أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز. كتيبة جنين : استهدفنا معسكر سالم. القناة الـ12 : التفاوض مع المقاومة وصل لطريق مسدود. مبادرة بلجيكية لمراجعة منح إسرائيل امتيازات بسوق أوروبا. التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء الإعلام الحكومي: مدينة غزة تعيش حالة من العطش الشديد.
استعمار العقول

استعمار العقول

25-09-2016 07:49 PM

سوف نتناول أسباب فناء الأمم منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا
ــ أمم فنيت بالعذاب من الله وأبيدت.
ــ صراع بين قوى الخير والشّر
ــ صراع بين قوى الشّر
ــ الصراع الفكري وإستعمار العقول

الفساد والإفساد في الأرض بدأ منذ أن قتل قابيل أخيه هابيل غيرةً وحسدا ،والفاسدون والمفسدون دائما هم الأغلبية في الأرض والأكثرعدداً وقوة ونفيرا ،والصراعُ بين الخير والشّر متلازمان منذ بدء الخليقة حتى تقوم الساعة على شرار الأرض،والغلبة لأتباع الديانات الموحّدون وإن قلّ عددهم وعدّتهم،والبقاء للأقوى في حال تنازعت قوى الشّر على الأرض والسّلطة .

الصراعُ في الأرض لم يكُن في يومٍ من الأيام صراعٍ حضاري ،وإن سُمي كذلك لكنه صراعٌ ديني لأن الدين بدأ منذ نزول آدم من الجنّة إلى الأرض دين الفطرة والتوحيد ،ولأن الله سبحانه لن يُعذّب أمّة من الأمم إلا أن يبعث فيها رسولا ،إذا لا توجد أمّة سبقت إلا وبعث الله لهم رسولا يبلغهم رسالات ربّهم .

وتعتبر رسالة النبي باقية في تلك الأزمنه وعلى الأمم أن تتبعها حتى يبعث الله رسولا آخر ،فبعض تلك الأمم والحضارات كانت أمم عظيمه لها حضارات ذكرها القرآن الكريم ،فتحدّث عن نعيمهم، وقصورهم، وبساتينهم، ونحتهم للجبال، وقوتهم وبأسهم ، هذه الأمم التي افتخرت بقوتها وصناعتها وحضارتها وعصت الله وقتلت أنبياءه دمّرهم الله بجنوده ،فاندثرت تلك الأمم كاملة كقوم عاد، وثمود،وإرم ذات العماد،وقوم لوط، وفرعون ذي الاوتاد،وأصحاب الأيكة، وقوم تبّع وغيرهم .

ومع تكاثر الخلق بدأ الصراع الحضاري والديني ،والحضاري الحضاري ،كحضارة الفرس والروم ،والبابليين، والأشوريين ،والكنعانيين، والكلدانيين ،وأغلب هذه الصراعات كانت في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام مهبط الأنبياء .

الصراع الحضاري الديني،والحضاري الحضاري ،الأول هو صراع الأنبياء مع أقوامهم ،والذبن كفروا برسالات ربهم فدمرهم الله تدميرا واخذهم بالعذاب بغتة ،وأغلبهم لم يبقى إلا آثارهم شاهدةً عليهم ،والصراع الحضاري الديني منه ما تعرض له بنو اسرائيل من غزوات عندما عصوا الله بعد موت انبيائهم وغُلبوا في الأرض وكانت الغلبة للأقوى ، لذلك أكثر من تعرض للقتل ِ في الأرض وأكثر من قتَل في الأرض هم اليهود أو بني اسرائيل ،وخاصة من الاشوريين والحضارات الأخرى .

أما إن كان الصراع الحضاري الحضاري بين أمتين لا دين لهما وإن كانا من أهل الكتاب كالروم مع الفرس فالغلبة لمن هو أكثر قوة ونفيرا ،هذه لمحة مختصرة عن الصراعات في الزمن القديم وأسباب فناء تلك الأمم وزوالها من الأرض .

" لكن موضوعنا هو الصراع المعاصر منذ سقوط دولة الخلافة الاسلامية لليوم وغد "
صراع الفكر والتجهيل وغسل العقول وطمسها
انتهى الصراع الحضاري المعاصر بانتهاء الحرب العالمية الثانية ،وكانت ألمانيا آخر دولة بالعالم فكرت بالتوسع العسكري والاحتلال خارج حدودها كامبراطورية تهيمن على الأرض ولكنها خسرت الحرب وتم احتلالها من روسيا القيصيرية .

ومع ان الحرب العالمية حصدت الملايين من البشر لكن الامور عادت لنصابها وتم التصالح بين الدول المتحاربة ،والدول التي تدمّرت نهضت من جديد ،لكن الامبراطورية الوحيدة التي ذبحت من الوريد للوريد ولم تقف مرّة أخرى على أقدامها ولم تعود ولن تعود لعافيتها هي الإمبراطورية العثمانية التي ظُلمت من الشّرق والغرب ،والحضارة الوحيدة التي لم تعود لها عافيتها هي الحضارة الاسلامية .

الحربين العالميتين كان من يقف خلفهما اليهود فهم من أسسوا لفكرة قيام وطن قومي لليهود في فلسطين منذ العام 1897 من قبل هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية ،أي قبل أن تبدا الحرب التي أشعلوها لإضعاف العالم الغربي والقضاء على الامبراطورية العثمانية ،ليتم احتلال فلسطين وتسهيل هجرة اليهود اليها ،لا اريد ان اخوض بتفصيلات تبعدنا عن الفكرة الأساس .

الغرب يدرك أنه لا توجد أمّة تشكل خطرا على الأمم والحضارات إلا أمّة الاسلام ،أمّة القرآن ،وهم يدركون أن المسلمين يمثلون خطرا حقيقيا على بقية الحضارات،ويعرفون أسماء المعارك التي خاضها المسلمون وانتصروا فيها واستراتيجياتها أكثر من أنفسنا بل يعرفون اسم كل صحابي ودوره ولون ثيابه من الذين شاركوا بالمعارك والفتوحات الاسلامية،ويدركون أن المسلمين رغم قلتهم ،وقلة عتادهم ان دخلوا أي معركة انتصروا فيها ،ويعون أنه لا مجال للإحتلال العسكري والتوسع الديمغرافي كما كان يحصل سابقا في العصر الحديث ،لكن الحروب التي خاضتها أمريكا مؤحرا في فيتنام والعراق وأفغانستان لا تعتبر احتلالا للأرض لأن توسع الامبراطوريات يعني نقل سكان تلك الامبراطوريات للدول او الاراضي الجديدة التي يتم اغتصابها وهذا لم يحصل ولن يحصل باستثناء فلسطين.

وبما ان المارد الحقيقي المخيف والمرعب للغرب هو مارد الإسلام والذي يصعب الهيمنة عليه عسكريا فلا بد من وسائل بديلة للإحتلال العسكري وأكثر قبولا وأقل خسارة عند الشعوب المراد استعمارها،لأن الارض في القديم كانت من اجل التوسع الديمغرافي للإمبراطوريات ،والبحث عن الموارد المائية والزراعية والمعدنية وهذا اليوم متوفر وسهل الحصول عليه من خلال الاستعمار غير المباشر واحتلال العقول والموارد.

الإستعمار الجديد الذي لجا له الغرب سار في خطّين متوازيين ،الخط الأول عدم توحد أمّة الإسلام بعد زوال الامبراطورية العثمانية ،ووضع حد فاصل بين قارتي آسيا وأفريقيا ،هذا الخط الفاصل هو نقل اليهود الى فلسطين فهي الممر البري والبحري الوحيد الذي يربط أسيا بأفريقيا فيحول دون توحد الوطن العربي سياسيا وجغرافيا ،واشغال العرب بحروب محدودة مع إسرائيل ،وخلق حالة من الخوف والقلق لدى الشعوب المحيطة بفلسطين وأقول الشعوب لأن الدول ممثلة بقادتها وكبار السياسيين معرفتهم للحقيقة تختلف،كما يختلف دورهم الوظيفي .

الخطوة الثانية استعمار العقول : وهذا هو الخطر الأكبر على الأمة أن فكرك مستعمر ومحتل وأنت تقوم بدور الجندي المقاتل والمساند لعدوك وأنت لا تعلم ،لذلك اصبحت الحرب حرب العقول وسميت هذه الحرب "بالغزو الفكري" ،الغزو الفكري هو احتلال العقل ،اذا تم احتلال العقل تم تسليم الأوطان طوعاً وسلماً ،وتم نهب خيراتها واستعبادها ، وتم طمس اي حضارة لها ،لكن بقاء الانسان بوعية ومحافظا على قيمه ،ودينه،وعقيدته ،لا يمكن أن يتم احتلال وطنه ،ولا سلب خيراته ،ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تستطيع الهيمنة عليه لفترة طويلة كما تحرر الشعب الجزائري والليبي في العصر الحديث .

إذا كنا نعتقد أن الغزو الفكري حديث فنحن واهمون ،لكن ما تكتشفه اليوم من انحرافات في السلوك لبعض الدُّعاة رجال الدين ،والكُتّاب والمحللين ،والإعلاميين ،والفنانيين ،والسياسيين ، هذا لأنهم برزوا فجأة نتيجة الأحداث التي تجري ،وجاء الوقت الذي ينفثون فيه سمومهم جهارا نهارا فبدات الشعوب تكتشف خيانة هؤلاء لدينهم وامتهم واوطانهم .

الغرب يدرك أن المسلمين لا يقبلون منهم أية أفكار تخالف دينهم ومعتقداتهم ،أو تتنافى مع سلوكهم وقيمهم ، لذلك منذ زوال الامبراطورية العثمانية تم اعتماد جيوش جرارة من أذرع الماسونية الصهيونية العالمية ،وتم زرعهم في الوطن العربي وتجدهم رهبانا ً،وشيوخ دين او علماء دين ،ودعاة على التلفزيون خصص لهم محطات فضائية ،جيش من الإعلاميين ،ترسانات من القادة السياسيين ،مفكرين ،رجال أعمال ،فنانين ،نشطاء اجتماعيين ،مدراء مراكز أبحاث ،قادة عسكريين من كل الرتب وأمنيين ،مصممين أزياء ..كل ما يخطر في بالك تجدهم خناجر مغروسة في جسد الأمة ،هذا الجيش الجرار في الوطن العربي سخرت له كل الامكانيات ،وفتحت لهم كل الابواب ،وقدمت لهم كل التسهيلات ،وتبوأ أغلبهم أعلى الرتب والمناصب من لا شيء ، هؤلاء تلقوا تدريباً عالياً رفيعاً أصحاب فكر، وعلم، وثقافة ،حتى الراقصات لهن دور كبير في سلب العقول والاسرار .

لذلك كم داعية بهرنا بدموعه ،وكم سياسي بهرنا بانتمائه للوطن وشعاراته البراقة ،وكم رجل اعمال تظاهر بالزهد والتصدّق ليتبوأ منصبا سياسيا رفيعا بتقربه من الحكام ثم يتم انتخابه بمجالس الأمة العربية ،كم فنان ومطرب أحبه الشعب وهو يؤدي دور ماسوني قذرليقتدي به أبنائنا ، كم وكم وكم .

الدور الأول لهؤلاء كسب ثقة عوام الشعب والجماهير ،دعاة ،او فنانين وراقصات،أو عارضات أزياء ،إعلاميين وكبار الكتاب والمحللين ،دُعاة على الاعلام ،سياسيين منظرين ،والمطلوب أن يصبحوا ثقة عند عوام الشعب كلمتهم لا تبديل لها ،وانتمائهم الوطني لا تشوبه شائبه ،وأنا اتكلم عن العالم العربي وليس الأردن فقط ، فرجل الدين أصبح كلامه مقدّس ،والسياسي ياويل لمن يخونه أو ينتقده ،والفنانه قدوة لفتياتنا في الازياء والموضة ، وأضف لذلك الإعلام المقزّم المشوّه للحقائق ،وأضف لذلك مناهج تعليم تخرج أميين ،وأضف لذلك حرمان أصحاب الكفاءات من تبوّء اي منصب سياسي او اقتصادي او اجتماعي ..كل هذا أفسد أخلاقنا وضيّع ديننا وطمس هويتنا فأصبحنا تائهين لا نعرف الغث من السمين وكل هؤلاء يتلاعبوا بمشاعر العوام لإحرافهم عن دينهم ووطنيتهم وإفساد اخلاقهم ،جيوش جرارة بعضها ظهر والغلب يمارس دوره سرا .

اعلم وتيقن أنك تقاد الى الضلاله والهلاك والمتآمرون حولك بالالاف بكل مفاصل حياتك ،يخططون يدبّرون يتآمرون عليك يستعمرون عقلك يوجهونك كما يريدون ،يعملون ضمن مشاريع وفرق ،وما تراه من انفاق الغرب على الديمقراطية، وحقوق المراة والطفل ،هو من اجل تدمير الأسرة ،وتمرد الابناء على ذويهمم بحماية قانونية ،فالفتاة تصادق من تشاء وتخرج متى تشاء ويمنع عليك محاسبتها هذا من ضمن مناهج احتلال العقول والفكر والانحلال الاخلاقي الممنهج الذي يدار من داخل كل وطن عربي بيد بناتنا وشبابنا هم من يروجون لذلك وهم من يعقدون الدورات ويزرعون هذا الفكر من اجل المال اللامحدود من الصهيونية العالمية على منظمات المجتمع المدني وغيرها ممن ذكرت.

انظر كم حجم المؤامرة حولك من ابناء جلدتك انظر للوسائل التي يستخدمها اعداء الله منذ زوال دولة الخلافة العثمانية والمليارات التي انفقت لتدمير فكرك واستعمارك ، المصيبة أن عدوك هو ابن دينك او ابن عشيرتك وقريتك ومدينتك ،هو الأمين عليك وعلى مستقبل اولادك ومستقبل دينك ،ألا زلت لا تعرفهم يجب عليك أن تعرفهم ،يجب عليك ان تكون صاحب فكر مستقل وتمييز الخبيث من الطيب ،تعرف الصادق من الكاذب ،تعرف من يهمز ويلمز ويتموج كالأفعى من الذي يصدح بالحق بقوة وعزيمة واصرار ،يجب ان تعرف من يلحن بالقول ويطعن بخاصرة الوطن والدين ،يجب ان تعرف من يفرط بقيمك ومبادئك ولو بجملة واحدة فكيف بمن بان كذبه وخداعه وافتراءه .

طمس هويتنا الحضارية حصل أمام عيوننا فتاريخنا مزوّر ،وقيمنا الحقيقية التي تمثل روح الاسلام أصلا منسوخة من المناهج منذ الازل ،والضعف العربي بعد الربيع العربي زادنا هوانا على انفسنا وعلى عدونا فأصبحنا أكثر تفككا وأكثر تيها وضياعا ، وكل ما نملكه ان نحافظ على هويتنا الاسلامية التي تشن عليها حربا شرسة باسم محاربة الاسلام والهدف هو طمس ما تبقى من ارث حضاري او بقايا قيم تستر عوراتنا وعورات اولادنا فخطوات تغيير المناهج هي خطوات للتعري بالقوة والقانون وسيصبح ذلك جزءًا من الدستور يمنع الفتاة من التحجب او لبس الجلباب لأنه مخالف للرقي والحضارة.

سقطنا اخلاقيا ،حتى ديننا لم نفهمه فهما صحيحا شاملا ،اغلبنا يشرك بالله وهو لا يعلم ،نرتكب المحرمات ولا نعلم، نتعدى حدود الله ولا نعلم، لأن مناهجنا لم تـُنِر بصيرتنا، ومنابرنا لم تصدع بما أمرها الله، واعلامنا ينشر الفسق والرذيلة ويروج له رغما عن انوفنا ،لا تنظر لوضعك اليوم انظر لوضع اسرتك واحفادك بعد عشر سنوات ان استمر الحال ستفتح بيتك لصديق ابنتك وتقول لك ابنتك او حفيدتك بابا بدنا نشرب فنجان "أهوه" من ايدك ،وتسلم ايدك ويسلم عقلك وفكرك وأقول أرى ما لم ترون ولا اقول كل ما اريد حتى لا تُصدمون.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع