أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
غالانت يتلقى عبارات قاسية تجاه إسرائيل 125 ألف يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي يبحثان التعاون المشترك 15 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال نادي الشجاعية بغزة دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح مسؤول تركي: أردوغان سيلتقي بايدن في البيت الأبيض في 9 أيار الدفاع المدني يتعامل 1270 حالة إسعافية مختلفة خلال 24 ساعة يديعوت أحرونوت: واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو حزب الله يستهدف ثكنة زبدين الإسرائيلية إصابة 61 جنديا إسرائيليا بمعارك غزة منذ الأحد الماضي وزير الخارجية يجدد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للأقصى أسعار النفط تحقق مكاسب شهرية بأكثر من 7 بالمئة فيتو روسي ينهي مراقبة نووي كوريا الشمالية بلدية غزة تحذر من انتشار أمراض خطيرة بفعل القوارض والحشرات الضارة أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات مؤشر نيكي يسجل أكبر مكاسب من حيث النقاط في السنة المالية
ناهض حتر شمعة مضيئة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ناهض حتر شمعة مضيئة

ناهض حتر شمعة مضيئة

29-09-2016 10:35 AM

وحّد الشهيد معاذ الكساسبة برحيله الاردنيين في مواجهة تنظيمي داعش والقاعدة وسلوكهما العدواني الفظ غير المتصل بأية مشاعر تحترم إنسانية الانسان ، وقد كان الاردنيون مختلفون حول موقفهم من داعش والقاعدة ، بدلالة أن نواب حركة الإخوان المسلمين قدموا واجبات العزاء نحو أسرة أبو مصعب الزرقاوي على أثر إغتياله ، ولكنهم توحدوا مع سائر الاردنيين رداً على طريقة داعش في اغتيال الطيار الاردني ، ولذلك إذا خسرته أسرته وعائلته.

 

، فقد كسب الاردنيون بإستشهاده من خلال إندفاعهم نحو الوحدة والتماسك ، والالتفاف حول مؤسساتهم المدنية والعسكرية ، والشهيد ناهض حتر لم يكن أقل تضحية ووفاء وبسالة في مواجهة الارهاب ورفض التطرف والتصدي لداعش وللقاعدة وسلوكهما وجرائمهما ، ودفع حياته ثمناً لهذه المواجهة ، وتمسكاً بمواطنته المدنية ، ودعوته الدائمة للتعددية ، وإنحيازاته للديمقراطية ، وحق البشر في التعبير عن أنفسهم وقناعاتهم ، وخسرته عائلته وأصدقائه ومن يروا فيه المفكر والمبادر والسياسي النشط لكل ما هو أردني قومي تقدمي ، ولكن الاردنيين مازالوا مشدودين ومصدومين لمفاجأة إغتياله ، ولم ترتق حركتهم السياسية اليسارية والقومية والليبرالية لمستوى تضحيته ، فالشعارات التي رفعها المحتجون على إغتياله لم تحدد بدقة أعداء الديمقراطية والتعددية والمدنية ، ومؤيدي التطرف والارهاب ، بل تشتت نحو الشعارات غير الواقعية الدالة على غياب الاولويات وتوسيع دائرة الخصومة مع تيارات سياسية عديدة .

 


لقد فجر الشهيد التونسي البوعزيزي ، ثورة داخل بلده وإمتدت إلى مصر وليبيا ومصر وسوريا واليمن ، ولكنها بدلاً أن تكون ربيعاً للعرب تُنهي أسباب إنفجاراتها الثلاثة وهي : 1- عدم إستكمال خطوات الاستقلال السياسي الاقتصادي ، و2- غياب العدالة الإجتماعية ، و3- فقدان الديمقراطية لدى البلدان العربية كافة تحولت إلى خريف خرب دمر الانجازات بدون تحقيق مكاسب إستفاد منها فقط ، أحزاب التيار الإسلامي الاربعة : 1- الإخوان المسلمون ، 2- أحزاب ولاية الفقيه ، 3- القاعدة ، 4- داعش الاكثر تفرداً وأحادية وتسلطاً على حياة الناس ومواطنتهم وتعدديتهم ، فبات العرب مثل ذاك الذي يهرب من مزراب الديكتاتورية والجوع والمرض وسوء الخدمات ، ليقع تحت رحمة الدلف الاكثر وجعاً ورجعية وتخلفاً من النظام العربي السائد .

 


رحيل ناهض حتر وتضحيته وتمسكه الصارم بأردنيته وقوميته وتقدميته ، يجب أن تتحول إلى شمعة مضيئة ، إلى حالة يقظة ، إلى تماسك القوى اليسارية والقومية والليبرالية الاكثر ضعفاً وتشتتاً من أحزاب التيار المحافظ والتقليدي ، عديمة الجدوى ، وعبثية العمل ، ومدمرة الوطن كما فعلوا في الصومال وليبيا وسوريا واليمن والعراق كما حاولوا في مصر والجزائر ولدى غيرها من الاقطار العربية ، ومزقوا الحركة السياسية الفلسطينية ذات الطابع الكفاحي في مواجهة المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، العدو الوطني والقومي في فلسطين ، بالإنقلاب الحمساوي في غزة المحاصرة.

 


عبلة أبو علبة ، وفرج الطميزي ، وأكرم الحمصي ، وسعيد ذياب ، وفؤاد دبور ، ومعهم خالد رمضان وما يمثلون ، يمكنوا أن يشكلوا رافعة وجبهة متحدة مبادرة شجاعة ضد التطرف والارهاب كما ضد التخلف والرجعية ، مثلما هم ضد الخنوع والاستسلام ، وفي مواجهة قوى الشد العكسي .

 


أسرة الفقيد الراحل ناهض حتر ، فقدت ابنها ورمزها ومعيلها ورمز فخارها ، وهو خسارة كبيرة لها لن تعوض مهما قبلت الكلام بحقه ، والخطابات بشأنه ، والتضامن من أجله ، وتعّوضوا بهذه الشموع ، وهذا التضامن ، والالتفاف من حولهم لأنهم قدموا تضحية من أعزهم لصالح بلدهم ، ولكنه خسارة للأردنيين إن لم يستفيدوا من بسالته وتضحيته ومبادراته الوطنية والقومية نحو الوحدة وبناء المستقبل المشرق ، وتحديد الاولويات من أجل أردن وطني ديمقراطي تعددي موحد ، ومن أجل حرية فلسطين ودعم شعبها لعودتهم إلى المدن والقرى التي طردوا منها وتشردوا عنها، وإستعادة ممتلكاتهم منها وعنها وفيها ، ومن أجل العمل نحو : 1- إستكمال خطوات الاستقلال السياسي والاقتصادي للبلدان العربية ، و2- تحقيق العدالة الاجتماعية ، و3- شيوع الديمقراطية وقيمها وتعدديتها في كل بلدان العرب ، عندها يكون حقاً ناهض حتر قد رحل وقد قدم نفسه شمعة مضيئة للطريق نحو المستقبل ، ويكون قد خدم شعبنا في رحيله ، كما عمل في محاولاته المتصلة لخدمته وتوعيته خلال حياته قبل أن يرحل ، ونكون قد أوفينا ناهض حقه في ردنا على إغتياله بخطوات بنائه من أجل وحدة الاردنيين وتماسكهم وتقدمهم ، ومن أجل عالم عربي خال من الظلم والتبعية ، ومن أجل حرية فلسطين كما تمنى .
h.faraneh@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع