زاد الاردن الاخباري -
شن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة غاضبة ضد الاتفاق الذي أبرمه الأردن لاستيراد غاز إسرائيلي في صفقة بقيمة عشرة مليارات دولار، وذلك عبر وسم "#غاز_العدو_احتلال" الذي تصدر قائمة الترند في الأردن.
وتأتي هذه الحملة بعد اتفاق سري بين الأردن وإسرائيل تكتّم عليه الإعلام الأردني وكشفه الإعلام الإسرائيلي، حيث قالت الإذاعة الإسرائيلية إن البلدين وقعا اتفاقية يستورد بموجبها الأردن الغاز الإسرائيلي من حقل "لفيتان البحري" لصالح شركة الكهرباء الأردنية.
وتعتبر هذه الصفقة الأولى من نوعها منذ اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، وتنص على تزويد الأردن بنحو 45 مليار متر مكعب من الغاز بقيمة 10 مليارات دولار على مدار 15 عاماً المقبلة.
واعتبر النشطاء أنه إذا مرت هذه الصفقة فسيصبح مستهلكو الكهرباء في الأردن ممولين مباشرين لإسرائيل، محذرين من أن "مليارات الدولة للكيان الصهيوني ستكون نارا حارقة على أهل غزة في السنين القادمة".
كما أشار المغردون إلى أن صافي المبالغ التي ستذهب للحكومة الإسرائيلية بعد حسم تكلفة الإنتاج وأرباح الشركات سيزيد عن 30% من قيمة الصفقة، مذكرين بأن تكلفة ثلاث حروب على غزة بلغت قيمتها 7.5 مليارات دولار.
كما اعتبر النشطاء أن الأموال الأردنية ستساهم في تكريس الاستيطان في الأراضي المحتلة، فإجمالي ما تدفعه الحكومة الإسرائيلية لدعم 871 ألف مستوطن سنويا يبلغ 840 مليون دولار فقط.
أما نشطاء آخرون فقد أطلقوا شعار "الدم ما بصير غاز" ردا على هذه الصفقة التي اعتبروها خيانة لدم الشهداء وللأقصى والقضية الفلسطينية، وشدد آخرون على أن هذه الاتفاقية تنقل المواجهة مع إسرائيل من العقيدة والقومية إلى مسألة اقتصادية قائمة على النفع المادي فقط.
غير أن هذا التنديد الشعبي الواسع والرافض للتطبيع مع "إسرائيل" قوبل بتبرير رسمي للصفقة ورد على لسان جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأردني للشؤون الاقتصادية، بأن الغاز الإسرائيلي يعد أحد البدائل التي ندرسها وأقلها كلفة علينا.
ويسعى النشطاء لحشد النخب والجماهير في الشارع للضغط على الحكومة وإيقاف هذه الصفقة التي تنتظر لإتمامها موافقة البرلمان الأردني.