحييد العراق عن واجهة الصراع العربي الصهيوني،وكما خرجت أمريكا مهزومة مقهورة فإن ضربات المجاهدين لو لم تتدخل امريكا مرّة اخرى كادت أن تطهرها من رجس الشيطانيين الأمريكي والفارسي وصولا للبصرة.
أمريكا سلّمت العراق لإيران وأذنابها ،ولكنها لم ترغب ان تلفت نظر العالم ان الحرب التي بدأت في العام 1980 لليوم هي حرب سنيّة شيعية ، ولا الحرب بيين النظام العراقي الحالي الطائفي وأهل السنة في المحافظات التي ذكرتها على انها حربا سنيّة شيعية ،فاختلقت ما يسمى بتنظيم داعش،ودعمت التنظيم ،وامرت القيادات العراقية بتسليم كافة تشكيلات القطاعات العسكرية وتولّي هاربةً تاركة خلفها ترسانتها من الأسلحة غنيمة لداعش ،والهدف من ذلك أن تخلق مبررا للرأي العام العالمي وذريعة تنال من خلالها من أهل السنّة على ان داعش الذي اندمج مقاتليه بمقاتلي أهل السُّنة تنظيم إرهابي عالمي، وبدات هوليود تخرج للرأي العام العالمي صور الذبح بالسكين،والحرق،والإغراق، ثم التفجيرات في اوروبا والتي يقف جميعها خلفها الموساد الصهيوني والسي آي ايه C I A ،حتى اقتنع العالم أنه لا بد من اجتثاث داعش الارهابي،وتشكيل تحالفات دولية ليضيع الدّم العراقي والسوري بين القبائل الغازية ،وتقبل الشعوب بذبح اهل السنّة وارتكاب المجازر بهم لأنهم قبلوا ان تكون داعش بين ظهرانيهم وعملياتها تنطلق من مناطق سكنهم فاستحقوا القصف بكل انواع اسلحة الدمار عقابا لهم والعالم منشغل بان الحرب هي على الارهاب .
واجتثاث داعش يعني الحرب،والحرب تعي استخدام القوة المفرطة على التنظيم ،والتنظيم تتواجد قواته داخل مدن أهل السنة ،وبالتالي فإن هذا يعطي القوات الأمريكية الشرعية ومن تحالف معها في أن تدمر مدن أهل السنّة وتقتل كيفما تشاء تحت رعاية ووصاية الأمم المنحدرة صانعة الاجرام والمبررة له كما تشاء .
وبين نار الحقد الفارسي المجوسي على اهل السنة ، والثأر الصليبي من مدن ومحافظات الأنبار،ونينوى ،وصلاح الدين ،وديالى ، كانت التصفية العرقية والانتقام من اهل السنّة والثأر لدماء الحسين ،والجرح الأمريكي النازف الذي أخفى آلامه ليحققها على يد من هُم أشد حقداً وكرهاً لأهل السّنة ،الحرب بالإنابة والوكالة تحت الرعاية الصهيو امريكية.
أمريكا من خلال هذه الحرب التي افتعلتها منذ الحرب العراقية الايرانية ،ثم الحرب على داعش كان لها هدفان :
ــ تذكية نار الحقد بين السنّة والشيعة وفتيلها الحرب العراقية الايرانية .
ــ الاقتتال السنّي الشيعي تحت ذريعة محاربة داعش ،ثم الحرب السورية ،واليمنية ،والتي أخذت جميعها المنحى الطائفي الغير معلن رسمياً استعداداً للصدام السني الشيعي الذي تعد له الصهيو امريكيا العالمية وهو قادم لا محال بين ايران ودول الخليج .
ومن خلال هذه الحروب التي اعدت بدقة في العراق ،وسوريا،واليمن ، حصدت أرواح الملايين من العراقيين والإيرانيين سنّة وشيعة وهي حرب لن تتوقف بحيث لن تـُبقى على كل من هو قادر على حمل السلاح حيّاً .
الرئيس الأمريكي اوباما قال في خطابات سابقة ان الحرب ستستمر ثلاث سنوات ثم عدّل رايه وقال عشرا،وزاد وبارك إلى ثلاثين عاماً ،وهذا يعبّر عن السياسة الأمريكية وليس كلاماً بلا معنى ، لأن أمريكا تدرك حجم تنظيم داعش تعداده ،وموازنته، وتشكيلات السلاح التي يملكها ، والهدف الذي صنعت داعش من أجله ومتى تنهي وجوده، ولكن ما لمسناهً على الأرض غير ما صرّح به الرئيس حيث أن التنظيم الذي تمدد في شهور على ثلث مساحة العراق دون مقاومة ،وتنهار أمامه اربع فرق عسكرية غانما ترسانتها العسكرية ، ثم يعود لينكمش بنفس السرعة متخلياً عن نصف المساحة التي استولى عليها ويتقوقع في محافظة نينوى متحولا من المهاجم الى المدافع عن نفسه لا بد ان هناك أسبابا ادت الى ذلك سابقا ولاحقا وعجّلت في الإسراع بقرار انهاء داعش من الموصل ومن هذه الاسباب .
ــ توتر العلاقات الأمريكية التركية والتحول التركي الى روسيا
ــ توتر العلاقات السعودية الأمريكية .
ــ توتر العلاقات المصرية الأمريكية والتحول الى دعم بشار الأسد والتقارب مع إيران .
ــ التدخل الروسي بقوة في سوريا وتعزيز قواته وترسانته العسكرية .
ربما هذه العوامل :
ــ عجّلت من اتخاذ القرار الأمريكي في إنهاء وجود داعش في العراق وما تبقى من قواته في محافظة نينوى والموصل بالذات،وهذا استبعده الآن مطلقاً لأن التنظيم ورقتها الرابحة حتى يتوفر البديل .
ــ أو أنّ الإدارة الأمريكية أرادت خلط الأوراق لأنها خسرت كل حلفائها وبالتالي افتعال حروب داخلية وخارجية تعيد ترتتيب الأوراق، علما أن الرئيس الأمريكي أوشكت ولايته الثانية على الانتهاء ولا اتوقع ان تنتهي الحرب في عهده وتبقى حملا على الرئيس الأمريكي القادم .
الحشد الذي تم الاعداد له لتحرير الموصل والذي قد يصل إلى 140 الف مقاتل من الجيش العراقي ،والمليشيات الشيعية المتنوعة،وقوات البشمركة ،وأضف لهم الاسناد من الجيش الأمريكي والفرنسي المشارك باحدث الطائرات الحربية ،كل هذا من اجل 3-4 الاف مقاتل في الموصل حسب التصريحات ، والبعض يشير الى عشرة آلاف مقاتل ، لكن القضية من وجهة نظري أكبر من ذلك لأن من يدافع عن الموصل هم أهل الموصل وإن كانوا جزءًا من التنظيم أو يقاتلوا مع التنظيم للظروف التي فُرضت عليهم وبالتالي فالعدد الحقيقي غير معروف لأن أغلبهم من اهل الموصل .
الموصل كبيرة في مساحتها، كبيرة في تعدادها السكاني، فهي تمتد على مساحة 500 كم2 ،ويقطنها مايقارب المليون ونصف الى المليون وثمانمائة الف نسمه ، وبالتالي كل هذا الحشد لن يكون كافياً لاجتياح المدينة والسيطرة عليها سيطرة كاملة كما حصل في بقية المحافظات ،كما ان التنظيم أعد انفاقا طويلة تربط اجزاء المدينة ببعضها البعض ،وأقام انفاقاً تصل المدينة ببعض القرى المحيطة بها ، وبالتالي فإن أي قصف كثيف لن ينال من التنظيم كما يحلم العبادي وقادة مليشياته لأن الخاسر الأكبر هم المدنيين، وهم ضحايا الحرب،لذلك فالقوة النيرانية الكثيفة لن تنهي المعركة وتحسمها دون الدخول الى شوراعها وازقتها وتطهيرها شبرا شبرا نفقا نفقا ،ومع هذا فإن حدودها مفتوحة مع الحدود السورية وهذا يساعدها في تعزيز قواتها ،و استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين وكل ما يحتاجة التنظيم ويمكننا القول لن تتعرض لحصار كامل ولن تستطيع أي قوة ان تقف بين الحدود السورية والعراقية فكي الكماشة للتنظيم وهذا يطيل أمد الحرب .
الحرب الحقيقية في الموصل لم تبدا بعد ،وتختلف المسافة بين جموع واخرى في القرب من مركزها، الأقرب منها هي قوات البشمركة التي تبعد تقريبا 5كم ،في حين بعض القوات لا زالت تبعد 60 كم ،وفي بعض المناطق من 20-30كم ،ولكن القصف البري والجوّي بمختلف الأسلحة بدأ على الموصل والمدن القريبة منها ، وبدأ التنظيم عملياته الانتحارية وتفجير سياراته المفخخة موقعا عشرات القتلى والجرحى بين افراد الجيش العراقي ومليشياته وقوات الأكراد هذا ما تتناقله وسائل الاعلام عن سير المعارك ، وقبل أن تصل القوات المهاجمة الى نقطة الصفر من الموصل اتوقع ان تخسر ثلث قواتها بين قتيل وجريح وهو ما تريده الإدارة الأمريكية لهذا الحشد الشعبي .
أمريكا صرّحت وبعض القيادات العراقية عن تخوفها من استخدام التنظيم وشن هجمات بالغاز الكيماوي ،ولا نعلم هل هي حرب اعلامية كما قيل سابقا عن العراق أم تخوف حقيقي، وإن امتلك التنظيم هذا الغاز فعلا اتوقع استخدامه لكن عندما تتجمع القوات مسافة قريبة من مرمى نيرانهم ،واتوقع في حال شعر التنظيم بالخطر الحقيقي وفقدانه السيطرة على سير المعارك أن يعمد إلى تفجير سد الموصل مغرقا العراق كاملا إن لم يتم السيطرة على جسم السد ومنع تفجيره ،ومن ثم الانسحاب الى سوريا ،والعودة بعد شهور الى العراق بعد انحسار مياه الفيضانات التي قد تحصد اضعاف ما خلّفته الحرب،طبعا بضوء أخضر أمريكي .
في حال لم يستخدم التنظيم الغازات ،او لم يفجر السّد ،فإن الموصل ستسطر ملحمة تاريخية في حرب الشوارع تغرق شوارعها بالدماء ،وتـُرتكب ابشع انواع الجرائم والدمار والقتل والتعذيب وانتهاك الحرمات، كل طرف ينتقم من الاخر بلا رحمة ،لأن القضية تعني بقاء ووجود وخاصة المقاتلين العراقيين من اهل الموصل فليس أمامهم الا القتال او الذبح من الحشد الشعبي،لذلك سيقاتلون حتى الموت وتوقعي أنهم مشتاقون للثأر لشرف العراقيين وما فعله الحشد الشعبي من مجازر واهانة لهل السنّة .
أما على المستوى الدولي فإن الصراع لا يقل حدة عن الصراع مع داعش ،تجمعهم مصلحة القضاء على التنظيم ،وتفرقهم مصلحة تقاسم الموصل بعد طرد اهل السنَة ،فالأكراد حلمهم دولة كردية تعتبر خطأ متصلا مع سوريا لإعلان الدولة، وتركيا ستمنع بقوة اقامة الدولة ،والشيعه يعتبرونها فرصة للتطهير العرقي وتهجير اهل الموصل الى سوريا وتركيا بلا رجعه من اجل احداث تغيير ديمغرافي ، وأمريكا داعمة لفكرة نهوض دولة كردية ،أما الصراع السني الشيعي الذي يتخوفون منه فإنه واقع على الارض منذ سقوط بغداد .
لذلك المواجهة بين تركيا والجيش العراقي الشيعي واردة اثناء المعركة او بعدها ،والمواجهة بين الأكراد وتركيا واردة وهي مستمرة ، والتطهير السني الشيعي متأجج ، فانتهاء حرب الموصل لا يعني ان تضع الحرب أوزارها ،وإنما تعني ولادة سفك للدم باسماء جديدة حتى يتحقق الحلم الأمريكي وشرق أوسط جديد لكن هذا الحلم تبدد وسيتبدد كلما انكسرت راية عربية جديدة لأن النصر القادم استراتيجياً سيكون من رايات وجيوش لا تستعمل السلاح الأمريكي ولا تأكل خبزهم .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع