قال تعالى:" ان أوهن البيوت لبيت العنكبوت" صدق الله العظيم. غير أن هذا النسيج الأضعف قد غير مسار الكون, حين أوهم الكفره وهم يلاحقون رسول الله عليه الصلاة والسلام وصاحبه ابو بكر رضي الله عنه, وهما في الغار مختبئان..فأنقذهما , وأنقذنا نحن القابعون الأن كل في كهف أوهامه....
خيوط حريريه رفيعه يبلغ سمك شعرة الانسان 400 ضعف لسمكها! فأية دروس لا بد لنا أن نستحضرها في قلوبنا , وعقولنا وأيادينا... والله لم يعجز بأن يغير طريقهم في ذلك التاريخ, فلا يقاربون مخبىء الحبيب. غير أنه لم يفعل. أراد الله جل جلاله أن يضرب مثلا بأن لا نستهين بفعل, أو مخلوق مهما اعتقدنا بصغره وضعفه. أن نتأمل ابداع الأ شياء التي لا نعدها نعما من حولنا, تلك التي قد ندوسها في غوغاء حياتنا غير ابهين بها ومنكرين تواجدها.
شبكة العنكبوت, بناء هندسي بالغ الدقه والتنظيم على وهنه. شبكة قادرة بحساساتها على استشراف العدو القادم من ترددات سيره, لا بل وتحديد مدى القدره على ابتلاعه. فان كان أكبر من قدرة الشبكة الحريرية ...أطلقته. وان تيقنت أنثى العنكبوت من امكانية التهامه...اصطادته. هكذا خلقها رب الكون بالمنطق والاستعداد و التنظيم. ولولا العلم لما درينا بهذه التفاصيل.
والهجرة موضوع حي في أخبارنا حاليا وليس بسبب هذه المناسبة فحسب. فقد هجرنا تاريخنا, وهويتنا والكثير من شجاعتنا...هاجر عليه أفضل الصلاة والسلام وحيدا, ومن أهله الجهلة مطاردا. لكن ايمانه جعله يقرر, ويقينه بأنه محق وأن عين الله سترعاه نصره على مجموعات تفوقه عددا ,ونسبا, وعده....غير أنه تفوق عليها ضياءا وصبرا وعقلا وانجازا...
الايمان لا يسعفه الصمت, بل يقتله احيانا. لذا هاجر محمد عليه الصلاة والسلام من موطنه مكه, وهجر أهلها فملأ الدنيا نورا وحضارة وأملا ....
متى نهاجر نحن الى مستقبلنا ونهجر سلبيتنا ونبني ايماننا؟ عل هذا العام يوقظنا.....
وكل عام وأنتم بخير
FB: Arwa Hamaideh